(وَأَمضى في الحَوائِجِ وَالأُمورِ
(وَأَنفَذَ في النَوائِبِ إِن أَلَمَّت
(فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ
(
وقَالَ بَعْضُهُمْ: العالِمُ يَعْرِف الجاهِلَ لأنَّهُ كَان جَاهِلاً بالأولِ، والجاهلُ لا يَعرفُ العالِمَ لأنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا، وَرُبَّمَا ذَمَّ العالِمَ وَعِلْمَهُ. قَالَ بعضُهُمْ:
أَتَانَا أَنْ سَهْلاً ذَمَّ جَهْلاً
(
(عُلومًا لَيْسَ يَعْرفُهُنَّ سَهْلُ
(عُلومًا لَو قَرَاهَا مَا تَلاهَا
(
(وَلكنَّ الرِّضَا بالجهلِ سَهْلُ
(آخر:
دَعِ الْجَاهِلَ المفتونَ لا تصحَبَنَّهُ
(وَجَانِبه لا يغري بِعقِلِكَ ضَيْرُهُ
(فَإِنَّ الذي أمْسَى عَدُوًا لِنَفْسِهِ
(دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يُصَادِقَ غَيرَهُ
(وَدَخَلَ على الْخَلِيلِ ابنٌ لَهُ مُتَخَلِّفٌ وَهو يُقَطِّعُ بَيْتَ شِعْرٍ فَخَرَجَ وقَالَ: إِنَّ أَبِي قَدْ جُنَّ. فقَالَ أَبُوهُ:
لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
(أَو كُنتَ تَفَهَمُ ما أَقولُ عَذَلتُكا
(لِكِن جَهِلتَ مَقَالَتي فَعَذَلتَني
(
(وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا
(وَكُلُّ مَا وَرَدَ فِي ذَمَّ الْجَهْلِ فَهُوَ مَدْحٌ لِلْعِلْمِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ?: ? وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ?، وقَالَ لِرَسُولِهِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: ? إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ?، وقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: ? أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ?، وقَالَ جَلَّ وَعَلا لِنَبِيِّهِ: ? فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ?، وقَالَ تَعَالى: ? وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالَوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ?، وقَالَ تعالى: ? وََإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالَوا سَلَاماً ?، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعويمر: «كيفَ أنتَ يا عُوَيْمِرُ إذا قِيلَ لك يَوْمَ القِيامَةِ: أَعَلِمْتَ أمْ جَهِلْتَ فَإنَّ
قُلْتَ: عَلِمْتُ قِيلَ لك: فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ، وَإِنْ قُلْتَ: جَهِلْتَ قِيلَ لك: فَمَا كَانَ عُذْرُكَ فيما جَهِلْتَ ألا تَعَلَّمْتَ». رَوَاهُ ابنُ عَسَاكِرَ في تَاريخِهِ عَنْ أبي الدَّرْدَاءِ. وَهَذا مِمَّا يَدُلُّ على شَنَاعَةِ الْجَهْلِ وَقُبْحِهِ وَمَهَانَتِهِ وَرَذَالَتِهِ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ خَلْقِه. وقَالَ آخر: إِنَّ الْجَهْلَ يَحُطُ أَوُلي الْمَرَاتِب ويُصَغِرُّ ذَوِي الْمَنَاصِبِ.
شعرًا: مَنْ جَادَ بالْعِلْم أَحْيَا العَالَمُونَ لَهُ
(بَدِيعَ حَمْدٍ بِمَدْح الفِعْلِ مُتَّصِلِ
(يَمُوتُ قَوْمٌ فَيُحْيي العِلْمُ ذِكْرَهُمُوا
(والْجَهْلُ يُلْحِقُ أَمْوَاتًا بَأمْوَاتِ
(
شعرًا: إِذَا مَا الجهلُ خَيَّمَ في بِلادٍ
(رَأَيْتَ أَسُودَهَا مُسِخَت قُرودَا
(
آخر: وَفي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لأَهلِهِ
(فَأَجسامُهُم قَبلَ القُبورِ قُبورُ
(وَإِنَّ اِمرَءاً لَم يُحيى بِالعِلمِ مَيِّتٌ
(
(فَلَيسَ لَهُ حَتّى النَشورِ نُشورُ
(
آخر: معَ العِلْم فَاسْلُكْ حَيْثَ مَا سَلَكَ العِلْمُ
(وَعَنْهُ فَكَاشِفْ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ فِهْمُ
(فَفِيهِ جَلاءٌ لِلْقُلوبِ مِنَ العَمَى
(
(وَعَوْنٌ عَلى الدِّينِ الذي أَمْرُهُ حَتْمُ
(فَإِنِّي رَأَيْتُ الْجَهْلَ يُزْرِي بَأهْلِهِ
(وَذو العِلْمِ في الأَقْوَامِ يَرْفَعُهُ العِلْمُ
(يُعَدُّ كَبيرَ القَوْمِ وَهُو صغيرُهُمْ
(
(ويَنْفُذُ منهُ فيهِمُ القولُ والحُكْمُ
(وأيُّ رَجاءٍ في امرئٍ شَابَ رَأَسُهُ
(وَأَفْنَى سَنِيهِ وَهُوَ مُسْتَعْجِمٌ فَدْمُ
(وأيُّ رَجاءٍ في امرئٍ شَابَ رَأَسُهُ
(
(وَأَفْنَى سَنِيهِ وَهُوَ مُسْتَعْجِمٌ فَدْمُ
(
يَرُوحُ وَيَغْدُو الدَّهْرَ صَاحِبُ بَطْنَةٍ
(تَرَكَّبَ في أحْضَانِهَا اللَّحْمُ والشَّحْمُ
(إِذَا سُئِلَ الْمِسْكِينُ عَنْ أَمْرِ دِينِهِ
(
(بَدَتْ رُخَصَاءُ العيِّ في وَجْهِهِ تَسْمُّو
(وَهَلْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ أَقْبَحَ مَنْظَرَا
(مَنْ أُشِيبَ لا عِلْمٌ لَدَيْهِ وَلا حُكْمُ
(هِي السَّوْأَةُ السَّوْءَاءُ فَاحْذَرْ شَمَاتِها
(
(فأوَّلُهَا خِزْيٌ وَآخَرُهَا ذَمُّ
¥