4 - ومن علامات صحته: أن لا يفتر عن ذكر ربه - اللهج بالذكر سرمدياً -، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا من يدله عليه يذكره به، ويذاكره بهذا الأمر، - وهذه من أوضح العلامات اللهج بالذكر سرمدياً بدون كلفة بل لا يستطيع إلا أن يذكر -.
5 - ومن علامات صحته: انه إذا فآته ورده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
6 - ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة، كما يشتاق الجائع إلي الطعام والشراب.
7 - ومن علامات صحته: أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، وأشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرت عينه وسرور قلبه.
8 - ومن علامات صحته: صدق الخفاء ومحبة عدم الشهرة والخلوة به أحب إليه إلا أن تكون الخلطة أحب إلى الله تعالى0
9 - ومن علامات صحته: أن يكون همه واحد، وأن يكون في الله.
10 - ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله.
11 - ومن علامات صحته: التعرف على الله تعالى ومطلعة القلب لأسمائه وصفاته ومعايشة القلب لها ولتجليتها في الكتاب المقروء والمشهود.
12 - ومن علامات صحته: شهود المنة وأن الله تعالى أعطاك ومنحك ومنع غيرك واجتباك وطرد غيرك وقربك وأبعد غيرك لأنه يحبك ويحب منك الإقبال فهذا يزيد محبتك لله تعالى.
13 - ومن علامات صحته: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل - بأسباب القبول - أعظم منه بالعمل، فيحرص علي الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منه الله عليه فيه وتقصيره في حق الله.
14 - ومن علامات صحته: ليس بينه وبين الحق إلا معرفته0
15 - ومن علامات صحته: مراده الله تعالى والقرب منه والنظر إليه وهو المعين – سبحانه وتعالى – على الوصول، ومبغوضه ومكروهه الالتفات عنه والتعلق بغيره وهو المعين – سبحانه وتعالى – على دفعه أي تحقيق ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? من إغاثة اللهفان بتصرف
.. الخ من علامات القلب السليم التي سوف نبينها إن شاء الله تعالى بفضله وجوده بالتفصيل في رسالة العمل المقبول.
1 - محاسبة قبل العمل (من أسباب القبول)
أ- التحقق بأن هذا العمل أحب الأعمال إلى الله تعالى في هذا الوقت.
و من المعلوم يقينا أن صيام رمضان أحب الأعمال إلى الله تعالى في وقته
ب- وبعد التحقق دخول العمل بالله تعالى لا بالنفس لأن من دخل بالله وصل إلى الله ومن دخل بنفسه وكل إليها وإن حصل ظاهر العمل ولكن حرم آثاره في الدنيا وفى القلب وفى الآخرة
يقول أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ:
من أشرقت بدايته أشرقت نهايته، وأن من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته.
كيفية دخول العمل بالله تعالى
تدخل العمل: 1) باليقين والافتقار:
تيقن أنه لو بورك لك في وقتك وعملك هذا؛ لكان علي أحسن ما يكون من الحسن والكمال في أقل وقت ممكن تتخيله، يقول أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ: من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى مالا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة.
لو فهمت هذه المسألة لم تستنكر حين يقال لك أن بعض السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ كان يختم كل يوم خمس أو ست ختمات قرآن، ومن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من كان يقوم بالقرآن في ركعة.
وكان مجاهد ـ رحمه الله تعالى ـ يختم في رمضان فيما بين المغرب والعشاء.
وغيره وغيره وغيره……… هذه الأمور متواترة.
الأمور لا تحسب بحساباتك وعقلك وتفكيرك، و إلا كيف تفسر قول الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ثلاث أقسم عليهم {ما نقص مال عبد من صدقة …… [أحمد، الترمذي صحيح، رجل معه مائة دينار أنفق عشر فكم تكون معه؟!!،
فالأمور بيد من يقول للشيء كن فيكون بيد مَنْ عنده خزائن كل شيء وهو علي كل شيء قدير ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ?
لُب المسألة: الله ـ سبحانه وتعالى ـ قادر أ م لا؟!
وقادر أن يقدرك علي هذا الفعل علي أكمل وجه وأحسنه في أقل زمن يمكن أن يكون أم لا؟!
إذن المسألة لو أقدرك الله ـ سبحانه وتعالى ـ علي هذا الفعل (الطاعة) لفعلت ولو لم يقدرك لم تفعل أي شيء
وإقدار العبد علي الطاعة يسمى التوفيق وعدم إقدار العبد علي الطاعة يسمى الخُذلان
إذن النظر كيف تستجلب التوفيق؟ وكيف تتجنب الخُذلان؟
¥