تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و اعلم أيها المسلم أن أعظم وصف وصفت به عبادة الله عز و جل و أعظم مقام حققه السالكون عبودية الله عز و جل (العبودية) و كلما ازداد العبد تحقيقاً للعبادة كلما كثرت عبادته أحبه الله و ارتقى و علا و سمى صعداً في المنازل و الدرجات العالية محبة عند الله عز و جل بل و عند خلقه و لهذا: " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل (العبادات يعني) حتى أحبه " و لذلك وصف الله عز وجل نبيه ? بوصف العبودية في أشرف المقامات كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العبودية في الوحي: (????? ??????? ??? ?????? ?????? ?????•??? ?????? ?????????)، الإسراء: (????????? ??????? ???????? ???????????)، الدعوة: (????????? ????? ????? ?????? ???? ?????????)، و في الوحي أيضاً: (????????? ?????? ????????? ???? ????????)، التحدي:

(????? ??????? ??? ?????? ?????? ?????•??? ?????? ?????????) كل الأنبياء وصفوا بذلك: (?????????? ?????????? ???????) ثم قال عز وجل: (??????? ?????????? ? ???????? ???•??? ???? ?????????? ??????????? ???????????? ???????????)، المسيح (??? ??????????? ??????????? ??? ??????? ??????? ??) الملائكة: (???? ??????? ???????????) ولا يمكن أن يخرج عبد عن وصف العبودية لله عز و جل أبداً بل أعظم وصف له هو العبودية كما قال عياض بن موسى اليحسبي:

و مما زادني شرفاً و تيهاً و كدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي و أن صيرت أحمد لي نبيا

عليه الصلاة و السلام.

و كما قال القائل:

لا تدعني إلا بيا عبده فإنه أشرف أسمائي

و لذلك كان النبي ? يكتب من محمد عبد الله و رسوله، و قال المسيح: عبد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر لما أحالهم عليه. و من زعم أن أحداً من البشر يسعه أن يخرج من العبودية لحظة واحدة فهو من أكفر الكافرين و لم يدعي ذلك إلا غلاة الصوفية و الباطنية السالفون و الخلف منهم فإن لكل نِحلة خلفاً و إذا تكلمنا عن الملل و النِحل لا يظن أننا نتكلم عن قوم مضوا و قضوا و بادوا، و كانوا و انتهوا و أُهيل عليهم التراب و أصبحوا مذاهب بائدة أبداً فللرافضة كيانهم و دولتهم و للخوارج أيضاً كالإمامية كالإباضية كيانهم و للمعتزلة كذلك طرقهم و للإسماعيلية و الباطنية و القرامطة و النصيرية و سائر الملل و النِحل و الصوفية أصناف و أشتات و أشكال و ألوان و أكثرهم من أدعى أن البشر يخرج عن العبودية لله عز و جل فهذا من الكافرين، نعم يقولون أنه قد يترقى بعض البشر حتى يخرج عن مقام العبادة فترفع عنه التكاليف فيصبح ولياً يقول أول مقام يشهده مقام الأمر و النهي ثم مقام الأمر دون النهي و تحل له المحرمات حتى يزني و يلوط - و العياذ بالله - ثم إذا ترقى يقولون وصل حتى يأتيك اليقين وصل اليقين فيرفع عنه الأمر و النهي و يصبح ولياً حتى يفضلونه على النبي و ا لرسول ? و بعضهم جعلوه بين النبي و الرسول و اشتهر عن أكثرهم تفضيل الولي على النبي و الرسول الولي بزعمهم و إلا أولياء الله المتقون هم الذين حققوا العبادة و قال قائلهم:

مقام الرسالة في برزخ فويق النبي و تحت الولي

يعني ولي ثم رسول ثم نبي أعوذ بالله و يقولون:

لقد خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله

فيزعمون أنهم رفعت عن أسيادهم التكاليف حتى لا عليهم أن يفعلوا كل شيء و يسمونه مقام أحياناً يصل إلى مقام الإصطلام و الغيبة حتى يغيب بشهوده عن مشهوده، و بربه عن من سواه، و بعبادته عن معبوده، و يترك الجمع و الجماعات و يخلو و يقولون إنه يصبح ربانياً يقول للشيء كن فيكون تعالى الله عما يقولون علواً و بعضهم يزعم أنه ارتقى به الحال حتى أصبح هو و الإله شيئاً واحداً تعالى الله عما يقولون ولا زالت هذه المذاهب لها أهل حتى أن الصالحين من المشتغلين بالدعوة على طريقة صحيحة من بعض البلاد: يا إخواني و الله لقد مر علي يوم كنت أكّفر ابن تيميكم و ابن قيمكم و ... و ... و ... وكنت اعتقد أننا مع الله متحدون كاتحاد الماء باللبن كما يقولون تعالى الله عما يقولون كما يقول قائلهم:

الرب عبد و العبد رب يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فالعبد رب أو قلت رب أنّى يكلف

و كما قال قائلهم كما حكى شيخ الإسلام عنهم في مقالاتهم الكثيرة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير