تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجمهور من المحدثين خاصة المتأخرين منهم يقول بأن الحديث الحسن بشقيه درجة أدنى من الصحيح وأعلى من الضعيف، وهو عندهم في الاحتجاج كالصحيح، وكذا عند الأصوليين والفقهاء وغيرهم.

وإذا نظرنا إلى الأمر بموضوعية لأمكن تلخيصه وفي النقاط الآتية:

- راوي الحديث الحسن نزل في درجته ورتبته عن الثقة ولذلك فإن حديثه ليس في درجة الصحيح.

– هذا الراوي إنما نزل عن درجة الثقة بسبب أوهامه التي جمعت وظهرت من جمع حديثه ومقارنته بروايات أقرانه الذين رووا الحديث معه.

– حديث هذا الراوي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

أ - ما رافق فيه الثقات، وليس له كبير أهمية نظرا لوجود حديث الثقات.

ب – ما خالف فيه الثقات، وهو مطروح ليس له فائدة، ويعد شاذا أو منكرا.

ج - ما تفرد به، وهو أيضا ليس له فائدة فإن الراوي الذي عرف عنه أنه صاحب أوهام ويخالف في الرفع والوقف والوصل والإرسال ويبدل أسماء الرواة ويجعل كلام الحسن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام ابن سيرين من قول أبي هريرة. . . وهلم جرا، فهل هذا هو الراوي يقبل تفرده للاحتجاج؟! وهذا هو الحسن لذاته.

د - أفراد هذا الراوي أو ما تفرد به هو جزء من نزوله عن درجة الثقة، أي أنه لم يوثق بسبب ما خالف فيه الثقات وما تفرد به، فتكون أفراده جزء من تضعيفه، فكيف نأتي بالأحاديث التي تفرد بها وكانت سببا في عدم توثيقه ثم نضعها في مرتبة الاحتجاج؟!! تناقض في غاية الغرابة!!!

هـ- هذه الأفراد بها هذا الراوي الذي خف ضبطه نسأل: لم خفيت علي الأثبات الذين وافقهم في رواية أحاديث ليست بقليل’ وهي ما أشرنا إليه بقولنا: ما وافق فيه الثقات؟ أليس غياب علمهم بهذه الروايات التي تفرد بها مع اشتراكهم معه في روايات وما ظهر لنا من خفة ضبطه دليل قاطع على أن هذه الأفراد التي تفرد بها خفيف الضبط أو من خف ضبطه ما هي إلا أوهام؟؟!!

و - الاحتجاج بأفراد من خف ضبطه أو ما يسمى بالحديث الحسن لذاته عمل محدث لم يكن عليه أكابر المحدثين في القرون الأولى وسيأتي شرح ذلك تفصيليا في المبحث القادم إن شاء الله.

.. ز- ان العمل بأحاديث راوي خفيف الضبط ليست الا من الظن والظن لا يغنى من الحق شيئا

المبحث الثالث: تحقيق كلمة الحسن عند المتقدمين

كلمة الحسن كما قدمنا ليست من وضع الترمذي رحمه الله، ونقول أنه من الصعب تحديد أول من تكلم بلفظة الحسن واصفا بها الأحاديث الحسان.

ولكن يكفينا أن هذه اللفظة انتشرت واشتهرت على ألسنة أئمة هذا الفن مثل ابن المديني والبخاري والترمذي وأبو حاتم وغيرهم رحمهم الله جميعا.

وهذه اللفظة لا بد أن يكون لها عندهم معنى محدد لا غبار عليه ولا اختلاف فيه، لابد أن يكون لها معنى واضح ثابت، كذا الصحيح له حدود ثابتة، فإذا قلنا حديث صحيح علمنا أنه متصل السند ورواته ثقات وليس بشاذ ولا معلول، فهذه شروط إذا توفرت سمي الحديث صحيحا، وكذا إذا سمي صحيحا علم أنه حديث توفرت فيه الشروط السابقة.

والحسن لابد أن يكون كذلك أيضا عندهم شروط تدل على وصف، ووصف إذا ذكر دل على وجود هذه الشروط.

ولهذا سنضرب العديد من الأمثلة من كتبهم عليهم رحمه الله، وننظر في مواقعها ومعانيها لنعلم أن:

- لفظة الحسن لها معنى غير ما نعنيه نحن من حسن لذاته ولغيره.

– المتقدمين لم يكونوا يحتجون بالحديث الحسن الاصطلاحي عندنا. الحسن

كلمة الحسن كما قدمنا ليست من وضع الترمذى رحمه الله،ونقول انه من الصعب تحديد أول من تكلم بلفظه الحسن واصفا بها الأحاديث الحسان

ولكن يكفينا أن هذه اللفظة انتشرت واشتهرت علي ألسنة أئمة هذا الفن مثل علي بن المدينى والبخاري والترمذى وأبو حاتم وغيرهم رحمهم الله

وهذه اللفظه لابد أن يكون لها عندهم معنى محدد لا غبار عليه ولا اختلاف فيه، معنى واضح ثابت، كذا الصحيح له حدود ثابتة فعندما نقول حديث صحيح يعلم السامع من أهل الحديث أنه متصل السند ورواته ثقات وليس بشاذ ولا معلول، فهذه شروط اذا توفرت سمينا الحديث:حديث صحيح وكذا اذا أطلقنا عليه الصحة علمنا أن هذه الشروط قد توفرت فيه.

والحسن لابد ان يكون كذلك عندهم شروط اذا توفرت دلت علي وصف ووصف اذا ذكرناه دل علي وجود هذه الشروط، كل عقل سليم يجب أن يسلم بهذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير