فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يُلوِّن الحديث لأصحابه ألوانا كثيرة، فتارة يكون سائلاً، وتارة يكون مجيباً وتارة يجيب السائل بقدر سؤاله، وتارة يزيده على ما سأل، وتارة يضرب المثل لما يريد تعليمه، وتارة يصحب كلامه القسم بالله تعالى، وتارة يلفت السائل عن سؤاله
لحكمة بالغة منه - صلى الله عليه وسلم -، وتارة يُعلم بطريقة الكتابة، وتارة بطريق الرسم، وتارة بطريق التشبيه أو التصريح، وتارة بطريق الإبهام أو التلويح. (2)
هذا وقد انتبه المسلمون أخيراً إلى خطورة استيراد مناهج للتعليم سواء من الشرق أو الغرب، حيث إنها تمثل ثقافةً وفكراً مختلفاً تمام الاختلاف عن منابع ثقافتنا ومثلنا العليا، وألفت العديد من الكتب في هذا المجال، ومن أهمها كتابان:
الأول - الرسول المعلم - صلى الله عليه وسلم - وأساليبه في التعليم للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، وهو كتاب قيِّمٌ ومليء بالفوائد،وهو مطبوع ومتداول وعدد صفحاته (238) صفحة من القطع المتوسط.
وقد ذكر فيه أربعين نوعاً من أنواع الأساليب النبوية، ولكننا يمكن أن ندمج بعضها مع بعض فتصبح دون ذلك، والأمثلة فيه كلها مخرجة من مصادرها، ولكنها ليست بالكثيرة، فهو يأتي لكل قاعدة ببعض الأمثلة وأحياناً بمثال واحد.
وهذا مكانه على النت:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=243379#post243379
والثاني - كتاب ((المعلم الأول - صلى الله عليه وسلم -)) تأليف الشيخ الفاضل فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب.
وهو موجود بمكتبة صيد الفوائد:
http://saaid.net/book/open.php?cat=5&book=282
وغيرها على النت.
والكتاب حوالي 80صفحة من القطع المتوسط، وقد قسمه لمدخل وثلاثة أقسام وخاتمة:
القسم الأول-صفات ينبغي توفرها في المعلم، وفيه أحد عشر موضوعاً
القسم الثاني- (مهمات وواجبات المعلم) وفيه ستة موضوعات ...
القسم الثالث - (طرق وأساليب التعليم) وفيه عشرون موضوعاً
وفي الغالب يمهد لكل موضوع ثم يأتي بالأحاديث المناسبة، ويعلق عليها في الغالب تعليقات نافعة ومفيدة، وهذا التقسيم دقيق وجيد.
ومما يؤخذ عليه - بالرغم من أهميته - هو أن الأحاديث لم يشكل حديثاً واحدا منها والآيات كذلك - على قلتها-، فقد وقعت أخطاء مطبعية لهذا السبب، وهو يخرجها ولكن لم يسر على وتيرة واحدة في ذلك، وكثيرا ما يترك التخريج فلا يذكر الجزء والصفحة أو رقم الحديث.
والأحاديث التي ليست في الصحيحين يعتمد في الغالب كلام الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله عليها.
ولكنه - مع ذلك - يبقى من الكتب النافعة في هذا المجال، ولكنه يحتاج لتحقيق علمي لاستدراك هذه الملاحظات.
وقد رأيت أن أقوم بجمع ما تناثر في هذا الموضوع الجلل، والكتابان اللذان أشرت إليهما استفدت منهما كثيرا، ولكني لم أقف عندهما فقط، بل تجاوزتهما كثيراً.
فأما هذا الكتاب فقد قسمته إلى مدخل وأربعة أبواب وخاتمة:
الباب الأول=صفات ينبغي توفرها في المعلم
الباب الثاني= مهمات وواجبات المعلم
الباب الثالث= صفات الرسول المعلم
الباب الرابع= أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم التعليمية
ثم خاتمة.
وهذه هي مفصلة:
الباب الأول صفات ينبغي توفرها في المعلم
1 - إخلاصُ العلم لله:
2 - صدق المعلم:
3 - مطابقة القول العمل:
4 - العدل والمساواة:
5 - التحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة:
6 - تواضع المعلم:
7 شجاعة المعلم:
8 - مزاح المعلم مع تلاميذه:
9 - الصبر واحتمال الغضب:
10 - تجنب الكلام الفاحش البذيء:
11 - استشارة المعلم لغيره:
الباب الثاني مهمات وواجبات المعلم
1 - غرس العقيدة الصحيحة وتقوية الإيمان خلال التعليم:
2 - إسداءُ النصيحة للمتعلم:
3 - الرفق بالمتعلم وتعليمه بالأسلوب الحسن:
4 - عدم التصريح بالأسماء أثناء التوبيخ:
5 - إلقاء السلام على المتعلِّم قبل الدرس وبعده:
6 - استخدام العقوبات أثناء التعليم:
7 - تقديم المكافآت للمتعلم:
الباب الثالث صفات الرسول المعلم
المبحث الأول كلمةٌ موجزةٌ عن شَخْصيةِ الرسول المعلِّم
المبحث الثاني بيان خصائص الرسول المعلِّم وفضائِله
الباب الرابع أساليب الرسول - صلى الله عليه وسلم - التعليمية
1 - تهيئة المتعلِّم لاستقبال العلم:
2 - الاتصال السمعي والبصري بين المعلم والمتعلم:
3 - الأسلوب العملي في التعليم:
¥