كفتهم حجة و كفتهم دليلاً و كفتهم برهاناً و مراد الشافعي حجة كما قال يعني دليلاً عليهم قاطعاً لحجتهم إلا هذه السورة لكفتهم لا يعني أنها تكفي عن غيرها من القرآن ما قال الشافعي لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم. يعني تكفيهم عن الأحكام لا حجة لإقامة الحجة عليهم في الخروج من الخسران بهذه الأعمال المذكورة.
و قال الإمام البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي الإمام أبو عبد الله صاحب الصحيح المتوفى عام 256 هـ و المولود عام 193 هـ و قيل 194 هـ و صحيحه هو أصح كتاب بعد كتاب الله عز و جل و تلقته الأمة بالقبول على مر الأعصار و تكرر الليل و النهار رحمه الله رحمة واسعة المراد في كتاب العلم قال في كتاب العلم من صحيحه: بابٌ العلم قبل القول والعمل أو باب العلم قبل القول و العمل. يجوز على القطع و الإضافة قال لقوله عز وجل: (?????????? ??????? ?? ??????? ???? ???? ?????????????? ??????????) و العلماء ورثة الأنبياء ورّثوا العلم ... الخ الترجمة. إذاً استدل البخاري ـ رحمه الله ـ على أهمية العلم لتصحيح العمل و ما يتبع العمل من الدعوة و غير ذلك في هذه الآية الكريمة كما استدل الشافعي بالعصر واستدل بهما الإمام محمد بن عبد الوهاب على ما ذكر.
(?????????? ??????? ?? ??????? ???? ???? ?????????????? ??????????) قال فبدأ بالعلم قبل القول والعمل و هذه الآية من سورة محمد.
(اعلم) يعني اعتقد جازماً لأننا سبق أن قلنا العلم هو الاعتقاد الجازم الصحيح أو الإدراك الصحيح لأنه إن كان لم يدرك شيئاً فهو جاهل جهلاً بسيطاً و الإدراك الجازم إذا أدرك على غير الجزم فهو الظن أو الوهم أ والشك و الصحيح هو العلم المطابق للواقع فإن الإدراك الجازم غير الصحيح يعتبر خطا مركباً كما تقدم (فاعلم) لبيان أن العقائد لابد فيها من العلم اليقين الراسخ أنه لا إله إلا الله وهذا مثل قوله عز وجل: (?????? ???? ??????? ?? ??????? ???? ???? ?????????????????? ??????????? ??????????) شهد أولوا العلم يعني شهدوا بعلم لم يشهدوا بظن أو غيره لكن لأحدكم أن يسأل سؤالاً: يقول: إذا كان لابد للعقائد من العلم ولا ينفع فيها الظن أو غيره فماذا تقول في قول الله عز وجل: (????????? ????????? ???•??? ?????????? ????????? ?????????? ???????? ?????????? ????) و كما في قوله عز وجل: (?•????? ???? ??????? ?????????? ???????????? ????????? ???????? ??????????? ??????????? ???? ?????? ??????? ?????? ??????? ??????????? ????) فهل ينفع الظن الذي هو إدراك الجانب الراجح كما سبق أم ماذا؟
الجواب: أن الظن يستعمل في لغة العرب التي نزل بها القرآن استعمالين يجرى مجريين:
المجرى الأول: أن يجرى مُجرى اليقين إجراء الظن مجرى اليقين و هذا معروف لمن درس العربية و قرأ الألفية و شرح ابن عقيل و ابن هشام عليها مر به هذا الباب إجراء الظن مجرى اليقين استعمل الظن بمعنى اليقين.
الثاني: و يستعمل بمعنى الظن أي لغير اليقين يعني لما فوق الشك يعني إدراك الجانب الراجح.
و المراد هنا الظن اليقين لكن ينبغي أن يُعلم أنه لا يصح أن يستعمل الظن بمعنى اليقين إلا في ما علمته من طريق الخبر أما ما علمته من طريق الحس و قفت عليه برجلك أو رأيته بعينك أو سمعته بأذنك ما تقول ظننت فمثلاً إنسان رأى فلاناً من الناس مات في الحادث ما يقول ظننت أن فلاناً ميت. لا و إنما يقول علمت لكن لو أخبره الثقة أنه مات ثم ثقة ثم ثقة ولو تواتراً بحيث حصّل علماً يقينياً أن فلاناً ميت لكنه لم يره هل يجوز أن يقول ظننت أنه ميت؟ نعم يجوز و إن كان خبراً يقينياً لأنه لم يتوصل إليه بطريق محسوس و إنما بطريق الخبر ولو الصادق و هكذا أحوال القيامة المراد (????????? ????????? ???•??? ?????????? ?????????) لأنهم علموا من طريق الخبر الصحيح بمعنى يوقنون و هكذا ظننت بمعنى أيقنت لو كان المراد التردد لم ينفعه ذلك شيئاً فهذا للفائدة.
(?????????? ??????? ?? ??????? ???? ???? ?????????????? ??????????) و ليس المراد مجرد العلم بل اعلم ثم اعمل بلا إله إلا الله ثم ادع إليها ثم اصبر على الأذى فيها و لا إله إلا الله هي أهم مهمات الدين هي رأس الإسلام هي التوحيد نفي الشرك و إثبات الألوهية عز وجل وحصرها و قصرها وهي الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله.
و هذه الآية نبه الله عز وجل فيها على نوعي الذكر فإن الذكر نوعان:
ذكر ثناء و ذكر دعاء، أو ذكر ثناء و ذكر مسألة و أفضل ذكر الثناء لا إله إلا الله فإنها خير ما ذكر الله عز و جل به، و أفضل ذكر المسألة الاستغفار رب اغفر لي و تب علي و لهذا في الحديث المشهور حديث سلمان الفارسي الذي اختلف في تصحيحه في استقبال رمضان: (و استكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم و خصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله و تستغفرونه) فأفضل هذا الذكر كذا و أفضل هذا الذكر كذا.
¥