تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

أخي في الله: لقد جاءت الشريعة بمحاسن الأمور، وأمر الله سبحانه وتعالى بكل ما يُصلح البشرية، ولما خالفت البشرية شرع الله؛ عمتها النكبات، وانتشرت فيها الرذائل، وصارت في الهاوية، ونزلت إلى الحضيض، ولا شك أننا في زماننا هذا قد حصل فيه من هذا الشيء الكثير. أخي في الله: حديثنا في هذا البحث عن أمرٍ مهم أمرت به الشريعة، وجاء به الدين، لكن الناس ضيعوه وترتب على ذلك ما ترتب من انتشار الرذائل والفواحش، ألا إنه حفظ العورة الذي له أحكام كثيرة، وفروع متعددة، وأدلة كثيرة أمرت بستر العورة. العورة التي قال في شأنها أهل العلم وتحدثوا عن أهميتها فالعورة سميت عورة لقبح ظهورها؛ ولأجل غض النظر عنها سمي العور عوراً وهو النقص والعيب، ولذلك فإن العورة هي كل أمرٍ يُستحيا منه، وأما في شريعة الله فهي كل ما يجب ستره من بدن الإنسان. والعورة كما ذكر أهل العلم: عورة نظر، يجب سترها عن عين الناظر، وعورة الصلاة وهو ما يجب على الإنسان ستره حال الصلاة، أما الذي يجب على الإنسان ستره حال الصلاة، فإن أدلته في الشريعة معروفة، لكن الناس ينبغي عليهم ألا يخلطوا بين عورة النظر وعورة الصلاة، حتى لا يحصل عندهم احتجاجات فاسدة، فأنت ترى أنه يجب على الرجل أن يستر منكبيه في الصلاة لما ورد في الحديث الصحيح، لكن لا يجب عليه ستر المنكبين أمام رجال مثله مثلاً. وكذلك المرأة تكشف وجهها في الصلاة، لكن لا يجوز لها كشفه في غير الصلاة، وكذلك تستر ساقيها مثلاً وبدنها في الصلاة، لكن يجوز لها أن تكشفه أمام الزوج، فلا يحتجن محتج بعورة الصلاة على عورة النظر. واعلم أخي في الله أن الشريعة قد جاءت بالأمر بغض البصر، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (1) وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا علي! لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنه لك الأولى، وليست لك الثانية) (2) وقال (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة) (3) هكذا جاء عنه صلى الله عليه وسلم، ارتباط مسألة النظر بالعورة، وغض الأبصار عن العورات.

ومنهجي في هذا البحث على النحو التالي:

(قسمت هذا البحث إلى مقدمة وثلاث مطالب وخاتمة)

المقدمة: وتشتمل على إهداء هذا البحث ثم كلمة الشكر ثم تمهيد وسبب اختيار الموضوع وأهمية البحث وخطة البحث.

المطلب الأول: المعنى اللغوي للفخذ

المطلب الثاني: الداراسة الحديثية وفيه مبحثان:

المبحث الأول:

فقد جمعت فيه ـ مستقرئاً ـ الأحاديث التي تدل على أن الفخذ عورة مع النقد الحديثي لها، مستأنساً بأقوال العلماء عليها0

المبحث الثاني:

فقد جمعت فيه ـ مستقرئاً ـ الأحاديث التي تدل على أن الفخذ ليس بعورة مع النقد الحديثي لها مستأنسا بأقوال العلماء عليها.

المطلب الثالث: الدراسة الفقهية وفيه أربعة مسائل:

- المسألة الأولى: آراء العلماء في المسألة وسبب خلافهم.

- المسألة الثانية: أدلة كل قول.

- المسألة الثالثة: مناقشة الأقوال.

- المسألة الرابعة: الترجيح.

الخاتمة

- ذكرت فيها أهم نتائج البحث التي توصلت إليها مع بعض الوصايا.

المعنى اللغوي

تعريف الفخذ

قال ابن منظور: الفَخِذ: وصل ما بين الساق والورك، أُنثى، والجمع أَفخَاذ. قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء، وقيل: فَخْذ و فِخْذ أَيضاً، بكسر الفاء. (1)

قال الزبيدي: (الفَخِذُ، ككَتِفٍ:) وَصْلُ (ما بين السَّاقِ والوَرِكِ، مُؤَنَّث، كالفَخْذِ)، بفتح فسكون، (ويُكْسَر)، أَي مع السكون، فهي ثلاثُ لُغَاتٍ، وهي مشهورة في كُلِّ ثُلاثيَ على وِزانِ كَهف، وزاد الزّركَشِيُّ في شَرْح البُخَارِيّ أَن فيه لُغَةً فِخِذ، بكسرتين، (2)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير