تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذ طلع علينا رجل: إيراد رجل بدون أل للتنكير رجلٌ التنوين هنا للتنكير لأن التنوين يقصد به التمكين و التنكير و المقابلة و العوض و الترنم و الغالي و لكن هنا المراد به التنكير يعني غير معروف منكر لا نعرفه، وَصَفَه بأنه شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر أو اللحية في رواية، وهذا الذي أثار استغراب الصحابة و عجبهم، و لهذا قال: لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، فكيف جاء بهذه الحالة هو غير معروف ليس من أهل المدينة لا نعرفه و مع ذلك لا يرى عليه أثر السفر ثوبه أبيض و شعره أسود غير مغبر؛ لأن المسافر ينقلب ثوبه أسود و شعره أبيض من الغبار و التعب و الطريق كما قال:

رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدار سمدن له سمودا

فرد شعورهن السود بيضا و رد وجههن البيض سودا

لكن هذا الرجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، هذا الذي أثار استشكالهم و استغرابهم قال: حتى جلس إلى رسول الله ? هذا هو جبريل يتمثل عليه الصلاة و السلام أحياناً بصورة دحية الكلبي و يأتي إلى الرسول ?، و لهذا قال عز و جل: (???? ???????? ???????)، و أخبر ? أنه أحياناً يتمثل له المَلَك رجلاً، كما في الحديث عند البخاري لما سئل ? عن الوحي أخبرنا كيف يأتيك؟ فقال: " أحياناً يكون مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي، و أحياناً يتمثل لي المَلَك رجلاً " إلى آخر الحديث و حينما دخل الرسول ? لم يعرفه، و لهذا جاء في رواية أخرى لمسلم قال: و الذي نفسي بيده ما اشتبه علي قبل مجيئه الآن و ما عرفته حتى تولى لأنه لما تولى قال: ردوه، قال: فطلبناه جهدنا فلم نستطع فعلم ? أنه جبريل و إلا قبل ذلك فلم يكن يعلم أنه هو كما جاء في الرواية الأخرى، و لكن يعلم أنه جاء عند الإمام أحمد في رواية للحديث عند الإمام أحمد أنه جلس ? و جعل الصحابة يسمعون صوته و لا يرون شخصه و هذه الرواية لا تصح، عارضها ما هو أصح منها و هو أن الصحابة رأوه و استغربوا هيئته و استنكروها.

قال: حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه.

هذا جلوس السائل من المسؤول أو التلميذ من العالِم جلس إليه و اقترب منه بوقار ليسأله.

فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. و أرى أن الوقت ضاق عن إكمال شرح الحديث فأؤجل ذلك إن شاء الله إلى الدرس القادم.

...................................

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و سيد المرسلين محمد بن عبد الله و على آله و أصحابه و التابعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا و على عباد الله الصالحين.

أما بعد: فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في معرض ذكره للأصل الثاني من الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها، و هو معرفة العبد دينه بمراتبه الإسلام و الإيمان و الإحسان ثم استدل بعد ذلك على هذه المراتب الثلاث جميعاً بحديث جبرائيل عليه الصلاة و السلام المخرج في الصحيحين و غير الصحيحين بروايات متكاثرة ساق الرواية الطويلة المشهورة و هي التي أخرجها مسلم بن الحجاج بن مسلم الإمام صاحب الصحيح في صدر صحيحه عن حميد بن عبد الرحمن الحميري و يحيى بن يعمر قالا: انطلقنا حاجين أو معتمرين فقلنا: لو أتينا أحد أصحاب رسول الله ? فنسأله عن هؤلاء القدرية فلقينا ابن عمر خارجاً من المسجد فاكتنفناه أنا عن يمينه و صاحبي عن يساره فظننت أنه سيكل الكلام إلي فتكلم فقال: يا ابن عمر إن ها هنا من قبلنا أناساً يتكلمون في القدر، و يزعمون أن المر أُنُف فقال: إذا لقيتهم فأخبرهم أنني بريء منهم، و أنهم براؤا مني، و الذي يحلف به ابن عمر لو كان لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حدثني أبي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ? إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، و هذا كما تقدم في الدرس الماضي كعادة الصحابة يجلسون عند رسول الله ? يتخولهم بالموعظة يجلسون معه بعد الفجر كما جاء في حديث جابر بن سمرة في الصحيح قال: كنا إذا صلى النبي ? جلسنا حوله و جعلنا نتكلم في أمر الجاهلية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير