تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكرهم الأمير (شرف خان) في كتابه (شرفنامة) سنة 1005ه، وكانت الفترة التي حكموا فيها ردحاً من الزمن من أخصب الحقب التي مر بها التأريخ الكردي، حيث اتسم زمنهم بالأمن والعدل والرخاء والتدين و كانت المكتبة البابانية ثمرة من ثمار هذه الأسرة التي شيدت الجوامع والمدارس واعتنت بطلبة العلم الشرعي وجلبت المخطوطات طوال فترة حكمهم الممتدة من سنة 1669م وإلى أن أفل نجمها سنة 1851م.

ورغم أننا لا نجد بين أيدينا ما يرشدنا إلى البداية الحقيقية لمكتبة البابانيين، وكيفية تأسيسها وتأريخ ذلك وبواعث إنشائها وما إلى ذلك، إلا أننا نستطيع أن نتلمس الأثر من ذلك خصوصاً وأن الحصول على معلومات مفصلة ودقيقة عنها في جميع جوانبها خصوصاً فيما يتعلق بمراحل التطور يكاد يكون من المستحيلات في الوقت الحاضر، وأكثر ما يمكن الحصول عليه هو التأكيد على كون كردستان العراق منبعاً صافياً لتخريج طلبة العلم الشرعي جيلاً بعد جيل وكونها أحد معاقل العلماء الأفذاذ الذين أصبحوا شعلة منيرة في تأريخ الثقافة الإسلامية عبر الزمن و من هؤلاء العلماء الجهابذة ابن الصلاح رحمه الله.

وقد كان للأمراء البابانيين دور كبير في إغناء المكتبة بالكتب والمخطوطات النادرة و الثمينة، حيث كانوا يقدمون كل مساعدة ممكنة، ولقد وجد على المخطوطات في هذه المكتبة عدة وقفيات تثبت أنها وقفت من الأمراء البابانيين وليس من المستبعد أن تكون مكتباتهم هي المصدر الذي أسس عليه صرح مكتبة الأوقاف العامة الآن وهذه المكتبات هي:

المكتبة العامة البابانية في قلعة الجولان.

مكتبة الشيخ عبد الله الخرباني، التي بيع قسم كبير منها قبل سنوات إلى مديرية الآثار العامة في بغداد وبقي بعضها محفوظاً في قصبة حلبجة عند ورثته.

مكتبة عظيمة كان فيها أكثر من ألف مخطوطة ولم يبق منها سوى الصحائف جلبت مؤخراً إلى مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية.

مكتبة بيارة التي كانت تضم أكثر من ألف مخطوط من أمهات الكتب في شتى صنوف العلم والمعرفة ولم يبق منها إلا زهاء أربعمائة مخطوطة ضمت إلى مكتبة الأوقاف المركزية.

مكتبة ملا غزائي في قرية كناو التابعة لقضاء بشدر التي كان فيها أكثر من ألفي مخطوطة من النوادر والكتب القيمة.

مكتبة (كلعنبر) خورمال.

مكتبة (سورداش).

مكتبة (بيوش) حيث أهدى منها عدد كبير من المخطوطات إلى مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية.

ومن هذا يتبين دور الأسرة البابانية في رفد المكتبات وتأصيلها حتى سقطت هذه الإمارة في عام 1851م حيث أصبحت تلك المكتبات بعد أن وسد الأمر إلى غير أهله مرتعاً للسراق والعابثين والمخربين الذين سرقوا من المكتبة المركزية ما سرقوا وأتلفوا ما أتلفوا و أهملوا ما أهملوا.

وقد حاول كاكه أحمد الشيخ تدارك الأمر والعودة بالمكتبات إلى ما كانت عليه سابقاً فلم شعثها وضم نشرها وجمع شتاتها ورد شاردها ورتبها وحافظ عليها طيلة حياته حتى دخل عام 1305ه فعاد الإهمال إليها.

وشاء القدر أن تبقى مجموعة نادرة من تلك المخطوطات في مكتبة البابان في الجامع الكبير تصارع الأحداث والنكبات و المصائب التي مر بها العراق بعد ذلك إلى أن هيأ الله سبحانه وتعالى من ينقذها من هذا المصير المؤلم ويحفظها من التلف والضياع وكان ذلك على يد فضيلة الشيخ العلامة محمد الخال (قاضي المحكمة الشرعية في السليمانية سابقاً) وعضو المجمع العلمي حيث كان حريصاً على المحافظة على هذه المخطوطات فبسعي حثيث منه قامت محافظة السليمانية في الأربعينيات بتشكيل لجنة لجرد هذه المخطوطات وتسجيلها، ثم اشترى لها قناطر خشبية ووضعها في غرفة ضريح كاكا أحمد الشيخ، وخزن فيها المخطوطات ثم أغلقها وختمها بختم المحكمة الشرعية، ثم أخذ مكتبة المرحوم أحمد النقيب من ورثته وضمها إلى هذه المخطوطات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير