تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كنوز التراث العربى من ينقذها من الضياع؟]

ـ[الاستاذ]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:31 م]ـ

[كنوز التراث العربى من ينقذها من الضياع؟]

عبد الله محمود

هل إلى هذا الحد، تهمل الأمة العربية كنوزها الضخمة من التراث، ليعبث بها المستشرقون فى الغرب، أو لتهتم به دول أخرى نيابة عنها؟ إن الأمة العربية تمتلك ثروة من هذا التراث لا تمتلكها أى حضارة من حضارات الدنيا كلها، وهو تراث متنوع وشامل فى مجالات العلوم الإنسانية والتجريبية ربما كان محط اهتمام الأقدمين.

على عكس ما هو حادث الآن، من إهمال واختفاء المحقق الأمين حتى صارت هذه الكنوز التراثية نهباً ومصادر تربح للمدعين ودور النشر. فهل هناك من العرب، من يحمل على عاتقه لم شمل التراث العربى من خلال مراكز أو جهات رسمية لجمعه وحمايته؟ طرحنا السؤال على المتخصصين.

يؤكد د. حسين نصار المحقق والخبير فى تحقيق التراث، أن عملية تحقيق التراث تأثرت برحيل عدد من المحققين، الذين كانت لهم مجهودات ضخمة فى هذا المجال، ومنهم عبد السلام هارون الذى أخرج حوالى مئة كتاب، ومحمد أبو الفضل إبراهيم الذى أخرج تقريبا نفس العدد، وكذلك السيد صقر، حيث إن الأجيال الجديدة لم يتجه أغلبها إلى تحقيق التراث، لأنها عملية شاقة وتحتاج إلى محققين من نوع خاص، كما أن ثمرتها لا تظهر بسهولة، لذا كان هناك انصراف عن عملية التحقيق.

وكان من الممكن ألا نجد إلا عددا قليلا جدا من المحققين، لولا إنشاء مركز تحقيق التراث فى دار الكتب لتخريج عدد من المحققين، ومن هنا نجد أن الذى صدر من كتب تحقيق التراث فى الجيل السابق أكثر مما يصدر الآن.

ويشير د. نصار إلى أن هناك العديد من المشكلات والمعوقات التى تواجه محققى التراث، ولا بد من التغلب عليها للنهضة بعملية التحقيق، منها العناية بمركز تحقيق التراث عناية أكبر، وأيضاً إزالة العوامل التى تجعل محققى التراث ينصرفون عن عملهم، مثل عدم الاعتراف بالتراث فى الترقيات الجامعية تقريباً، حيث إن دوره يقتصر على التزكية للترقية، فى حين أن هناك كتابات مهمة، التحقيق فيها كاف للترقية، مثل كتاب "الحيوان" للجاحظ الذى أنجزه عبد السلام هارون، أو "البيان والتبيين" للجاحظ.

دعوة مغرضة

د. البدراوى زهران ــ الرئيس الأسبق لمركز تحقيق التراث بجامعة جنوب الوادى بمصر ــ يؤكد أن هناك دعوة مغرضة هدفها صرف شباب الأمة عن تراثهم كلية، بدعوى أن من يرتبط بالتراث مصيره فى ذيل الأمم.

ويشير إلى أن الهدف من هذا هو سلخ الشباب عن أمتهم ومصادر قوتهم، خاصة وأن الأبحاث التى قامت حول تحقيق التراث الإسلامى أكدت أن ما يصدر من أبحاث ونظريات من علماء الغرب مأخوذ عن تراثنا الإسلامى الأصيل.

ويضيف: إن هناك معوقات تواجه محققى التراث منها، أن هناك بعض الكتب التراثية من الصعب التعرف على هويتها أو هوية مؤلفها، وبالتالى يصعب ردها إلى أصلها، كما أن هناك بعض الكتب غير معنونة، أو لا توجد منها نسخ كافية، وفى الغالب لا توجد سوى نسخة واحدة لا دليل على صحتها، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المخطوطات الناقصة أو الكتب المتداخلة التى يصعب فصلها.

وعن الشروط التى يجب توافرها فى محقق التراث حتى نضمن أمانته فى عملية التحقيق، يشير د. البدراوى إلى أن هذه الشروط غير منصوص عليها فى لائحة معينة، إلا أن الجهة المختصة بتحقيق التراث تعرف تماما كيف تختار محققيها، ويمكنها تمييز من يصلح لذلك، كما أنه لم يظهر بعد من يمتلك الجرأة الكافية التى تجعله يقحم نفسه فى مجال كهذا لمجرد التلاعب بكتب التراث، والجهات المختصة بالتحقيق لديها إدارات رقابة تتابع عمل المحققين لكشف هذا التلاعب الذى لم يحدث حتى الآن، لكن الأزمة الحقيقية تكمن فى إمكانية حماية هذه الكتب وتوفير الجو الملائم لعملية التحقيق، وجمع شتات الكتب التراثية من أماكن عدة تتعرض فيها للتلف والاندثار.

ويطالب د. زهران بإنشاء مراكز هدفها حماية هذا التراث والإشراف على تحقيقه للتغلب على هذه المشكلات، على أن تكون هذه المراكز تابعة للجامعات الإسلامية الكبرى تحت إشراف متخصصين.

نهضة الأمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير