تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لهذا ينبغي لطالب العلم أن يسأل ربه دائما أن يرزقه العمل بما علم وأن يعيذه من مشابهة اليهود في التخلف عن العمل هذا داء عضال وخطر عظيم ينبغي لكل مؤمن وكل طالب العلم أن يسأل ربه جل وعلا كثيرا في سجوده وتشهده في كل وقت أن يعلمه العلم النافع وأن يرزقه العمل به وأن لا يجعله وبالا عليه.

فقد تقدم في كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في المقدمة التي قدمها لهذا الكتاب وبين حاله وأنه مختصر في أصول الأدلة الحديثية وأنه محرر تحريرا بالغا للعلة التي ذكرها في المقدمة. والآن يبدأ في الأحاديث التي قدم لها


ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 01:33 ص]ـ
قال رحمه الله
كتاب الطهارة

ش/ من عادة المؤلفين للأحاديث والفقه إذا أرادوا البدء في العبادات بدأوا بالطهارة وبعضهم يقتصر على هذا فيبدأ بالطهارة أولا وبعضهم يذكر قبلها أشياء تتعلق بالعقيدة وما يتعلق بالتوحيد وخطورة الشرك ثم يتكلم على ما يتعلق بالعبادات وكثير منهم يقتصر على ما يتعلق بالعبادات كالمؤلف رحمه الله. بدأ بالعبادات.
وتقدم الطهارة لأن الطهارة شرط الصلاة، والصلاة أهم العبادات وأعظمها بعد التوحيد ولهذا قدموا الطهارة.
ووجه من حذف أحاديث العقيدة لأن العقيدة لها كتب مؤلفة مستقلة لعظم شأنها ألف فيها كتب وذكر فيها ما يتعلق بالعقيدة من الآيات والأحاديث ولهذا رأوا أن هذا كافي
وأنه لاما نع من البداءة بالطهارة والصلاة.
ومعلوم أن أركان الإسلام خمسة وأن أعظمها وأهمها هو الركن الأول وهو الشهادتان تحقيقا لمعناهما فلا بد من الشهادتين إذ لا إسلام إلا بذلك ولا عبادات إلا بذلك، الشهادتان هما الركن الأول وهما أصل الدين وهما أساس الملة ومعناهما توحيد الله بالعبادة والإيمان به سبحانه وأنه رب العالمين وأنه المستحق للعبادة
والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقا إلى جميع الثقلين هذا الأصل الأصيل هو أصل الدين وله مؤلفات كثيرة تسمى كتب العقيدة.
بعد ذلك الصلاة، فالصلاة لها شرائط ولها أركان وواجبات ومن أهم شرائطها الطهارة ولذلك بدأ المؤلف رحمه الله بالطهارة.
وكان من المناسب للمؤلف هنا أن يذكر ما يتعلق باشتراط الطهارة ولكنه ذكر ما يتعلق بالمياه التي تحصل بها الطهارة.
ولم يذكر الأحاديث التي تدل على أنه لابد من الطهارة للصلاة وهي عدة أحاديث:
1 ـ ومنها ما رواه الشيخان من حديث أ بي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)
2 ـ ومن الأحاديث ما رواه مسلم مرفوعا (لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول)
3 ـ ومنها حديث علي رضي الله عنه عند السنن الأربع وأحمد (مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم)
فالمقصود أن الطهارة لابد منها في الصلاة وأنها شرط لها، لهذا ناسب أن يبدأ المؤلف بكتاب الطهارة وذكر المياه التي يحصل بها الطهارة.
والطهارة مصدر طهر طهارة وهي: ارتفاع الأحداث وزوال الأخباث.
ارتفاع الحدث بالغسل أو الوضوء يسمى طهارة وإزالة النجاسة بالماء ونحوه ويسمى طهارة.
والأصل هو الطهارة بالماء وقد ينوب عنه أشياء محدودة ثم قال
(باب المياه)

جمعها لأنها أنواع منها الطاهر والطهور والنجس ومنها المكروه لهذا جمعها.
ثم قال عن أبي هريرة رضي الله عنه: أي روينا عن أبي هريرة أو جاء الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) أخرجه الأربعة وابن أبي شيبه واللفظ له وصححه ابن خزيمة و الترمذي ورواه مالك والشافي واحمد.
أخرجه الأربعة وهم أبو داوود و الترمذي والنسائي وابن ماجه السنن الأربع.
ووفاتهم معروفة لدى أهل العلم
أبو داوود توفي سنة 275هـ والترمذي توفي سنة 279هـ والنسائي ثلاث و ثلاثمائة 303هـ وهو آخرهم موتا، وابن ماجه سنة 273هـ رحمة الله عليهم
كل هؤلاء من القرن الثالث ولم يدرك القرن الرابع منهم إلا النسائي لأنه مات سنة 303هـ.
وهم أئمة حفاظ ألفوا السنن الأربع وكانت هذه السنن مرجعا كبيرا لأهل العلم في أحاديث الأحكام.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير