تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول الأستاذ محمد أمين بوغرا في كتابه القيم في باب تركستان والتركستانيون في عهد المعادن. إن صحراء جوبى وتكلماكان وقزوين قوم وقراقوم من الأماكن التي لا يمكن الحياة فيها لكائن حي إطلاقا في الوقت الحاضر بينما كانت تلك المناطق في العهود القديمة آهلة بالسكان ذات مدنية وحضارة حيث أن الأرضلوكيين من مختلف الجنسيات من الغرب اكتشفوا الآثار القيمة التي تنبئ بوجود حضارة متقدمة وذلك عندما اكتشفوا بقايا قصور منيعة وقلاع حصينة وأدوات الزراعة والرى وبلدان مطمورة وقرى مهدمة وجداول الماء ومجارى الأنهار المصطفة وقد قننوا الرى والصرف وبنوا أحواضا لحفظ الماء العذب وكذلك وجدوا في منطقة آسيا الوسطى أدوات مصنوعة من الفخار والحديد والبرونز والنحاس وحديد الزهر يعود تاريخها 9000 سنة قبل الميلاد (6).

ويقول العلامة القطب السيد محمد أمين بوغرا في كتابه آنف الذكر أيضا أن بعثة أرضلوكية عملت حفريات عديدة في المناطق الواقعة شرقا من بحر قزوين إلى مشارف مدينة عشق آباد ومروا بحثا عن الآثار القديمة ثم حصلت في منطقة آجو آثارا ذو حضارة عريقة جدا وذو قيمة علمية يرجع تاريخها إلى أحدى عشر ألف سنة قبل التاريخ ولكن العلامة السيد محمد أمين بوغرا لم يذكر تاريخ هذه البعثة بينما قال يرأسها مستر pompeluy لعل الأستاذ يفرض فومنى عبد الفتاح إيراني الأصل مؤلف تاريخ جيلان 1517 ـ 1627 ويقول ثم عرضت هذه الآثار لعالم أثري أمريكي قال فيها أن منطقة آسيا الوسطى سبقت بعهد المعادن قبل الآخرين بألف عام تقريبا (7).

ونحن إذا تتبعنا آراء المؤرخين والمستشرقين والارضلوكيين نجد منطقة آسيا الوسطى هي العمود الفقري لقارة آسيا كلها بما فيها منطقة اوربا التي هي جزء من آسيا وإنما سميت قارة على اصطلاح الجغرافيين ونجدها مهد الآراميين من ولد سام بن نوح حيث يكاد يجمع المؤرخون وعلماء علم الأجناس بأن منطقة آلتاي مهد الترك أولا ثم إنها المهد لحضارة سادت ثم بارت منذ آلاف السنين. وباعتبار أنها مهد الترك قديما وحديثا نرى أنماطا مشابهة لسمات عائلة آلتاي العرقية يعيش أقوام منهم على سواحل بحر الصين جنوب شرق آسيا وغربها على ألوف الجزر في جاوا وبلاد الفلبين بسماتهم المعروفة عرقا وشكلا وهي الوجوه المستديرة وأنوف أقرب إلى الفطس ذو مناكب عريضة وعضلات مفتولة تميل إلى البياض أكثر من السمرة وفي نبرات صوتهم الخشونة وترى الصمود في إرادتهم وكذلك ترى قسمات وجوه النساء منهم أقرب إلى رجالهن يحملون أسماء تركية حتى الآن.

لم تكن حضارة تلكم الأقطار النائية منذ ظهورها على الملا قاصرة على جانب أو اثنين من التطور البيئي البطيء أو المطرد وإنما هي شملت مختلف أوجه الحياة الفطرية والمكتسبة التي تحتاج إلى عقل وأفكار وائتلاف بعضهم ببعض بقصد النيل لعيش ميسور وغد أفضل من أسس بعمل دؤوب وشموخ إرادة وأحكام التصميم. نرى فى قراهم ومنازلهم القديمة آثار مدنية شاملة من صيد وزراعة وصناعة وتعدين حيث ترى من الجبال بيوتا نحتوها وكهوفا تحت الأرض زينوها وأراضي مستصلحة زرعوها وأخاديد في الأرض شقوها بحثا عن المعادن فيها الحديد والذهب والفضة والنحاس والرصاص والفحم الحجري العائدى وقد شقوا باطن الأرض أميالا وجعلوها وهادا ككهوف واسعة الأطراف وإنما هي سراديب ضخمة هائلة: هنا وهناك وقد أفرغت محتوياتها من المعادن منذ أقدم الأزمنة والمغابر من الأيام الخالية.

ومنذ أن اكتشف الإنسان النار فتحت له آفاق واسعة حيث عرف الإنسان استخدام النار بوسائل شتى ومعارب لا حصر لها. ويقول بعض علماء علم الأجناس أن أقوام المغول أو الهون قديما المنتمية إلى عائلة آلتاي العرقية هم الذين اكتشفوا النار في العهد الحجري المنحوت حيث استبرقت شرارة من جراء ضرب الحجر بحجر فقننوها ومن هذا المنطلق منطلق اكتشاف النار وانفتاح الآفاق أمامهم من مادة النار صاروا يعظمونها بل عبدوها دون غيرها من الأجسام والأجرام وبالتالي عظموا الموقد أيا كانت حتى اصطلحوا باستعمال كلمة موقد لمجمع عرقهم وسلالتهم ولغتهم ولأنسابهم ولتواريخهم بمثلما استعملت العرب المنازل والحنين لها وعليها وقد تغنى العرب للمنازل وموارد الماء وعظموها أبا عن جد حتى يومنا هذا (8). بينما كانت الشعوب البدائية في العالم آنذاك يعيشون في الكهوف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير