تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فصل] وينبغي أن يبذل لهم النصيحة، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (الدين النصيحة) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: [لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم] رواه البخاري ومسلم.

ومن النصيحة لله تعالى، ولكتابه، إكرام قارئه وطالبه، وإرشاده إلى مصلحته، والرفق به، ومساعدته على طلبه بما أمكن، وتأليف قلب الطالب، وأن يكون سمحا بتعليمه في رفق، متلطفا به، ومحرضا له على التعلم.

قلت: قال بن دقيق العيد: ومعنى قوله (الدين النصيحة) أي عماد الدين وقواعده النصيحة كقوله (الحج عرفة) أي عماده ومعظمه.

المسألة الرابعة: (تواضع المعلم للمتعلم) الوجوب في العموم الندب في الخصوص

وينبغي أن لا يتعاظم على المتعلمين بل يلين لهم ويتواضع معهم فقد جاء في التواضع لآحاد الناس أشياء كثيرة معروفة فكيف بهؤلاء الذين هم بمنزلة أولاده مع ما هم عليه من الإشتغال بالقرآن ومع ما لهم عليه من حق الصحبة وترددهم عليه

عن أبي أيوب السختياني – رحمه اله – قال: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله عز وجل.

قلت هذا ظاهر في إرادة الوجوب، إذ أنه نهى عن الكبر وأمر بالتواضع فدل ذلك على إرادة الوجوب.

المسألة الخامسة: (في آداب المتعلم)

وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – انه قال: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب] قلت: أخرجه الشيخان ومراد النووي هنا الوجوب وقد ساق الحديث دليلا على ذلك، ويدل للوجوب أيضا قوله تعالى: (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس آية () والفلاح والخيبة مقابل النعيم والعذاب، وكذا الواجب فهو:- ما أثيب فاعله وعوقب تاركه.

المسألة السادسة: (الإعتراض على بعض من أخصه الله ببراعه فيه (.

فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمه أردها الله تعالى ولم يكرهها.

قلت: هذا ظاهر في الوجوب، إذ أن الإعتراض في هذا من الحسد، والحسد من كبائر الذنوب.

المسأله السابعة: (قراءته بالروايات (.

) فصل): إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء، فينبغي أن يستمر على القراءة بها مادام الكلام مرتبطاً، فإذا انقضى ارتباطه، فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس.

قلت: مراده هنا الندب لا الوجوب، لانه فلاق بينها إذا كان الكلام مرتبط، وبينما إذا انقضى ارتباطه، فاستعمل فيما إذا كان الكلام مرتبط قوله وينبغي الدلاله على الوجوب هنا، بينما إذا انقضى ارتباطه بقوله (الأولى) الدالة على الندب.

المسألة السابعة: (الإمساك عن القراءة لعذر ثم العودة إليها (. الوجوب

) فصل): في مسائل غريبة تدعوا الحاجة إليها

منها أنه إذا كان يقرأ فعرض له ريحٌ، فينبغي أن يمسك عن القراءة، حتى يتكامل خروجها، ثم يعود إلى القراءة.

كذا رواه ابن أبي داود وغيره عن عطاء, وهو أدب حسن.

قلت: ومراده هنا الوجوب، إذ أن الاستمرار بالقراءة في تلك الحاله، لا يدل على احترام القارئ للقرآن، وهو أي القرآن كلام الله، ونحن مأمورين بتعظيمه ومن تعظيمه أن نمسك عن القراءة إذا عرض لأحدنا ريح.

المطلب الثاني: المواطن التي قصد المؤلف بقوله) ينبغي) فيها الندب.

المسألة الأولى (في مكارم الأخلاق (

وينبغي للمعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها، والخصال الحميدة، والشيم المرضية، التي أرشده الله إليها من الزهادة في الدنيا، والتقلل منها، وعدم المبالاة بها وبأهلها.

قلت: ومراده هنا الندب لا الوجوب إذ أن الزهادة في الدنيا، والتقلل منها، وعدم المبالاة بها وبأهلها، مما يندب إليه، ولا يعذب المرء بتركه إذا كان مؤمنا ولم يقترف محرما.

المسألة الثانية: (حامل القرآن وعلاقته بالله تعالى (

وينبغي أن يستعمل الأحاديث الواردة في التسبيح والتهليل، ونحوهما من الأذكار والدعوات، وأن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته، ويحافظ على ذلك، وأن يكون تحويله في جميع أموره على الله تعالى.

قلت: ومراده هنا الندب لا الوجوب، إذا لا دليل يدل على وجوب ذلك

المسألة الثالثة: (الإحسان للمتعلم (

[فصل] وينبغي أن يرفق بمن يقرأ عليه، وأن يرحب به، ويحسن إليه، بحسب حاله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير