لم تتعرض أصحاب الكتب الذين ترجموا له, إلى مولده و نشأته, ولم يذكروا له إلا ترجمة يسيرة, حتى قال عنه الإمام السخاوى: متأخر لم أقف له على ترجمة, و كتبته هنا بالحدس, فالله اعلم. ولكنه ولد فى بيت علم وأدب, فكان أبوه عالما فاضلا, تلقى العلم عن أبيه, و كان يسكن ويدرس فى بلدة تيرة من مضافات أزمير الى أن توفى بها.
رحلاته العلمية:
قد رحل العلامة ابن الملك إلى بعض البلدان يفيد ويستفيد ولكن لم يرد لنا من رحلاته شيئ إلا أنه كان يسكن بتيرة. ولكن وجدت فى المبارق أنه يقول: كذا وجدناه فى دمشق المحروسة. فعرفنا أنه رحل إلى دمشق, ورحل غير دمشق إلى بلاد أخرى ولكنه لم يذكر أسماءها فيقول: قال العبد الضعيف مباشر هذا التأليف:
لقد شاهدنا بعض أشراط الساعة مما فى الحديث مذكور
فى بلدة اتفقت فيها هذه السطور
من علو الزنا وفشو الفجور ورقص المغنيات بشرب الخمور
ووفور الميل الى الخرابات والنفور من مواضع الطاعات
واستيلاء الظلمة والأوباش وان شاء ما شاء وامن غير تحاش
لا خير فى أمورهم نعوذ بالله من شرورهم.
ثناء العلماء عليه:
قال عنه الإمام الشوكانى: ماهر فى جميع العلوم خصوصا الشرعية, و له عظيم من المعارف الصوفية.
وقال عنه ابن العماد الحنبلى: كان عالما فاضلا فى جميع العلوم الشرعية, وله رسالة فى التصوف تدل على أن له حظا عظيما من المعارف الصوفية.
وقال عنه أبى الحسنات عبد الحى اللكنوى: كان أحد المشهورين بالحفظ الوافر فى أكثر العلوم, و أكثر المبرزين فى عويصات العلوم, وله القبول التام عند الخاص والعام.
وقال عنه فى مقدمة شرح الوقاية: كان عالما فاضلا ماهرا فى جميع العلوم.
شيوخه و تلامذته:
شيوخه كثيرون ولكن لم ترد لنا أسماءهم, الا أباه, عبد العزيز بن أمين الدين, فهو يذكره فى المبارق كثيرا و يدعوا له, يقول: كان شيخى والدى تغمده الله بغفرانه أنه يقول:, وكذلك يقول: كان شيخى والدى تغمده الله بغفرانه يقول وجها آخر و هو ....
ويثقل كلام بعض شيوخه و لكنه – مع الأسف – لا يذكر اسماءهم – وليته ذكر – فيقول "سمعت من بعض شيوخى ههنا معنا آخر و هو ....
أما تلامذته كثيرون, ولكن لم يرد لنا اسماءهم كما لم يرد أسماء شيوخه – الا واحدا وهو الأمير محمد بن آيدين, وقد ذكره الإمام الشوكانى حيث قال: كان أى ابن الملك – من علماء الروم الموجودين فى أيام السلطان مراد, و كان معلما للأمير محمد ب آيدين, و مدرسا بمدرسة تيرة وتلك المدرسة مضافة إليه إلى الآن, والله اعلم.
مؤلفاته:
قد ألف العلامة ابن الملك فى مختلف الفنون, فالف فى الحديث, والفقه, وأصول الفقه, والتصوف, واللغة وغيرها فمن مؤلفاته:
1 - مبارق الأزهار فى شرح مشارق الأنوار, فى الحديث (مطبوع فى مجلدين) و هو موضوع بحثى.
2 - شرح المصابيح إنفرد بذكره الإمام الشوكانى, لكنى وجدت فى كشف الظنون: أن شرح المصابيح لإبنه محمد بن عبد اللطيف بن الملك, قال: شرحها شرحا لطيفا ممزوجا مثل شرح أبيه على المشارق, وأنا أقول يحتمل أن يكون ابن الملك شرح المصابيح, وكذلك ابنه, فالإمام الشوكانى عثر على شرح ابن الملك وحاجى خليفة على شرح ابنه فلا تعارض, والله اعلم. (وهو غير مطبوع).
3 - شرح تحفة الملوك فى الفروع. لزين الدين محمد بن أبى بكر حسن الرازى, الحنفى ت (هـ) وهو مختصر فى العبادات مشتمل على عشرة كتب شرحها شرحا ممزوجاو أوله " الحمد لله الذى هدانا إلى الصراط المستقيم ... ".
4 - شرح مجمع البحرين وملتقى النهرين فى فروع الفقه الحنفى, للإمام مظفر الدين أحمد بن علي بن ثعلب المعروف "بابن الساعاتى" البغدادى الحنفى المتوفى سنة 694هـ, شرحه معتبر متداول أوله "يا من لا يحوط كماله", قال عنه الإمام الشوكانى: هو كثير الفوائد معتمد فى بلاد الروم وقال ابن العماد: شرح مجمع البحرن شرحا حسنا جامعا للفوائد, مقبول فى بلادنا.
¥