تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الخليل بن أحمد: الفَخِذُ: وصل ما بين الورك والساق، ويخفف فيقال: فِخْذٌ في لغة سفلى مضر، وهي مؤنثة، وكسرت الفاء على أعقاب كسرة الخاء حيث اسكنت، ومن فتحها مع سكون الخاء تركها على ما كانت، كما قالوا في العقب عقب فلزموا الفتحة، وفي الكتف كتف فلزموا الكسرة. وفُخِذَ الرجل فهو مفخوذ أي كسرت فَخِذُه. وفَخِذُ الرجل، نفره من حيه الذين هم أقرب عشيرته إليه. وهي أفخاذ العرب يذكر وإذا أفرد قبل: هذا فَخِذٌ أي: هذا حي. (3)

قال الجوهري: فَخِذٌ وفَخْذٌ وفِخْذٌ أيضاً. يقال: رميتُه ففَخَذْتُهُ، أي أصبتُ فَخِذَه. والفَخِذُ في العشائر: أقلُّ من البطن، أوَّلُها الشَعْبُ، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العِمارة، ثم البطن، ثم الفَخِذُ. والتَفْخيذُ: المُفاخَذَةُ. وأما الذي في الحديث: " بات يُفَخِّذُ عشيرته "، أي يدعوهم فَخِذاً فَخِذاً. (4)

الدراسة الحديثية

(الأحاديث التي تدل على أن الفخذ عورة) مع النقد الحديثي لها إن وجد.

(الحديث الأول)

عن جرهد الأسلمي قال، (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بردة وقد انكشفت فخذي، فقال غط فخذك فإن الفخذ عورة")

قال الزيلعي (1): رواه أبو داود (2) في "الحمام" من طريق مالك عن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه، قال: كان جرهد من أصحاب الصفة أنه قال: جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عندنا، وفخذي منكشفة، فقال: "أما علمت أن الفخذ عورة؟ "، انتهى. وأخرجه الترمذي في "الاستئذان" عن سفيان عن أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن جده جرهد، قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه وسلم بجرهد في المسجد، وقد انكشف فخذه، فقال: إن الفخذ عورة، انتهى. وقال: حديث حسن، وما أرى إسناده بمتصل، ثم أخرجه عن عبد الرزاق ثنا معمر عن أبي الزناد، قال: أخبرني بن جرهد عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرّ به - وهو كاشف عن فخذه - فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: غط فخذك، فإنها من العورة، انتهى. وقال أيضاً: حديث حسن، ثم أخرجه عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن عبد اللّه بن جرهد الأسلمي عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: الفخذ عورة، انتهى. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، انتهى. وبسند أبي داود رواه أحمد في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" في النوع الثامن والسبعين، من القسم الأول، وزرعة بن عبد الرحمن ابن جرهد الأسلمي وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات وقال: من زعم أنه زرعة ابن مسلم بن جرهد فقد وهم، انتهى. ورواه الدارقطني في "سننه - في آخر الطهارة" من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد حدثني آل جرهد عن جرهد، ورواه الحاكم في "المستدرك - في كتاب اللباس" عن سفيان عن سالم أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن جده جرهد، فذكره، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، انتهى. قال ابن القطان (1) في "كتابه": وحديث جرهد له علتان: إحداهما: الاضطراب المؤدي لسقوط الثقة به، وذلك أنهم مختلفون فيه، فمنهم من يقول: زرعة بن عبد الرحمن، ومنهم من يقول: زرعة بن عبد اللّه، ومنهم من يقول: زرعة بن مسلم، ثم من هؤلاء من يقول عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومنهم من يقول: عن أبيه عن جرهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومنهم من يقول: زرعة عن آل جرهد عن جرهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: وإن كنت لا أرى الاضطراب في الإسناد علة، فإنما ذلك إذا كان من يدور عليه الحديث ثقة، فحينئذ لا يضره اختلاف النقلة عليه إلى مرسل ومسند، أو رافع وواقف، أو واصل، وقاطع، وأما إذا كان الذي اضطرب عليه الحديث غير ثقة، أو غير معروف، فالاضطراب يوهنه، أو يزيده وهناً وهذه حال هذا الخبر، وهي العلة الثانية أن زرعة، وأباه غير معروفي الحال، ولا مشهوري الرواية، انتهى كلامه (2)

قال الألباني رحمه الله: وهذا سند صحيح. وأصله في صحيح مسلم (3) والبيهقي (4)

وقال في موضع آخر: صحيح (5)

الحديث الثاني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير