فالأول منها: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال (اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض، ولك الحمد أنت الحق،، ووعدك حق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ـ أو لا إله غيرك) (1)
الثاني:
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: ب (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) (1)
الثالث:
عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة رضي الله عنها ما ذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، (كان يكبر عشراً، ويحمد عشراً، ويسبح عشراً، ويستغفر عشراً، ويقول: اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة) (1)
الرابع:
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: (سبحان الله رب العالمين) الهوي (1)، ثم يقول: (سبحان الله وبحمده) الهوي) (2)
الخامس:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا افتتح الصلاة كبر، ثم قال: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت) (1)
قال ابن الجوزي: هذه أدعية قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها في وقت، أو في أول الأمر، أو في النافلة، أو بعد الاستفتاح، وإنما الكلام في المسنون الذي كان يداوم عليه، ويوضح هذا أن ما ذكر هو طرف من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وساق حديث علي بن أبي طالب المتقدم (2)
السادس:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، إذ جاء ر جل، فدخل المسجد، وقد حفزه النفس، فقال: الله أكبر، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: (أيكم الذي تكلم بكلمات؟، فأرمًّ القوم (1)، قال: إنه لم يقل بأساً، قال: أنا يا رسول الله؟ جئت وقد حفزني النفس، فقلتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت اثنى عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها) (2)
السابع:
عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل الصلاة قال: الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الحمد لله كثيراً، الحمد لله كثيراً، الحمد لله كثيراً، سبحان الله بكرة وأصيلاً، سبحان الله بكرة وأصيلاً، سبحان الله بكرة وأصيلاً، اللهم إني أعوذبك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه. (1)
وإلى هنا انتهى ما أردت جمعه من أحكام القبض: أي وضع اليد اليمنى على اليسرى وأدعية الإستفتاح في الصلاة وأقوال العلماء في ذلك وأدلتهم وترجيح ما هو الراجح بالأدلة في الجميع، أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله تعالى أعلم.
جمعه وكتبه أبو عبد الله محمد بن محمد المصطفى
المدينة النبوية مكتبة المسجد النبوي
قسم البحث والترجمة
18/ 5 / 1423 هـ
الخـ اتمة:
¥