تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القول الثاني: تكره زيارة النساء للقبور: وهو قول في المذهب المالكي ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد () إلا أن بعض الشافعية والحنابلة استثنوا من تلك الكراهة قبر الرسول ? وصاحبيه قالوا: فزيارتهم سنة مسنونة، ومن أعظم القربات للرجال والنساء، وألحق بهم بعض الشافعية: قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب قال الخطيب الشربيني، والدمياطي من الشافعية: وذلك في غير زيارة قبر سيد المرسلين ? أما زيارته فمن أعظم القربات للرجال والنساء، ويلحق بذلك قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب فتسن زيارتها للرجال والنساء ()، قال ابن مفلح، والبهوتي من الحنابلة: ويستثنى من تلك الكراهة زيارة قبر النبي ? وصاحبيه ().

القول الثالث: تباح الزيارة للقواعد وتحرم على الشواب اللاتي يخشى منهن الفتنة:وهو قول: في المذهب المالكي ().

القول الرابع: أن زيارة القبور فرض ولو مرة في العمر على الرجال والنساء لا فرق بينهما وهو مذهب: الظاهرية، قال ابن حزم: مسألة ونستحب زيارة القبور وهو فرض ولو مرة الرجال والنساء في ذلك سواء ().

استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:

الدليل الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله قال:قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ().

الدليل الثاني: عن أنس بن مالك ? قال: مر النبي ? بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي ? فأتت باب النبي ? فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى ().

الدليل الثالث:

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ? قال:قال رسول الله ?: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكراً ().

الدليل الرابع:

عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي ? رضي الله عنها كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب ? كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ().

الدليل الخامس:

عن عبد الله بن أبي مليكة قال:توفي عبد الرحمن بن أبي بكر ? بحبشي قال: فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معا.

ثم قالت:والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك ()

وجه الدلالة:

دلت هذه الأحاديث على أن زيارة النساء للقبور مستحبة مثل الرجال وأن النهي الوارد في ذلك منسوخ بأحاديث الأمر بزيارة القبور، ومما يدل على ذلك تعليمه ? لعائشة دعاء زيارة القبور على ما في حديث عائشة المتقدم عند مسلم وغيره، وكذلك إقراره ? للمرأة المصابة على ما في حديث أنس بن مالك ? فإنه أنكر عليها البكاء عند المصيبة وأقرها على زيارتها للقبر، وكذلك أمره ? بقوله:كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فهذا عام يتناول الرجال والنساء على السواء، وكذلك من الناحية العملية زيارة عائشة رضي الله عنها قبر أخيها عبد الرحمن، وزيارة فاطمة رضي الله عنها قبر عمها حمزة ?، قال عبد الله بن أبي مليكة: أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت قالت من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت لها: أليس كان رسول الله ? نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم كان نهى ثم أمر بزيارتها ().

قال الترمذي عقب حديث لعن رسول الله ? زوارات القبور: وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي ? في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء (). وقال ابن عبد البر: قال بعضهم: كان النهي عن زيارة القبور عاماً للرجال والنساء ثم ورد النسخ كذلك بالإباحة عاماً أيضا فدخل في ذلك الرجال والنساء ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير