تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج/ يمكن اعتبار ذلك من الأمثلة على أن الحديث الضعيف إذا شهد له النص القرآني فهو صحيح من حيث المعنى ويقويه عمل ابن عمر رضي الله عنه الذي كان يمنع الزيادة ابتداء ولا يمنعها إذا سلم القادم سلاما كاملا.

س59: الراوي إذا اختلف فيه قول إمام واحد فعدله مرة وجرحه أخرى ولم بظهر لنا المتقدم من المتأخر من القولين فأيهما يقدم؟

ج/ يعامل القولان وكأن القائل إمامان من أئمة الجرح والتعديل تعارض قولاهما فيقدم الجرح إذا كان مفسرا مؤثرا وكان التعديل مجملا (إلا إذا قدم المعدل دليلا ينفي الجرح من أصله أو يؤكد زواله).وهنا يذكر أبو الحسن مثالا من صنيع الشيخ رحمه الله وهو حديث: (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور ……. الحديث) حيث قال الشيخ رحمه الله: ضعيف بهذا اللفظ وذكر قائمة الموثقين والمجرحين لراو اختلف في توثيقه وتضعيفه في سند الحديث وكان ابن معين وابن حبان رحمهما الله في كلا الجانبين (الموثق والمضعف) وقال الشيخ رحمه الله: أن ذلك مرجعه لاختلاف حكم الناقد على الراوي الواحد وحينئذ يقدم المجرح لأنه بالضرورة لا يجرح إلا إذا كان الجرح مفسرا وينزل عدد الموثقين إلى ستة وإذا نظرنا إلى أقوال ابن معين وابن حبان رحمهما الله نجدها كالتالي:

ابن معين رحمه الله أولا: ضعيف الحديث وثانيا: والله الذي لا إله إلا هو إنه لمنكر الحديث. (وهذا بلا شك جرح مفسر خلاف الأول فهو جرح مبهم).

ابن حبان رحمه الله: يعتبر بحديثه من غير طريق بقية رحمه الله (ولعل هذا الحديث من حديثه عن بقية كما قال أبو الحسن).

س60: المتقدمون لا يتحرون التفريق بين صيغ الجزم والتضعيف (كروي وقيل) وكذا الفرق بين (إسناد صحيح وإسناد حسن) حتى أن بعض المتأخرين كابن حجر رحمه الله لا يلتزم أحيانا بهذا التفريق فمتى بدأ هذا الاصطلاح ومن من الحفاظ يستخدم هذا اللفظ بمعناه الاصطلاحي؟

ج/ قال الشيخ رحمه الله أنه لا يعلم متى بدأ استخدام هذا الاصطلاح وذكر من الحفاظ الذين استخدموه النووي والذهبي رحمهما الله وأما المتقدمون فمن الصعب أن ننسب إليهم هذا المصطلح العلمي الدقيق ويستدرك أبو الحسن بأنه إذا روى متقدم الحديث بلفظ التمريض هل من الممكن أن يعد من جملة المضعفين؟ ويجيب الشيخ رحمه الله بالنفي ولكن صنيعهم هذا لا يمكن اعتباره جزما بالصحة والنتيجة العملية تعود إلى الاصطلاح فإذا رأينا حافظا من الحفاظ الملتزمين بهذا الاصطلاح يروي بصيغة التضعيف (روي) فإن هذا يعطينا حكما مبدئيا بضعف السند ولكننا لسنا مطالبين بالاستمرار على هذا النهج إذا ما وجدنا إسنادا صحيحا لهذا الحديث وإذا انتقلنا إلى صنيع المتقدمين فإننا نلحظ أن تعبيرهم (بروي) _وإن لم يلتزموا بمعناها الاصطلاحي_يساعد من حيث المعنى اللغوي (ببنائه للمجهول) على تبني رأي أهل الاصطلاح كأن الحافظ المتقدم بإيراده لهذا الحديث بهذه الصيغة لا يدري من هو راويه (وهذا بلا شك نوع ضعف في الحديث والأصل في الحديث إن لم يكن صحيحا التوقف) لأن العمل بالحديث فرع على صحته.

س61: إذا ثبت أن تاريخ وفاة التلميذ الذي روى عن شيخه المختلط متقدم على تاريخ اختلاط شيخه فما حكم روايته؟

ج/ إذا ثبت هذا التأريخ فروايته عن شيخه المختلط أقوى من رواية شعبة وسفيان إذا ما كانا قد رويا عن نفس الشيخ وأما إذا كان هناك خلاف بين التاريخين فيقدم الأحوط. وهنا يتدخل أحد الحاضرين مستشهدا بصنيع الشيخ رحمه الله في تمام المنة في حديث العجن عندما نقل كلام الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة أسيد بن أبي أسيد في الميزان حيث قال: (الشيوخ الذين لم يعرف فيهم جرح ولا تعديل ويروي عنهم المشايخ الثقات روايتهم محمولة على الصحة إلا إذا تبين فيها ما يستنكره الباحث) ويستشهد أيضا بذكر الشيخ رحمه الله لعزو الهيثمي رحمه الله لحديث بحثه الشيخ رحمه الله ثم وقف الشيخ رحمه الله على إسناده عند الطبراني رحمه الله في الكبير وقال فيه: ثم تبين لي "أي الشيخ رحمه الله " أنه حسن لولا أن فيه أحمد بن عمرو الخلال المكي حيث أخرج له الطبراني رحمه الله ستة عشر حديثا في الأوسط مما يدل على أنه من شيوخه المشهورين فإذا عرف أو توبع فالحديث حسن (فالقيد هنا في التحسين متوقف على معرفة الشيخ أو وجود المتابعة) ولكن إكثار الطبراني رحمه الله عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير