تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الإحسان، و الدعاء، و الخشية، و الخوف، و الرجاء، و التوكل، و الرغبة، و الرهبة، ... الخ فهذه عبادات محضة لا تصرف إلا لله، و متى صرفت لغير الله فهو شرك أكبر مخرج من الإسلام ناقل من الملة، و أما العادات فإنما تكون عبادات بالنيات. العادات يصح أن تكون عبادة بالنية و يصح أن لا تكون عبادة؛ لأنها ليست عبادة محضة، يعني يصح أن تُنوى لله فتكون عبادة مأجوراً عليها، و يصح أن لا تُنوى لله عبادة بمعنى النوم مثلاً و الأكل هذا إذا نوى به التقوي على طاعة الله و استحضر هذا واستحضر هذا و أحضره فهو عبادة، و إذا عزب هذا عن خاطره فهو عادة لا يشترط لا يجب صرفها لله عز و جل على وجه العبادة، و مثل إطعام الأولاد إذا نوى به الصدقة فهو عبادة، و إذا نوى به العادة المجردة فهو شيء لا يؤجر عليه ولا يثاب إلا برحمة الله عز و جل، إنما يكون عبادة بالنية فهذا هو الضابط بين العبادات و العادات. و الدعاء إنما كان من الإسلام و الإيمان بهذه المنزلة العظمى، قال العلماء: لأنه يتضمن إقرار العبد بأمور، يتضمن الإقرار الباطن أولاً بسمع الله عز و جل لدعائه، و لو نادى ربه نداءً خفياً، و لو دعا ربه تضرعاً و خفية، فإنه يعلم أن الله يسمع دعاءه في جوف الليل وغياهب الظلمات و الوحدة و الخلوة يعلم أن الله يسمعه، وإلا لما دعا، إذاً يتضمن إقرار العبد أن الله يسمع دعاءه. ثانياً: يبصر حاله. ثالثاً: يعلم مراده. رابعاً: يقدر على كشف ما به، و إعطاءه ما سأل. خامساً: فيه التذلل، و الخضوع، و التضرع تضرعاً التضرع هو غاية التذلل والإلحاح، سمي تضرعاً من الضرع و هو مص الفصيل لضرع أمه ولد الناقة أو البقرة ترى من حاله الإلحاح و الحاجة والشدة و الرغبة سمي تضرعاً كما يقال من الضرع و هو شدة الحاجة، فلما كان الدعاء متضمناً لهذه الأمور كان من العبادة بهذه المكانة، و من الدين بهذا المكان المكين، و كان صرفه لغير الله شركاً أكبر و ذنباً لا يغفر كما قال تعالى: (?????? ?????? ????? ????????? ??? ????? ???? ??? ?? ??????????? ?????? ?????? ?????? ????????????? ?????? ??? ???????????? ??????????) أي لا أحد أضل من هذا المذكور - و العياذ بالله - و إنك لتعجب حينما تشاهد في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي الخرافة، و الصوفية، و البدعة متمكنة و مهيمنة على قلوب كثير من الناس، و توجههم بالدعاء و الرغبة و الرهبة و الرجاء و الخوف لهذه المشاهد و النصب و المزارات و القبور التي اتخذوها آلهة من دون الله سبحانه و تعالى، و هذه حقيقة العبادة فتوجههم إلى هؤلاء الأموات فيما لا يقدر عليه إلا الله هو حقيقة الشرك الأكبر و لهذا شدد الله عز وجل حتى قال لنبيه عليه الصلاة و السلام (???? ?????? ??? ????? ???? ??? ?? ????????? ???? ???????? ? ????? ???????? ???????? ?????) يعني بمجرد هذا (????? ????????????? ?????) أي المشركين، كما قال عز و جل: (???? ?????????? ???????? ??????? ????)، (????? ?????????? ???? ??????? ???? ??????? ?????? ???? ???? ? ????? ?????????? ???????? ?????? ?????? ????? ?????? ??????? ????) و قد فتن أصحاب هؤلاء بها حتى أنه أصبح ذكر هؤلاء في قلوبهم و ذكرهم على ألسنتهم، فإذا قام و قعد و عثر وسقط و أراد و استغاث قفز إلى ذهنه مباشرة هذا السيد فناداه مدد يا فلان نعوذ بالله دعاء ابن علوان، البدوي، عبد القادر، دسوقي،الحسين، علي وغيرهم من أصحاب القبور و المشاهد حتى أنهم يستحضرون ذكرهم قبل ذكر الله عز وجل، و قد سمعت بأذني عند بيت الله عز و جل و تحت الحجر الأسود و في موسم الحج لما زحمت امرأة عند الكعبة قالت مدد يا بدوي فانظر و العياذ بالله كيف جاءت حاجة و تكبدت و ربما لا يتيسر لها هذا مرة أخرى وكيف غاب الله عن قلبها في هذا المكان العظيم و استحضرت من تقصده كل يوم فنسأل الله السلامة والعافية و تشاهد من أحوال أهل البدع الشيء الكثير حتى أنهم في موسم الحج و في مواقعه يستغيثون بغير الله عز وجل فأيضاً مما اذكر أنه حصل لسيارة من سيارات الرافضة شيء من الخلل في صعيد عرفات فجعلوا يدفونها و يقولون يا علي يا حسين و في مواقع الحج ينشدون التراتيل البدعية الشركية التي فيها دعاء غير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير