تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأذكر أني كنت في أحد مجالس الذكر مع شيخنا المذكور ـ رحمه الله تعالى ـ وكان أحد إخواننا يلقي (موعظة) وشيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ ينظر إليه مع سرمدية الذكر التي كانت حاله ومقامه – وكنت أنظر إلى شيخنا أو قل انجذب القلب والبصر إليه وشحن القلب بإيمان من النظر إليه ووجدت مقتضى ذلك من سرمدية الذكر الغير متكلفة وأنا مع ذلك فهمت هذه الموعظة جيداً وتأثرت بها مع عدم النظر إلا إلى شيخنا وأحفظها إلى الآن مع أن ذلك من أكثر من واحد وعشرون عاماً.

المقصود اللهج بالذكر السرمدي قبل ووسط وبعد العمل ومن جرب هذا عرف قيمته وابدأ أخي الحبيب بالتدريب علي الذكر – ولو مع الغفلة كما قال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعسي أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور. ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور. وما ذلك على الله بعزيز فابدأ بالتدريب على الذكر قبل ومع وبعد العمل إذ هو المقصود من الأعمال.

يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: إن جميع الأعمال إنما شرعت لإقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى قال تعالى ? وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي? وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: {إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى}.

[أبو داود، والترمذي وقال حسن صحيح]

[الكلام عن الذكر من الوابل الصيب للإمام ابن القيمـ رحمه الله تعالى ـ باختصار وتصرف]

5) ببذل النصيحة وتفريغ القلب لله تعالى والإقبال بكل مجامع القلب وشعبه على الله تعالى، وعدم نسيان الآمر وقت الإتيان بالأمر، مستفرغ الجهد والسعة في الإقبال علي الله تعالى مهتماً بذلك معتنيا به معتنياً بإيقاعه على أحسن الوجوه الظاهرة والباطنة الظاهرة في القول المسموع والفعل المشاهد والباطنة في حضور القلب والخشوع والتدبر والتفهم والعزم علي العمل وتفريغ القلب لله تعالى، دافعاً لأي خاطر لا تلتفت لغيره مشتاقاً إلى الخدمة ولتعلم أن ميزان العمل ما في القلب من المحبة والإجلال والتعظيم وعدم رؤية النفس.

باذلاً كل يمكن بذله من صحة أو مال أو وقت في سبيل تحقيق ذلك.

6) بالمشاهدة (الإحسان): (أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

وهذا ينشأ من كمال الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته، حتى كأنك تري الله ـ سبحانه وتعالى ـ فوق سماواته، مستويا علي عرشه، يتكلم بأمره ونهيه، ويدبر أمر الخليقة، فينزل الأمر من عنده، ويصعد إليه، وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه.

وتشهد ذلك بقلبك وتشهد أسمائه وصفاته وتشهده ـ سبحانه وتعالى ـ حيا قيوما سميعا بصيرا عزيزا حكيما، آمرا ناهيا لا يخفي عليه شيء من أعمال العباد ولا أقوالهم، ولا بواطنهم، بل ? يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ?.

ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الإجلال والتعظيم، والخشية والمحبة، والإنابة والتوكل، والخضوع له ـ سبحانه وتعالى ـ، والذل له، ويقطع الوساوس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم علي الله تعالى، وحظ العبد من الله تعالى علي قدر حظه من هذا المشهد. [من كلام الإمام بن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ]

فذكر نفسك بهذا وتدرب علي التحقق بأن الله مطلع عليك يراك ويسمعك وأقرب إليك من حبل الوريد.

وتدرب علي التحقق والتعبد بأسمائه الحسني وصفاته العليا صفات الجمال والجلال والكمال.

فذكر نفسك بأنه هو السميع، البصير، العليم، الخبير، الشهيد، المحصي، الرقيب،الحي، القيوم……. قبل العمل ومع وبعد العمل.

المقصود أن تدخل العمل: 1) باليقين والافتقار,2) بالوداع، 3) بالاستغفار , 4) بالذكر السرمدي , 5) ببذل النصيحة وتفريغ القلب لله تعالى والإقبال بكل مجامع القلب وشعبه على الله تعالى، وعدم نسيان الآمر وقت الإتيان بالأمر، 6) بالمشاهدة (الإحسان)

2 - بالنيات الصالحات والصدق فيها (من أسباب القبول)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير