[البستان في ذكر الاولياء والعلماء بتلمسان وقيمته التوثيقية3]
ـ[إبن بوعلام]ــــــــ[23 - 05 - 08, 06:02 م]ـ
1 - ((الاحاطة في أخبار غرناطة)) تأليف لسان الدين ابن الخطيب،
2 - و ((كتاب العبر)) لعبد الرحمن بن خلدون،
3 - و ((الوفيات)) لابن الخطيب القسنطيني (22)،
4 - و ((المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والاندلس و المغرب)) لاحمد الونشريسي (23)،
5 - و ((الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب)) لبرهان الدين بن فرحون السابق الذكر.
واكثر ابن مريم من النقل من كل الكتب التى رجع اليها لتأليف كتابه ولم يفصل بين النصوص المنقولة، وبين ما كتبه هو لدرجة أنه يصعب على القارىء التمييز بين ما هو منقول وبين ما هو بنات أفكار المؤلف.
قيمة الكتاب التوثيقية (24):
ان الباخث يستخرج من ((البستان)) الذي وضع كما يدل اسمه للترجمة لرجال العلم والصلاح، فوائد عديدة ومتنوعة، وهذا رغم ما ضمته اكثر التراجم من الخرافات و الاساطير، وهذه الفوائد يعثر عليها القارىء عرضا في ثنايا تراجم اذ كان هدف المؤلف التحدث عن حياة العلماء والاولياء وتدوين ((كراماتهم ومناقبهم)) لا تصنيف كتاب في التاريخ والادب.
ومن انواع الفوائد التى يمكن استخراجها من كتاب ابن مريم،المعلومات التاريخية ويحصل القارىء عليها كما قلنا سابقا عرضا في اثناء حديث المؤلف عن شخص أو مكان أو كتاب وهكذا. ونذكر بعضها فيما يلى على سبيل المثال.
يقول ابن مريم في ترجمته لمحمد بن عبد الجبار بن ميمون بن هارون (25)، ((توفي سنة خمسين وتسعمائلا في عام أخذ النصارى تلمسان)). وإذا رجعنا الى كتب التاريخ لا حظنا ان الاسبانيين دخلوا تلمسان يوم الثلاثاء اخر ذي الحجة من سنة 949هـ - 1543 م ورغم ان الفرق قليل في التاريخ غذ ان المؤلف قد حدد دخول النصارى لتلمسان في سنة 950هـ بينما الحادث وقع حسب المصادر الاسبانية، قبل شهر من نهاية 949هـ، فإن صاحب ((البستان)) يثبت الاخبار المذكورة في الوثائق الاجنبية مصدرنا الفريد لمعرفة أكثر أحداث تلك الفترة الغامضة من تاريخ بنى زيان ملوك المغرب الاوسط (26).
والصق ابن مريم أحيانا، بعض الخرافات بأحداث تاريخية كما فعل بالحادث السابق الخاص باستيلاء الا سبانيين على تلمسان، فقد قال في ترجمة ((سيدى سعيد البجائى)) (27) الذى التجأ الى يبدر وهو مكان قريب من عاصمة بنى عبد الواد، ((حين أخذت النصارى تلمسان دمرهم الله فذهبت (28) اليه مع أبى))، وأخذنا منه الدعاء، وقال لوالدى: ((أهل تلمسان كلهم يرجعون لبلدتهم حتى محمد يرجع ال سعيد ما يرجع، يعنى بمحمد السلطان)). وكان الاسبانيون قد تدخلوا عسكريا في الشؤون الداخلية للدولة الزيانية المنهارة، بسبب الخلاف الذى شب اثر ثورة ابى زيان الثائر على اخيه السلطان أبى عبد الله محمد الذى كان قد خلف أباه أبا حمو الثالث، ورغم تحالف الاسبان مع السلطان وتعهدهم باحترام الاهالى فقد عاثت عساكرهم فسادا بعد دخولهم تلمسان سنة 949هـ، وقتلوا واسترقوا كل من سقط بين ايديهم من سكان المدينة (29). وأعادوا الى عرش تلمسان حليفهم ابا عبد الله محمد، وهذا يفسر الكلام السابق ((حتى محمد يرجع)).
وو جدنا في ثنايا الكتاب فائدة تاريخية ذات أهمية كبرى لم نجدها الا عند ابن مريم، وهي تلقى ضوءا جديدا على حادث مهم في تاريخ تلمسان وهو الحصار الكبير الذى ضربه السلطان المرينى أبو يعقوب يوسف على عاصمة بنى زيان من سنة 698 - 1299م الى سنة 706هـ 1307م وقد اجمع المؤرخون القول، ان المدينة كانت مطوقة تطويقا كاملا، وان التضييق بلغ بالمحاصرين اشده حتى الطيف كان لا يخلص اليهم ن حسبما قال عبد الرحمن بن خلدون (30)، وها نحن نعثر لاول مرة على مصدر تاريخي يفند هذا الكلام، فيحكى ابن مريم عرضا عند ترجمته لا حمد بن مرزوق الحفيد (31) ان هذا العالم عذب وسجن لانه كان يبعث بانتظام بتموين ورسائل من قرية العباد قرب تلمسان حيث كان قاطنا، الى اقاربه بالمدينة المحاصرة.
-يتبع-