تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد روينا عن أبي هارون العبدي قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري – رضي الله عنه- - فيقول: مرحبا بوصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: [إن الناس لكم تبع، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض، يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا] رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وروينا نحوه في مسند الدرامي عن أبي الدرداء (رضي الله عنه)

قلت: ومراده هنا الندب لا الوجوب، إذ أن ذلك من محاسن الأخلاق التي استحسنها الإسلام، ولا دليل على إثم من لم يفعل تلك الأمور.

المسألة الرابعة: (شحذ همة المتعلم وتبصيره بحقيقة الدنيا)

وينبغي أن يذكر له فضيلة ذلك ليكون سببا في نشاطه وزيادة في رغبته، ويزهده في الدنيا، ويصرفه عن الركون إلها والاغترار بها.

قلت: هذا مما يندب إيه ولا يجب فإذا لم يفعل المعلم ذلك فهل نقول بإثمه الجواب: لا لأنه لا دليل على الوجوب فلا إثم عليه.

المسألة الخامسة: (أن يقيم الشيخ التلميذ مقام ولده، ومصالح نفسه، ويجرى المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه، والصبر على جفائه وسوء أدبه ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان، فإن الإنسان معرض للنقائص، لا سيما إذا كان صغير السن.

قلت: هذا من قبيل المندوب لا من قبيل الواجب، والوجوب يحتاج إلى دليل ولا دليل.

المسألة السادسة: (أن يحب الشيخ لتلاميذه ما يحب لنفسه)

وينبغي أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا –فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-أنه قال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

قلت: قال ابن دقيق العيد: قال العلماء: يعنى لا يؤمن من الإيمان التام وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة.

المسألة السابعة: (في تأديب المتعلم).

[فصل] وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدرج بالآداب السنية، والشيم المرضية، ورياضة نفسه بالدقائق الخفية، ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية، ويحرضه بأقواله وأفعاله المتكررات على الإخلاص، والصدق، وحسن النيات، ومراقبة الله في جميع اللحظات.

ويعرفه أن لذلك تفتح عليه أنوار المعارف، وينشرح صدره، وينفجر من قلبه ينابيع الحكم واللطائف، ويبارك له في عمله وحاله، ويوفق في أفعاله وأقواله.

قلت: هذا من قبيل الندب لا من قبيل الوجوب، إذ لو تركه المعلم فلا يأثم.

المسألة الثامنة: (بشاشة الشيخ للمتعلم والسؤال عنه عند غيابه) الندب

وينبغي أن يظهر لهم البشر وطلاقة الوجه، ويتفقد أحوالهم، ويسأل عمن غاب عنهم.

قلت ومراده هنا الندي لا الوجوب، بدليل أن ما ذكره مندوب إليه وليس بواجب، إذ لا نوجب على الخلق ما لم يوجبه الخالق.

المسألة التاسعة: (في مجلس الإقراء)

[فصل] وينبغي أن يكون مجلسا واسعا ليتمكن جلساؤه فيه.

ففي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم:-[خير المجالس أوسعها] أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس.

رواه ابو داود في سننه في اوائل كتاب الأداب بإسناد صحيح من رواية أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه (

قلت: ومراده هنا الندب لا الوجوب، إذ الوجوب يحتاج إلى دليل ولا دليل.

المسألة العاشرة: (التواضع لأهل العلم (

وينبغى أن يتواضع لمعلمه، ويتأدب معه، وإن كان أصغر منه سنا، وأقل شهرة، ونسبا، وصلاحا، وغير ذلك، ويتواضع للعالم فبتواضعه يدركه، وقد قالوا نظما:

العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي

قلت: ومراده هنا الندب لا الوجوب، لأنه لم يوجب الشرع عليه أن يتواضع لهذا الشخص بعينه، وليس بالضرورة أنه إذا لم يتواضع له، فإنه يتكبر عليه

المسألة الحادية عشرة:) أستشارة المعلم والإنقياد لما يقوله (.

وينبغي أن ينقاد لمعلمه، ويشاوره في أموره، ويقبل قوله كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحاذق. وهذا أولى.

قلت: هذا من قبيل الندب لا من قبيل الوجوب إذ لا إثم في مخالفة ذلك.

المسألة الثانية عشر: (حقوق المعلم على المتعلم)

وينبغي أن يتأدب بهذه الخصال التي أرشد إليها علي كرم الله وجهه، وأن يرد غيبة شيخه إن قدر،فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس.

المسألة الثالثة عشر: (أدبه مع رفاقه). الندب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير