تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - فقد أخرجه أحمد في مسنده عن عبدالوهاب الثقفي، ثنا خالد عن رجل عن عمر بن عبدالعزيز أنه قال: "ما استقبلت القبلة بفرجي منذ كذا وكذا " فحدث عراك بن مالك عن عائشة أن النبي ? () قال …. وكذا عند الطحاوي في شرح معاني الآثار من طريق حماد عن خالد.

2 - وأخرجه الطحاوي أيضاً من طريق آخر عن حمّاد عن خالد الحذّاء عن خالد بن أبي الصلت وفيه، فحدث عراك بن مالك عن عروة بن الزبير عن عائشة مرفوعاً ().

فزاد فيه عروة بن الزبير، بين عراك وعائشة.

3 - وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير، من طريق وهب عن خالد عن رجل أن عراكاً حدث عن عمرة عن عائشة عن النبي ? ().

فهذه الألفاظ المختلفة عن خالد بن أبي الصلت، تدل على عدم ضبطه واضطرابه، فالاضطراب من العلل الخفية التي لا تظهر إلا بالمتابعات وجمع الطرق والشواهد، ومعرفة الراوي الذي عليه مدار الاختلاف لمعرفة صاحب العهدة في الاضطراب.

ومن أمثلة المضطرب:

سئل الداقطني عن حديث المسور بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن جده عبدالرحمن عن النبي ? ((لا يغرم السارق)) فقال: يرويه مفضل بن فضالة واختلف عنه:

1 - فقيل عنه عن يونس بن يزيد عن سعد بن إبراهيم عن أخيه المسور عن عبدالرحمن بن عوف.

2 - وقيل عنه عن المسور عن أبيه عن عبدالرحمن بن عوف ولا يثبت القول.

3 - وقيل عنه عن سعيد بن إبراهيم قال أبو صالح الحراني: كذا كان في كتاب المفضل عن سعيد بن إبراهيم.

4 - وقيل عنه عن يونس عن الزهري عن سعيد بن إبراهيم ولا يصح هذا القول.

5 - وقال ابن لهيعة عن سعيد بن إبراهيم عن المسور بن مخرمة عن النبي ?. ولا يصح أيضاً، وهو مضطرب غير ثابت ().

فقد حكم الدارقطني رحمه الله على الحديث بالاضطراب، وجعل العهدة فيه على المفضل بن فضالة لكون مدار الاختلاف عليه، فهو الذي اضطرب. وروى عن يونس على أوجه مختلفة لا يمكن ترجيح بعضها على بعض وشرحها ودراستها تطول.

ومن أمثلة المضطرب ما ذكره ابن أبي حاتم في علله قال:

1 - ((سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه المبارك بن فضالة عن عبدالله ابن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله: ((أن رسول الله ? ضحى بكبشين أملحين مَوْجُوءَيْن ())) الحديث.

2 - وروى هذا الحديث حماد بن سلمة عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن عبدالرحمن بن جابر بن عبدالله عن أبيه جابر عن النبي ?.

3 - وروى هذا الحديث الثوري فقال: عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة أو عائشة عن النبي ?.

4 - ورواه عبيدالله بن عمر وسعيد بن سلمة فقالا: عن عبدالله بن محمد ابن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع عن النبي ?.

قلت لأبي زرعة: فما الصحيح؟ قال: ما أدري، ما عندي في ذا شيء.

قلت لأبي: ما الصحيح؟ قال أبي: ابن عقيل لا يضبط حديثه.

قلت: فأيهما أشبه عندك؟ قال: الله أعلم.

قال أبو زرعة: هذا من ابن عقيل، الذين رووا عن ابن عقيل كلهم ثقات)) ().

فهذا الحديث روي من أربعة وجوه كلها مختلفة، فرأى أبو زرعة أن العهدة فيه على ابن عقيل، هو الذي لم يضبط، وكان يخلط، وذكره الدارقطني في العلل وقال ((والاضطراب فيه من ابن عقيل)) ().

الفصل الثالث: في ذكر أمثلة وقعت العلة الخفية فيها لأجل عدم الاتصال

1 - مثال العلة في اتصال السند إذا ثبت فيه انقطاع ظاهره السلامة والانقطاع هو عدم سماع بعض الرواة من البعض، فهو بحسب موقعه في الإسناد يتنوع إلى أنواع ويسمى بأسماء مختلفة:

1 - إذا كان الانقطاع من آخر السند الذي في طرفه الصحابي والنبي ?، فيسمى مرسلاً.

2 - إذا كان الانقطاع في وسط السند وكان الساقط واحداً أو أكثر ولكن من غير التوالي، فيسمى منقطعاً.

3 - إذا كان الانقطاع من وسط السند باثنين على التوالي، فيسمى معضلاً.

4 - إذا كان الانقطاع من أول السند كُلاً أو بعضاً منه، فيسمى معلقاً.

5 - إذا كان الراوي معروفاً بالتدليس ففيه خوف الانقطاع فيحكم له بالانقطاع حتى يثبت له سماعه من شيخه.

ولا يدخل في البحث الخاص بالعلة، إلا ما كان الانقطاع فيه خفياً لا ظاهراً.

ولذلك لا نذكر من الأمثلة إلا ما كان الانقطاع فيها خفياً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير