تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كالإمام الباقلاني، وأبي الحسن الطبري والباهلي (1) وهؤلاء كانوا على مذهب الإمام الأشعري، في إثبات الصفات، وهم يعتقدون كإمامهم أن الله مستو على عرشه كما قال: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? (سورة طه: 5.)، وأن له وجها كما قال: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ? (سورة الرحمن: 27.)، وأن له يدين بلا كيف كما قال تعالى: ? .. لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ? (سورة ص: 75.) وكما قال تعالى:.بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ .. ? (سورة المائدة: 64.)، وأن له عينين بلا كيف، كما قال: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا .. (سورة القمر: 14.)

فالإمام الباقلاني يقول بالاستواء بلا كيف كما ورد في التنزيل، مع تحقيق قوله تعالى: .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ .. ، وهو بالجملة لا يغالي في التشبيه على النحو الذي نجده عند المشبهة والمجسمة الذين صوروا الله بصورة خلقه، ولا يغالى في التنزيه على ما ذهب إليه المعتزلة، فهو وسط بين الطرفين

3 - متأخروا الأشاعرة:

أول متأخروا الأشاعرة كالغزالي والرازي والشهرستاني (نهاية الإقدام:103، قواعد العقائد ص 167، الاقتصاد في الاعتقاد: 55، 56، ويعتبر كتاب أساس التقديس للإمام الرازي من أهم المراجع التي ذكرت التأويل ودافعت عنه، ط/ مؤسسة الكتب 1415هـ.)، وغيرهم، هذه الصفات ويصف الإمام الرازي هذا الرأي بأنه رأي جميع فرق الإسلام " فهم مقرون بأنه لابد من التأويل في بعض ظواهر القرآن والإخبار " (أساس التقديس ص 67، وهذا كلام غي صحيح.)

وهؤلاء مع أنهم أثبتوا صفات المعاني لله إلا أنهم أولوا الصفات الخبرية؛ لاعتقادهم أنها تؤدي إلي التجسيم وحلول الحوادث بذات الله، لذلك فقد أولوا هذه الصفات، وأرجعوها إلى معان أخرى تعود إلي الصفات السبع

فالوجه هو الذات، والعين هي البصر، واليد هي القدرة ... وهكذا، وهذه الصفات في نظرهم " ظنيات سمعية في معارضة قطعيات عقلية، فيقطع بأنها ليست على ظواهرها، ويفوض العلم بمعانيها إلى الله تعالى مع اعتقادهم حقيقتها جريا على الطريق الأسلم الموافق بالوقوف على-إلا الله- في قوله تعالى:. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ .. (سورة آل عمران: 7.)، أو تؤول تأويلات مناسبة موافقة لما عليه الأدلة العقلية على ما ذكر في كتب التفاسير، وشرح الأحاديث " (شرح المقاصد 2/ 67.)

- أما السلف

فقد نزهوا الله عن التشبيه ووصفوه بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله نفيا وإثباتا من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعقيد، فالصفات عندهم مثل الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية (الرسالة التدمرية من مجموعة الفتاوي 5/ 60.)، فالسلف طريقهم وسط بين المؤولة وبين المشبهة المجسمة، ويلحق بالسلف ممن أثبتوا هذه الصفات

======================

= يعتبر الإمام الباقلاني أول من قسم الصفات إلى صفات ذات وصفات فعل فيقول "فإن قال قائل: ففصلوا لي صفات ذاته من صفات أفعاله لأعرف ذلك؟

قيل له: صفات ذاته هي التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها، وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء .....

وصفات فعله: هي الخلق والرزق والعدل والإحسان والتفضل والإنعام والثواب والعقاب والحشر والنشر وكل صفة كان موجودا قبل فعله لها.

غير أن وصفه لنفسه بجميع ذلك قديم؛ لأنه كلامه الذي هو قوله: إني خالق رازق باسط، وهو تعالى لم يزل متكلما بكلام غير محدث ولا مخلوق " (التمهيد 298، 299 بتصرف يسير، الإنصاف: 25.) وقد تابعه الإمام البيهقي في هذا (الاعتقاد: 70 لأحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق أحمد عصام الكاتب، ط / دار الآفاق الجديدة بيروت 1401 هـ.)

==============================

= وافق الإمام الباقلاني الإمام الأشعري في أنه - ليس كل اسم عين المسمى، وليس كل اسم غير المسمى، (شرح المواقف تحقيق أحمد المهدي: 345، 346، الإنصاف: 57، 58.).

لكن الراجح في هذه المسألة التي كثرت فيها الآراء أن الاسم يراد به المسمى تارة، وتارة يراد به اللفظ، وهذا ما ذكره ابن أبي العز الحنفي في شرحه على الطحاوية فقال " فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحيم من أسماء الله تعالى ونحو ذلك، فالاسم ها هنا هو المراد لا المسمى، ولا يقال غيره لما في لفظ الغير من الإجمال، فان أريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى " (شرح العقيدة الطحاوية: 131.)

وللحديث بقية إن شاء الله ... فسامحوني لضيق الوقت

===========================

هامش

(أبو الحسن الطبري عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المعروف بالدمل، قرأ على أبي الحسن الأشعري، وسمع من الإمام محمد بن جرير الطبري تفسيره للقرآن أو بعضه، وسكن دمشق، وله كتاب رياضة المبتدى وبصيرة المستهدي في الرد على الملحدة. تاريخ دمشق 36/ 340.)،

والباهلي (أبو الحسن البصري المتكلم الأشعري، أخذ عن الإمام الأشعري علم النظر، وبرع وتقدم، قال ابن الباقلاني كنت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ ابن فورك معا في درس أبي الحسن الباهلي، وكان الإمام الاسفراييني يقول: أنا في جنب الشيخ أبي الحسن الباهلي، كقطرة في البحر توفي في حدود سنة 370هـ. الوافي بالوفيات 12/ 193، تبين كذب المفتري ص 125، 178.)،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير