تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وشغف الفاضل بأعلام المسلمين في القديم والحديث، واتجه إلى علماء المغرب يوليهم عنايته، ويصوِّر حياتهم، ويكشف عن جهودهم، بعد أن رأى أن تاريخ المغاربة لم يَحْظَ بالذيوع على الوجه المأمول، فاختار من زعماء المغرب من الفتح الإسلامي حتى عصره شخصيات سياسية وعلمية جَلَّى صورتها؛ لتكون مثالاً للنشء المبهور هناك بأعلام الغرب، وقد جُمعت مقالاته التي تناول فيها هذه الشخصيات في كتب عديدة مثل: "تراجم الأعلام"، وجعله لأعلام المغرب في السياسة والفكر، وكتاب "أركان النهضة الأدبية بتونس"، واختصه بأعلام النهضة الفكرية أدبًا وعلمًا، وله كتاب ثالث بعنوان "أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي" ترجم فيه لخمس عشرة شخصية مغربية ذات تأثير كبير في الحياة، مثل: عقبة بن نافع، وأبي الوليد الباجي، والقاضي عياض، وابن عرفة، وأبي إسحاق الشاطبي.

المجال الإصلاحي

شارك "الفاضل" في حركة الإصلاح التي كانت قد بدأت قبله بفترة ليست قصيرة، وتزامنت مع حركات النهوض في العالم الإسلامي، وكان "خير الدين التونسي" رائدها في تونس، ثم قام الشيخ محمد السنوسي -وكان على صلة بالإمام محمد عبده- بجهود مشكورة في الدعوة إلى الإصلاح والتجديد في تونس، وأثمرت الحركة الإصلاحية إنشاء "الجمعية الخلدونية" سنة (1314هـ = 1896م) لنشر العلوم العصرية باللغة العربية من جغرافيا، وتاريخ، واقتصاد، وعلوم طبيعية ورياضية.

وفي وسط هذا الجو نشأ الفاضل بن عاشور وتأثر به، وكان أبوه من أبرز دعاة الإصلاح والقائمين عليه، وقد ارتبط بالجمعية الخلدونية، وحاضر فيها إلى جانب الشيوخ الكبار مدافعًا عن الحضارة الإسلامية، مبرزًا عطاءها في خدمة الإنسانية، وفي سنة (1375هـ = 1945م) تولى رئاسة الجمعية، فنهض بها، وأنشأ بها حلقات من التعليم الثانوي العصري لاستكمال مناهج التدريس لطلبة جامع الزيتونة تحت إشرافه، وانتدب لها أساتذة لتدريس العلوم الطبيعية والرياضية باللغة العربية، وكان هؤلاء بحكم تخرجهم في المعاهد الأوربية لا يؤمنون بصلاحية اللغة العربية لهذه المهمة، لكن الشيخ الجليل نجح بفضل توجيهه في إنجاح التجربة، واستطاع الطلبة اجتياز الاختبارات التي عُقدت لهم، وسعى الشيخ إلى اعتراف الدولة بشهادة البكالوريا العربية، والسماح لحاصليها بالالتحاق بكليات الآداب والعلوم في المشرق العربي في مصر وسوريا، وببعض الجامعات الغربية.

ثم أضاف إلى هذا العمل الجليل إنشاء معهدين عاليين بالجمعية الخلدونية، هما معهد الحقوق العربي، ومعهد البحوث الإسلامية، وكانت له محاضرات متصلة بهما، ورتب للمعهدين شهادات تتوج الدراسة بهما.

اتصل الفاضل بن عاشور بالحركات الثقافية في العالم، وبالهيئات والمجامع العلمية، وامتد نشاطه إلى خارج تونس إما محاضرًا في بعض المعاهد والجامعات العلمية في مصر وليبيا والجزائر والسعودية، أو مشاركًا في الهيئات العلمية، كالرابطة الإسلامية بمكة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما اختير عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1381هـ = 1961م)، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في العام التالي.

وفاته

وبعد حياة علمية عريضة توفي الفاضل بن عاشور في (12 من صفر 1390هـ = 19 من إبريل 1970م)، ورثاه الدكتور إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية بكلمة مؤثرة، جاء في مستهلها: "نودع عالمًا كبيرًا، وإمامًا من أئمة الأدب واللغة والفقه والتشريع، ورائدًا من رواد الإصلاح والتجديد .. كان حجة في تراثنا الإسلامي في جميعه، وبخاصة ما خفي منه من أخبار المغرب وبلاد الأندلس، ومحيطًا بثمار الثقافة العربية، وما انتهت إليه من علم وثقافة ... ".

من مصادر الدراسة:

محمد رجب البيومي – النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين – دار العلم – دمشق – 1420هـ = 1999م.

أنور الجندي – أعلام القرن الرابع عشر الهجري (أعلام الدعوة والفكر) – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة 1981م.

محمد مهدي علام – المجمعيون في خمسين عامًا- الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية – القاهرة – 1406هـ = 1986م.

إبراهيم بيومي مدكور – كلمة في تأبين محمد الفاضل بن عاشور – مجلة مجمع اللغة العربية – العدد (28) – القاهرة 1391هـ = 1971م.

المرجع: http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article17.shtml

والله الموفق.

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 12:59 ص]ـ

أبو أويس المغربي

أصلهم من قرية تسمى البرج، من قرى وادي سوف، بواحات (العرق، كذا) الشمالي الشرقي من الصحراء الكبرى، الداخل بين القطرين التونسي والجزائري في جنوبي خط السِّباخ المتصل بشط الجريد اِهـ.

هذه القرية تابعة الآن لولاية بسكرة، ومعلوم أن الوادي متاخمة لبسكرة (وكانت تابعة لها إداريا، والوادي إحدى مدن الزاب) أما وادي سوف فتقع شرقي بسكرة. أما قرية العلامة الشيخ مكي بن عزوز فيقال لها: "برج بن عزوز" هكذا تنسب إليهم .. وبذا ينقضي كل إشكال بإذن الله!

أما ما اشتهر من أن والد الشيخ محمد المكي هاجر من "طولقة" إلى نفطة، فلاعتبارين -برأيي-

أولهما: أن قرية الشيخ صغيرة، ولعل أقرب "القرى الكبرى" إليها هي طولقة، فنسبوا أنفسهم إليها.

وثانيهما: أن طولقة هي مقر زاوية علي بن عمر، الرحمانية الشهيرة؛ وشيوخ الزاوية هم شيوخ آل بن عزوز في الطريقة، ومعلوم أنه هاجر إلى نفطة لينشر الرحمانية بها. لأجل هذا ذكرت طولقة، وغابت "البرج" .. وإن نسب إليها الشيخ المكي أحيانا، فقيل: "الشيخ محمد المكي بن عزوز البرجي".

هذا ما عندي!

وللفائدة، فالشيخ المكي هو خال العلامة الشيخ أبي القاسم الحفناوي الديسي .. ذكر ذلك أبو القاسم في "تعريف الخلف برجال السلف".

وهذا يدلنا على وجود أكثر من برج .... ومن يدري فلعل البلاد كثيرة الأبراج، مع يقيني من أنها واسعة الفِجاج.

نعم .. هو ما قلت نضر الله وجهك، فالظاهر أن الأبراج هذه كانت شبه ثكنات عسكرية، أو مستراحا ومناخا للمسافرين ... أعد الآن منها: برج بوعريريج (قرب سطيف)، وبرج باجي مختار، وبرج عمر إدريس (جنوبا) .. وبرج بن عزوز سبب المداخلة هاتا!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير