والثمانية، والنوادر والزيادات، والجامع لابن يونس، أو تلك التي تعرف من خلال المقارنة بين نصوص البيان والتحصيل وكتب المالكية الأخرى، كما هو الشأن مع مؤلفات عبد الحق الصقلي.
كما أنه لا يصح أن يقال: إن الونشريسي خير من كشف عن فقه المغاربة، فالونشريسي أولا هو جامع لفتاوي من قبله، من مغاربة، وتونسيين، وجزائريين، وأندلسيين، وغيرهم، والجمع غير الكشف، ثم إن فقه المغاربة إنما كشفت عنه مصنفاتهم في المذهب المالكي، وفيها ما هو أفضل من المعيار بكثير، ثم لا ننسى ونحن نتكلم عن المعيار أن مادة كبيرة من الفتاوي استقاها الونشريسي من نوازل البرزلي (الذي هو أيضا وللأسف حقق تحقيقا رديئا)، وقد صادفت مرة وأنا أقارن بين الكتابين أن الونشريسي لم يكتف بنقل الفتوى بل نقل معها واقعة حدثت للبرزلي، فحكاها في نوازله مصدرا إياها بعبارة (قلت)، فنقهل الونشريسي أيضا مصدرة بعبارة (قلت)، وكأنها وقعت له هو شخصيا، والحال أنها وقعت للبرزلي قبله.
وثالثة الأثافي هو تحسر الأخ الفاضل على المكتبات الإسلامية التي استولى عليها النصارى، بعد سقوط الأندلس، وهو فعلا أمر يدمي القلب، ولكن إدا علمنا أن المخطوطات التي هي الآن بيد النصارى، وفي مكتباتهم ومتاحفهم، تحظى بعناية فائقة، ويسهل الوصول إليها، وفي المقابل نرى المخطوطات في بلداننا (المسلمة) تتعرض للتلف، وترتع فيها الأرضة، وترقص على أوراقها الفئران، عندما نرى هذا نتمنى لو أن كل مخطوطاتنا قد تم الاستيلاء عليها من طرف النصارى، فلربما يكون قد نجا منها الكثير الذي هو الآن متلاش وفي حكم المفقود.
ووالله لقد زرت خزانة من الخزائن، فأطلعني القيم عليها على ما يقارب 6 علب من الكرتون الكبيرة،، كلها مخطوطات مبعثرة، مرماة في دهليز، وفوقها الألواح والأحصرة البالية، وشاهدت بعيني في إحدى الخزائن المعروفة مخطوطا كبيرا قد التصقت أوراقه ويبس حتى صار مثل حجر الطوب.
ولا أتكلم عن العراقيل والصعوبات التي تجدها عندما تطلب تصوير مخطوط، فذلك موضوع طويل وعريض.
ـ[أبو طلحة الرباطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 09:50 م]ـ
هذا الكتاب حوالي 20 مجلد , وهو من أهم مراجع الفقه المالكي , فكتب المتأخرين فيها في أخطاء في تحرير المذهب - أحيانا -.
وهذا الكتاب لابن رشد الجد , من كبار فقهاء المالكية. وأهميته في احتوائه على روايات عن الإمام مالك وتلامذته ,
فابن رشد الجد وُلد 450 هـ
فهو من أهم مراجع توثيق المذهب المالكي
ومن أهم مراجع توثيق الرواية لأقوال الإمام مالك.
(الإمام القرافي في " الذخيرة " قد يُخطيء في تلخيص عبارة ابن رشد فيتغير المعنى , تماما كما حدث في نقله لقول ابن كنانة بجواز البوق في العرس , فحصل فيه تحريف للمعنى ولمذهبه ,
مما يدل على أهمية الرجوع إلى الأصل , وهو " البيان والتحصيل ")
والكتاب تقوم بتوزيعه دار السلام , وسعره مرتفع جدا جدا جدا جدا
1750 جنيها (ألف وسبعمائة وخمسين جنيها - قبل الخصم)
وتقريبا طُبع في منتصف التسعينات
بارك الله فيكم
أخي ناصر:
الخلل ليس من الإمام القرافي رحمه الله، وهو الإمام العارف بأصول المذهب وفروعه، والعارف بدقائق المسائل فيه، وإنما الخلل من الذين تصدوا لتحقيق كتاب الذخيرة، فأفسدوه أيما إفساد، ولا سيما الأجزاء التي تولى تحقيقها الشيخ الفاضل بوخبزة، فعدم تمكنه في الفقه المالكي، جعله يقرأ نصوص المخطوطات التي تم تحقيق الكتاب عليها قراءة سيئة، ففسد بذلك متن الكتاب. ومن الظلم للإمام القرافي رحمه الله أن ننسب إليه أخطاء ارتكبها غيره، وليس مسؤولا عنها.
ومرة أخرى أوجه نداء للإخوة الذين يتصدون لتحقيق التراث الفقهي، أن يتقوا الله في هذه الأمة، ولا تحملهم السرعة على إنجاز أطاريحهم، ورسائلهم العلمية، أو العجلة في الاستكثار من الكتب المحققة أن يخربوها، ويفسدوها، فوالله لو كان أئمة الجرح والتعديل أحياء، لجرحوا كثيرا من هؤلاء، وما قبلوا منهم حرفا واحدا في العلم.
ـ[أبو طلحة الرباطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 09:54 م]ـ
ما الفرق بين الطبعتين الأولى والثانية؟
هل يمكنكم التكرم بقراءة مقدمة الطبعة الثانية لإفادتنا بما تم تصحيحه وإضافته في الطبعة الثانية؟
(فقد أخبرني أخ فاضل - متخصص في الفقه المالكي - بوجود تصحيف وسقط في الطبعة الأولى , ولكن نرضى بها لأنه لا يوجد غيرها مع أهمية الكتاب , فإن تم التصحيح في طبعة ثانية فلله الحمد في الحالين)
أين توجد الطبعة الثانية , وكم سعرها؟
أخي ناصر
الطبعة الأولى هي ذاتها الطبعة الثانية بلا زيادة ولا نقصان، والتغيير الوحبد الذي طرأ على الطبعة الثانية هو دمج الجزأين 19 و 20 في مجلد واحد، لا عير، أما نصوص الكتاب فهي هي في الطبعنين بلا زيادة ولا نقصان.
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[18 - 12 - 06, 04:28 ص]ـ
الأخ الكريم ابو طلحة. بارك الله فيك أنرت لى الكثير، ولو قدر الله لى الحياة ورزقت سعة فى وقتى لأبينن أثر البيئة الأندلسية فى فقه البيان والتحصيل، ثم إن النقل والتلخيص، والمتابعة لا ينفى أثر البيئة بحال، وعلى الرغم من ضعف صلتى بالبيان والتحصيل وغيره من كتب السادة المالكية إلا أن نظرى فى بعض الأبواب الفقهية كباب الارتفاق مثلا ليشير إلى ما قلت بقوة، وكذلك الحال بالنسبة للونشريسى، أما أن يكون دون غيره منزلة فأكرمنا بالاثنين فنترحم عليهما وندعوا الله لك. أما كلامى عن المخطوطات فرفقا بأخيك فإنه لا يكذب فقط أردت أن ألفت إلى أثر هذا التراث العظيم فى النهضة القانونية الأوربية، ولا يشغلنى أين تكون المخطوطة، فقط شغلنى ألا تكون بضاعتنا وتنسب إلى غيرنا.
أخى: ما أروع أن نعرف، ومن الدين أن نرفق، فما دخل الرفق فى شيء إلا زانه، وما خلا من شيء إلا شانه. غفر الله لى ولك.
¥