تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول – صلى الله عليه وسلم –: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.

تنبهتم إخوتي؟!

ولذلك فإن حب جميع المسلمين المخلصين، أهل السنة = عبادة، وعمل يقرب إلى الله – سبحانه وتعالى –.

فيجب أن نحب المسلمين أهل السنة لإسلامهم، المسلمين: أهل السنة، المستقيمين على طاعة الله، السائرين على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –، وعلى رأسهم – كما ذكرنا – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ الذين بهم قام القرآن، وبه قاموا، وبهم نطق القرآن، وبه نطقوا = أولئك الأفذاذ الذين نضَّرَ الله وجوههم بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم –، والتلقي عنه مباشرة، فهم نقلة السنة، وهم نقلة القرآن، وهم نقلة الإسلام؛ فالنيل منهم = نيل من الإسلام كله، وتنقصهم تنقص للدين كله، وسبهم سب للدين، وتوليهم تولي لدين الله؛ فيجب أن نواليهم، وأن نوالي من يواليهم، وأن نحبهم، وأن نحب من يحبهم، وأن نبغض من يبغضهم؛ رضوان الله عليهم أجمعين، وقاتل الله من نال منهم، أو سبهم، أو شتمهم، ولعن الله من كفرهم – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم –: أعلام الهدى، ومصابيح الدجى.

اسمع بعض ما ورد في فضلهم من آيات القرآن الكريم:

قال الله – عز وجل - في حق المهاجرين لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر: 8 {هؤلاء المهاجرون.

وقال في الأنصار وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر: 9 {

ثم قال في حق بقية الصحابة وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر: 10 {.

ومما يجدر التنبيه له: الكف عما شجر بينهم، ومما حصل من فتن، بسبب من اندسوا في الإسلام من أمثال عبد الله بن سبأ اليهدوي – قاتله الله -، وغيره من المندسين؛ فحدثت فتن في عهد الصحابة؛ فلا يجب أن نلوك أعراضهم، ولا يجوز أن نستغل هذه الأحداث للنيل من أحد منهم، سواء ما جرى في وقعة الجمل بين علي، وطلحة، والزبير – رضي الله عنهم أجمعين -، وأم المؤمنين الطاهرة المطهَّرة، الصدِّيقة بنت الصديق عائشة – رضي الله عنها -، أو ما جرى بين علي، ومعاوية، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين – في صفين، وفي غير صفين، بل يجب أن نكف عن الخوض في هذه القضايا، إلا بقدر ما تذكر الواقعة؛ لبيان الواقع؛ للتحذير من الفتن، ثم الكف عن ذلك بعدُ، ولا يجوز أن نعتمد على روايات المسعودي، واليعقوبي الرافضيين فيما يتعلق بما جرى بين الصحابة؛ فإن أكثر ما ينسب، وينسج في هذين الكتابين، من روايات الواقدي، والكلبي، وغيرهما = كله لا يصح، وإنما هي من مخترعات أهل البدع والزيغ والضلال؛ فيجب أن نحذر من ذلك، وأن نكف عما شجر بين الصحابة.

يقول علي – رضي الله عنه – بعد انتهاء موقعة الصفين والجمل، وغيرهما، وبعد أن ندم الصحابة على ما جرى بسبب بعض المندسين، يقول علي – رضي الله عنه -: إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة، والزبير، ومعاوية؛ ممن قال الله فيهم وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الحجر: 34 {.

ونزعنا ما صدورهم من غل – رضي الله عنهم، وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم -.

يقول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: أولئك قوم طهر الله أيدينا، وسيوفنا من دمائهم؛ فلنطهر ألسناتنا من أعراضهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير