تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه القصص تركز على صفات الأنبياء وعلى مناهجهم وعقائدهم وعلى خطورة الشرك وأهمية الإيمان بالله واليوم الآخر. وعندما أتحدث عن الشخصيات الإسلامية مثل أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم تكون الفكرة المركزية عندي هي كيف فهم أحدهم الإسلام؟ وكيف عاش به في حياته؟ وما هي علاقته بالقرآن؟ أي نظرته إلى الله وإلى الكون والحياة وإلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى، فبالتالي لا أهتم بالجانب التاريخي المحض فقط وإنما أهتم بالجانب العقائدي وأثره أيضا، وباستخراج ما يسمى بالدروس والعبر، لقد كان في قصصهم عبرة، العبرة هي الهدف من دراسة التاريخ ومحاولة التركيز على السنن، لأن السنن تتكرر، وكيف نتعامل معها.

- يتهمك البعض بأنك تطنب في تناول التاريخ وتحشر العقيدة في كل شيء؟

أنا عندي قناعة هي أن الجمهور الذي يقرأ التاريخ أوسع من الجمهور الذي يقرأ كتب العقائد أو كتب التفسير أو الحديث أو الفقه لأن التاريخ يمكن أن يقرأه السياسي والمفكر ومخرج المسلسلات بمعنى يقرؤه جمهور عريض وضخم، وبالتالي أسمح لنفسي من خلال المادة التاريخية أن أوصل شيئا من العقائد والأخلاق والأحكام الشرعية تكون لها علاقة بالمادة التاريخية، فهذه وسيلة دعوية. كما أنني أضع النقاط على الحروف ولدي نوع من الصراحة في مسألة الخلط في الإسلام حيث يدعي الكل وصلا بالإسلام هذه قضية غير صحيحة في وجهة نظري. غير أنني أتقيد بالأدب ولا أشتم ولا أسب لكن في نفس الوقت أناقش القضايا مناقشة موضوعية تبحث عن الحقيقة حتى أنني تناولت مسألة الفتنة في كتاب سيدنا علي رضي الله عنه، ومعروف أن علماء السنة يقولون لا تدخل في الفتنة لأن الله سلمنا منها بأيدينا فلا نلوث ألسنتنا بحديث عنها، هذه العقلية جعلت فرقا ضالة يدخلون روايات ضعيفة مزيفة ويشوهون هذه المرحلة ثم جاء المستشرقون اتبعوا مواقف هذه الفرق، لهذا أجتهد في مناقشة هؤلاء الناس لكن بأدب والحجة بالحجة والفكرة بالفكرة والدليل بالدليل وبيان حقيقة ما حدث.

- قلتم إنكم ستتحدثون عن الصفحات البيضاء في التاريخ الإسلامي فهل يدخل هذا في إطار القراءة الموضوعية للتاريخ؟

أهتم بالنقاط البيضاء من حيث تسليط الأضواء عليها وكيفية التعامل معها، فهي بطبيعتها تؤثر في النفس تأثيرا إيجابيا ويحيي الله بها القلب وينور بها العقل. ثم إن النقاط البيضاء فيها مجال للاقتداء، إلا أنني أهتم أيضا بالنقاط السوداء لكن من حيث الدرس والعبرة والاتعاظ وكيف نبتعد عنها. فبعد الصراع الفكري وخاصة بعد سقوط بغداد وظهور المد الشيعي الرافضي بقوة واضحة بدأت تثار شبهات كثيرة خصوصا حول عهد الخلافة الراشدة أو حول التاريخ الإسلامي عموما، لهذا اهتم ببيان الحقائق، فأطرح منهج الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة وأهتم أيضا بالأخطاء التي وقع فيها الصحابة رضي الله عنهم فأذكرها وأبين الصواب فيها، فسيدنا معاوية رضي الله عنه مثلا شخصية دار حولها جدل خاصة فيما يتعلق بقضية توريث يزيد، فأحافظ على مقام الصحابي الجليل وعلى أعماله وماذا قدم للأمة، لكن في نفس الوقت لا أدافع عن الخطأ الذي وقع فيه عند توريثه ليزيد وأحاكم اختيارات معاوية في عهد الخلافة الراشدة وكيف اختير أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وكيف اختير معاوية نفسه؟ رضي الله عنهم جميعا، لهذا أعتبر توريث يزيد من الأخطاء التي وقع فيها سيدنا معاوية ولكن في نفس الوقت أعطيها حجمها الطبيعي لأن الصحابي بالنسبة لنا ليس معصوما.

إن ما يهمني هو الحقيقة والشبهة الموجه للحقيقة، ومعالجة الخطأ بطريقة نستخرج منها بعض العبر ونتفادى الأخطاء.

- هل تكتبون للحركة الإسلامية فقط؟

طبعا أكتب للأمة عموما ومن ضمنها الطلائع التي تمثلها الحركة الإسلامية ولسان الحال يقول للآخرين سواء كانوا يهودا أو نصارى هذا تاريخنا من منظورنا، لأن تاريخنا للأسف الشديد الذي تُرجم إلى الإنجليزي أو الفرنساوي كله كتب بأيدي المستشرقين تختلف عن الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة.

- التاريخ يتم تناوله حاليا بمناهج حديثة فكيف سيتفاعل معك الآخرون؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير