الله.
س53: هل هناك فرق بين الحديث الموضوع والحديث الباطل؟
ج/ نعم، يشترط في الحديث الموضوع أن يكون في سنده رجل رمي بالوضع "وألا يتابع عليه متابعة مقبولة" ولا يشترط هذا في الباطل فالبطلان إما أن يكون: متنا وإما أن يكون سندا (كأن يروي ضعيف "ليس وضاعا ولا كذابا" عن إمام مشهور كالزهري رحمه الله ما ينفرد به عن أصحابه الملازمين له المشهورين بالرواية عنه فهذا يحكم عليه بالبطلان ولو تابعه ضعيف آخر مثله خلاف ما لو كان شيخه ليس في شهرة الزهري رحمه الله فهنا قد تنفعه هذه المتابعة.
س54: ما الرأي في قول بعض المعاصرين في مسألة الحسن لغيره وأن رواية الضعيف لا تتقوى برواية الضعيف مثله مطلقا وأن شرط قبولها أن تتقوى برواية صحيحة أو حسنة على الأقل أم ضعيف مع ضعيف فلا مع العلم بأن هذا يخالف صنيع كبار المتقدمين كالشافعي رحمه الله الذي اشترط لقبول المرسل "وهو ضعيف" أن يتقوى بأمور وذكر منها رواية مسندة وإن كانت ضعيفة أو رواية مرسلة مع عدم اتحاد مخرجيهما فهذا ضعيف تقوى بضعيف وكذا أحمد رحمه الله الذي كان يكتب حديث ابن لهيعة رحمه الله ليستشهد بها مع أن ابن لهيعة رحمه الله ضعيف ومع ذلك قد يقوي أحمد رحمه الله حديثا يحتاج إلى تقوية بحديث ابن لهيعة رحمه الله مع ضعفه وكذا الترمذي رحمه الله.
ج/ يستنكر الشيخ رحمه الله هذا الرأي بشدة ويؤكد على ضرورة متابعة المتقدمين في صنيعهم بالاعتبار بالضعيف.
س55: هل يصح الاستشهاد للحديث الضعيف بالقرآن؟ ويعزى هذا المتن للرسول صلى الله عليه وسلم لأن معناه يوافق القرآن الكريم؟
ج/ أما اللفظ فلا وأما المعنى فيستشهد له لأنه معنى صحيح وأما نسبة اللفظ للرسول صلى الله عليه وسلم فهذا أمر يحتاج إلى دعم آخر فقد يصح المعنى دون اللفظ ويستشهد أحد الحاضرين بصنيع الشيخ رحمه الله في السلسلة الصحيحة 5/ 596 في حديث: (من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه ومن وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار) فهذا الحديث له طريق واحد فقط عند أبي يعلى رحمه الله وفيه سهيل بن أبي حزم ورجال الإسناد ثقات غير سهيل (ضعفه الجمهور) والحديث مع ضعف سنده فهو ثابت المتن عندي "أي عند الشيخ رحمه الله " يشهد لشطره الأول آيات منها قوله تعالى: (لا يخلف الله وعده) ويشهد لشطره الثاني حديث عبادة مرفوعا: (ومن عبد الله وسمع وعصى فإن الله تعالى من أمره بالخيار إن شاء رحمه وإن شاء عذبه) فالشطر الأول شاهده في القرآن والشطر الثاني شاهده في السنة ولفظه قريب منه "ومن الممكن أن يكون هذا سبب تعليق الشيخ رحمه الله أعلاه الذي يوحي لقارئه أن الشيخ يميل لتحسين الحديث بشاهد عبادة رضي الله عنه. فالقاعدة العامة: أن اللفظ لا يعزى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأما المعنى فثابت في القرآن "بمعنى العمل به". وهنا يؤكد أبو الحسن برأي ابن القطان رحمه الله كما نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله عنه في النكت وهو: (العمل بالحديث الضعيف إذا كان يوافق ظاهر القرآن).
س56: الرجل إذا كان غالب حديثه خطأ فما القول فيه هل يترك أم يكتب حديثه للاستشهاد كما قال ابن عدي رحمه الله في أبي بكر بن أبي مريم رحمه الله: (الغالب على حديثه الغرائب وقل ما يوافق عليه الثقات وهو مما لايحتج به ولكن يكتب حديثه)؟
ج/ الأمر يختلف تبعا لحال من وصف بهذه الصفة ففي حالة أبي بكر بن أبي مريم رحمه الله "وقد اختلط" ربما وجدت له أحاديث ولو قليلة وافق فيه الثقات "ويعرف هذا باستقصاء مروياته" خلاف من كان سيئ الحفظ طبعا فليس له حالة أحسن من حالة.
س57: خلاف العلماء في زيادة الثقة هل هذا ينحصر في الصور المشهورة كالوصل والإرسال والوقف والرفع أم أنه يتعداه إلى تصريح المدلس والاختلاف في الصحبة وما شابه ذلك مما قد يزيل علة المتن فنلجأ للترجيح في كل صور الخلاف عند اختلاف الآراء؟
ج/ الأمر شامل لكل الصور ولكن لابد من دراسة القرائن والمرجحات في كل صورة ومنها النظر إلى صفة ذلك الراوي الذي شذ عن الجماعة في رفع الموقوف وما شابه ذلك.
س58: قرأت "أي أبو الحسن" بخط الشيخ رحمه الله في حاشية الصحيحة الجزء الثالث تضعيف زيادة "ومغفرته" في الرد على السلام ثم تحسينه لها لعموم النص القرآني: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فما القول في ذلك؟
¥