تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعطى رسول الله ? أناساً و سعد جالس و ترك رجلاً لم يعطه فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً، فقال ?: أو مسلماً، قال: فسكت ثم غلبني ما أظن في الرجل أو كما قال فعدت إلى مقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ـ يعني قل مسلما لأن الإيمان أعلى درجة من الإسلام ـ ثم قال: يا سعد و الذي نفسي بيده إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي مخافة أن يكبه الله على وجهه في النار " فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا في الذكر، و أما قوله عز و جل يعني ما استدل به القائلون بالتفريق و هو قوله عز و جل: (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) هذا استدل به من قال: أنهما مترادفان نقول: لا يلزم لأن أهل لوط اجتمع فيهم الإسلام و الإيمان فمرة وصفهم بالإسلام الظاهر و مرة بالإيمان الباطن و هذا هو الصحيح لكن ينبغي أن يُعلم أنه ليس المراد أن كل من أسلم ظاهراً فهو مسلم و إن كان في الباطن منافقاً لا ليس المراد هذا و إنما المراد أن الإسلام هو الانقياد الظاهر الحقيقي و لو لم يكن في القلب ذلك الإيمان و اليقين القوي و لابد من وجوده أصلاً لأنه لو لم يكن إيماناً نهائياً لكان منافقاً لا ينفعه ذلك لكن يوجد قليل من الإيمان و لو مثقال ذرة أو حبة فإذا زاد الإيمان ارتقى إلى مرحلة الإيمان يعني زاد عن الإسلام و لهذا قال:

و هو ـ أي الإيمان ـ بضع و سبعون شعبة: الشعبة معناها الفرقة أو الجزء أو القطعة يقال تشعب أي تجزأ كما قال:

و إذا القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب

أي لا يجمع حتى يكون قطعة واحدة و منه تشعب كذا أي تجزأ.

قال: بضع و سبعون شعبة: و كل شعبة يدخل تحتها خصال لأن خصال الإيمان كثيرة فللإيمان خصال كما أن للكفر خصال كل حسنة من خصال الإيمان و كل سيئة من خصال الكفر و النفاق عياذاً بالله كما قال: " من كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ثم عدها و ذكرها.

قال: و هو بضع و سبعون شعبة: البضع: أصل البضعة هي القطعة كما في الحديث " لا إنما هو بضعة منك " و قال ?: " فاطمة بضعة مني " و هو بضع يعني جزء و سبعون شعبة و البضع يطلق على العدد من الثلاثة إلى العشرة، و قيل إلى التسعة و هذا ليس الجهل من الراوي بل هكذا وردت عن رسول الله ? على الصحيح و هناك روايتان رواية البخاري " بضع و ستون شعبة " و رواية مسلم " بضع و ستون أو بضع و سبعون " على التردد و وقع رواية صحيحة في السنن " بضع و سبعون شعبة " منهم من رجح الأقل لأنه المتيقن كما يشير إليه صنع البخاري و منهم من رجح الأكثر لأن فيه زيادة علم و الزيادة من الثقة مقبولة على كل حال الإيمان كما ذكر الرسول ? بضع و سبعون شعبة أو بضع و ستون شعبة و قد تكلف كما يقول الإمام ابن حجر بل كما يقول عياض بن موسى اليحصبي تكلف بعضهم في عدها و في حصرها و ليس ذلك بلازم يعني لا يدل أن ما ذكره البخاري من شعب الإيمان أن هذه هي شعب الإيمان لا تزيد و لا تنقص أو كما ذكره غيره، لا و إنما هذا اجتهاد من هذا الجامع لكن المؤكد أنها ترجع إلى أركان الإيمان الثلاثة أو الستة ترجع إلى ماهية الإيمان ترجع إلى أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن فأعمال القلب هي الاعتقادات و الإرادات التي ترد على القلب هذه هي الخصال أو الشعب المتعلقة بالقلب مثل الهم بفعل الحسنة، و مثل اعتقاد تنزيه الله عز و جل و تعظيم المولى سبحانه و تعالى و ما أشبه ذلك، الخوف من الله المحبة هذه كلها من أفعال القلب و منها ما يرجع إلى اللسان مثل قول لا إله إلا الله، و مثل قراءة القرآن، و مثل الاستغفار، و مثل الأمر بالمعروف و منها ما يرجع إلى البدن مثل فعل الخيرات و ترك المنكرات، و الصلاة و الزكاة و كل ما يرجع إلى البدن فكلها إما راجعة إلى القلب أو اللسان أو إلى الجوارح و البدن كل هذه الخصال المذكورة و الخصال كثيرة؛ لأن كل خصلة كما ذكرت كل شعبة تنتظم خصالاً كثيرة من خصال الإيمان و لهذا ذكر البخاري عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عدي بن عدي عامله أظن على المدينة قال: أما بعد فإن للإيمان فرائض و شرائع و حدوداً و سنناً فإن عشت فسأبينها لكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير