الله عز و جل كقصيدة البردة و قصيدة البرعي و غيرها التي فيها الشرك أنواع و أشكال و إذا أردت أن ترى الشرك الصٌراح و العياذ بالله و طلب الحاجات و كشف الكربات التي لا يقدر عليها إلا الله حتى أنهم يزعمون أن هذا الولي قائم على باب الجنة لا يدخلها إلا من ارتضاه و قائم على الصراط و قائم على باب جهنم يُدخل فيها من يشاء و يمنع منها من يشاء و إذا أردت أن تعرف شيئاً من هذا فارجع إلى قصائدهم التي يرتلونها حتى في ليلة القدر و ليالي رمضان و أيام الحج و يرددونها أكثر مما يرددون كتاب الله و يحفظونه مثل قصيدة البوصيري التي فتن بها كثير حتى في هذا الزمان و هي قصيدة عظيمة المعاني قوية البناء لولا ما فيها من الشرك الذي أفسدها
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلتي بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة و أومض البرق في الظلماء من أضم
فيها بعض المعاني الطيبة لكن فيها الشرك الأكبر و العياذ بالله الذي أفسدها فتراه مثلاً يقول في النبيين: و كلهم من رسول الله ملتمس رشف من اليم أو قطراً من الديم
و هذا لله عز و جل.
و يقول: أقسمت بالقمر المنشق أن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
و يقول: ما مسني الضر يوماً و التجأت به إلا وجدت جواراً منه لم يضم
و يقول: إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً و إلا فقل يا زلة القدم
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط الثاني)
و كلاهما عند الله عز وجل مطلوب و مأمور به.
قال: (فبدأ بالعلم قبل القول و العمل)
بعد هذه المسائل الأربع التي استدل عليها المصنف ـ رحمه الله ـ ذكر أيضاً ثلاث مسائل قبل أن يشرع ـ رحمه الله ـ في بيان الأصول الثلاثة و هذه المسائل كلها كالمقدمات.
قال: اعلم ـ رحمك الله ـ أنه يجب على كل مسلم و مسلمة تعلم هذه الثلاثِ مسائل والعمل بهن. أظن في بعض النسخ تعلم ثلاث هذه الأصول و هذا غير صحيح لعله سبق، خطأ مطبعي لأنه في اللغة لا يستقيم إنما الصحيح تعلم هذه الثلاثِ مسائل و العمل بهن.
المسألة الأولى أن الله عز و جل خلقنا و رزقنا و لم يتركنا سدى بل أرسل إلينا رسولاً فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار و الدليل قوله تعالى: (????? ???????????? ?????????? ??????? ???????? ?????????? ?????? ???????????? ?????? ?????????? ??????? ???? ???????? ?????????? ?????????? ????????????? ??????? ??????? ????)
قال: (المسألة الأولى: أن الله عز و جل خلقنا و رزقنا) خلقنا و رزقنا يعني هذا بيان الربوبية، أفعال الربوبية. الله عز و جل هو الخالق الرازق و إذا كان له الربوبية فله الألوهية، كذلك كما أنه الواحد في أفعاله ينبغي أن يكون الواحد في أفعال العباد، كما أنه الخالق الرازق ينبغي أن يُوحد ويُعبد كما سيأتي إن شاء الله في المسألة الثانية و لهذا قال الله عز و جل: (???? ??????? ?????????? ???? ?????????? ???? ??????????? ???? ??????????? ? ???? ??? ????????????? ?•? ???????? ??? ???????? ???? ?????? ? ???????????? ??????????? ????? ??????????? ????)، و قال سبحانه و تعالى: (??????????? ?•?•???? ??????????? ???????? ??????? ?????????? ??????????? ??? ?????????? ?????????? ????????? ???? ??????? ?????? ?????? ???????? ???????? ????????????? ???????? ????????? ???? ??????????? ?????? ?????????? ????? ???? ???????•???? ??????? ?????? ?) فهذا معنى خلقكم و رزقكم. أن الله خلقنا ورزقنا الخلق هو الإيجاد على غير مثال سابق الإبداع خلق أي أبدع على غير مثال سابق و خلق الله إنما يكون بالقدر على وفق التقدير السابق كما قال عز و جل: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????) يعني قدّر قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة كما في حديث مسلم عن عبد الله بن عمرو أن يخلق هؤلاء الأناسي و أن يخلقك منهم كذا و كذا أو يوجد الحادث المعين ثم كتب ذلك فإذا جاء وقته شاء وجوده فخُلق على نحو التقدير السابق و العلم السابق (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)، (???????? •??? ?????? ??????????? ?????????? ???).
¥