يا ربنا! ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ ألم تزحزنا عن النار؟
قال: بلى؛ إن لكم موعدا لن تخلفوه؛ فيتجلى لهم؛ فيرونه، وينظرون إليه، وهذا أفضل نعيم يراه المؤمنون؛ حيث ينسون كل شيء مع هذه الرؤية، وأما الأحاديث فهي كثيرة ومنها قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: إنكم سترون ربكم، كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضَامون في رؤيته، وفي رواية لا تُضُأرُّونه، وفي رواية لا تَضَامُون أي لا تتزاحمون.
كل كأنه ينظر إليه وحده، وهم يرونه جميعا، لكن كل واحد كأنه ينظر إليه مستقلا، وهذا فضل من الله، ومنة الله – سبحانه وتعالى -.
فانتبه لهذا! وانتبه لهذا الاستدلال العظيم!
وهذا محل إجماع بين أهل السنة.
المسألة الثانية: أن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فماذا يقول الناس؟ أو ماذا ينبغي أن يفعلوا في مثل تلك اللحظات؟
عندما يتجلى؛ فينزل إلى السماء الدنيا؛ فيتجلى لعباده، وينادي: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه.
فأهل السنة يؤمنون بأنه ينزل نزولا يليق بجلاله وعظميته.
كيف ينزل؟
ينزل كيف يشاء.
متى ينزل؟
حين يبقى الثلث الأخير من الليل؟
ما الطريقة التي ينزل بها؟
الله أعلم.
هل يخلو منه العرش، أو لا يخلو؟
الله أعلم.
هذا علمي غيبي.
كيف يأتي والسماوات طباقا؟
الله أعلم.
استبعد كلمة (كيف) فإنها خطيرة، لو أدخلت نفسك في كلمة (كيف) = لما انتهيت إلى الأبد؛ ولذلك لو قال لنا قائل:
ما دليل النزول؟
قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأحاديث المتواترة (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له، من يسألني فأعطيه) هو حديث يبلغ حد التواتر المعنوي؛ ولذلك يجب الإيمان به، وعدم تكييفه، أو تفويضه، نقول: ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته، مثل الاستواء، نقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة = هذا هو ما يجب اعتقاده في نزول الرب – سبحانه وتعالى -، ولسنا مكلَّفين أن نبحث كيف ينزل؟ ولا كيف يكون ذلك؟ مع أن النزول عندنا – الآن - غير النزول في أمريكيا، أو في اليابان شرقا - مثلا -.
إذًا المقصود أن نؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة، ولا نناقش بغير دليل؛ فيجب الإيمان بصفة النزول.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 01:55 م]ـ
((المتن))
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
((الشرح))
انتهى المصنف – رحمه الله تعالى – من تقريره للكلام على الأسماء والصفات، ثم بدأ هذا البيت بتقرير ما يتعلق بمسائل لها علاقة باليوم الآخر، وهما: الحوض والميزان؛ فقال:
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي /// أَرجو بأنِّي مِنْهُ رِيًّا أَنْهَلُ
المقصود – يا عبدَ الله – أنه يقرر – رحمه الله تعالى – أنه يؤمن بالحوض والميزان، والمقصود بذلك الإقرار بكل ما جاء في اليوم الآخر، من الإيمان بيوم القيامة، وما جاء في القرآن والسنة من ما يقع فيه من أمور.
ومن بينها: الإيمان بالميزان، والميزان هو الذي توزن به الأعمال عند الله – سبحانه وتعالى - وهو حق آمن أهل السنة والجماعة، وخالفت فيه: الجهمية، والمعتزلة، وبعض الفرق الأخرى، وزعموا أن الميزان، أنه مؤول، وأولوه بتأويلات فاسدة، أولوه بالعدل، ولم يقروا بالميزان، وأهل السنة والجماعة دائما أسعد بالدليل؛ لأنهم يقفون عند حدود النصوص، فيؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة، وقد أجمع أهل السنة على أن الميزان حق، وأنه يكون في عرصات القيامة، وأنه توزن فيه الأعمال، والله أعلم بكيفية الوزن، لكن نؤمن بأنها توزن، بأان الأعمال توزن، أما الكيفية والكُنْهُ فنكله إلى الله - سبحانه وتعالى -.
قال الله جل وعلا – وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الأنبياء: 47 {.
وقال تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ} القارعة: 6 - 11 {.
¥