تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصحَّح إسناده شيخُنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله في "إرواء الغليل" (236/ 2).

قُلْتُ: ورجالُهُ ثقاتٌ أئمةٌ، لولا أن أبا رباح شيخ الثوري ما عرفتُهُ، ويحتمل أن يكون هو أبو رباح بن أبي الحكم بن حبيب الثقفي، ترجمه ابنُ أبي حاتم (371/ 2/4)، وابن حبان في "الثقات" (573/ 5) وقالا: "روى عنه عمر بن ذرّ".

ويحتمل أن يكون هو رباح بن أبي معروف المكيِّ، وتكونُ أداةُ الكنية مقحمةً، فإن الثوري يروي عنه، وهو قد روى عن جماعة من التابعين، منهم عبد الله بن أبي مليكة، وغيره، فروايتُهُ عن سعيد محتملة، ثم هو مختلفٌ فيه، وهو وسطٌ.

فإن يكنْهُ، فالإسناد صالحٌ، ومثلُ هذه الحكايات يتسامح فيها أهلُ العلمُ.

وحملُ الحديث على من فوَّت حقًا واجبًا أولى، فإنه يتوجه إليه الوعيد، كمن يترك التداوي لما في الصبر على المرض من الأجر، لكنه يضيّعُ الصلاة مثلا لعدم قدرته على احتمال الألم، فإن ترك التداوي وإن كان جائزًا لمن له قدرةٌ على الصبر، لكنه لا يجوز إذا فوّت المرءُ به ما أوجبه الله عليه. والله أعلمُ.< o:p>

****************

يسأل القارئ: ح أ م، فيقول: روى أبو داود في "سننه" حديث أبي أمامة أن النبي # قال: "الأذنان من الرأس" وقال كلامًا عقب الحديث، لم أفهم مراده منه. فما هو مراده؟ وهل الحديث صحيح أم لا؟

والجوابُ بحول الملك الوهاب: أنه حديث "ضعيف".

فأخرج أبو داود (134) قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حمادٌ. (ح) وحدثنا مسدَّدٌ وقتيبةُ، عن حماد بن زيدٍ، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، وذكر وضوء النبيِّ صلي الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسح المأقين، قال: وقال: "الأذنان من الرأس" قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة. قال قتيبةُ: قال حمادٌ: لا أدري هو من قول النبي صلي الله عليه وسلم أو من أبي أمامة، يعني: قصة الأذنين. قال قتيبةُ: عن سنان أبي ربيعة. قال أبو داود: هو ابنُ ربيعة كنيتُهُ: أبو ربيعة" انتهى.

قُلْتُ: وأخرجه الترمذيُّ (37) قال: حدثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ. وابنُ ماجة (444)، والدارقطنيُّ (103/ 1) عن محمد بن زياد الزيادي. وأحمدُ في "مسنده"، وأبو عبيد في "كتاب الطهور" (88،359)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج/8 رقم 7554) عن عفان بن مسلم. وأحمد أيضًا (264/ 5، 278) قال: حدثنا يونس بن محمد المؤدِّبُ ويحىى بن إسحاق. والدارقطنيُّ (1 - 103)، والبيهقيُّ (66/ 671) عن سليمان بن حرب. والطحاوي في "شرح المعاني" (33/ 1) عن يحىى بن حسَّان. وابنُ عدي في "الكامل" (1277/ 3) عن أحمد بن عبدة. وابنُ جرير في "تفسيره" (11381 شاكر) عن حماد بن أسامة. والدارقطنيُّ (03/ 1) عن الهيثم بن جميل، وأبي عمر الضرير، ومحمد بن أبي بكر. والطبرانيُّ في "الكبير" (7554) عن عارم، وخالد بن خداش وأبي عمر الضرير. والبيهقيُّ (66/ 1) عن مسدَّد بن مسرهد وأبي الربيع الزهراني قالوا جميعًا: حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة ورواه محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا حماد بن زيد بإسناده لكنه قال عن أبي أمامة أو عن أبي هريرة. هكذا على الشكِّ في صحابيِّ الحديث. أخرجه ابنُ جرير (11379). وكذلك شك مُعَلَّى بن منصور فروى هذا الحديث عن حماد بن زيد بسنده فقال: "عن أبي أمامة عن النبي صلي الله عليه وسلم أو عن أبي أمامة قال: الأذنان من الرأس".

أخرجه الدارقطنيُّ (103/ 1) عن محمد بن شاذان، نا مُعَلَّى بن منصور. ولكني وجدتُ أبا كريبٍ وهو محمد بن العلاء رواه عن مُعَلَّى بن منصور، عن حماد بن زيد كما رواه الجماعة. أخرجه ابنُ جرير (11380).

قُلْتُ: فقد رأيت أراك اللهُ الخير أن خمسة عشر راويًا فيهم جمعٌ من الحفاظ الأثبات رووا هذا الحديث عن حماد بن زيد بسنده فجزموا أن الحديث من "مسند أبي أمامة" وأنه مرفوعٌ إلى النبي صلي الله عليه وسلم. وخالفهم سليمان بن حرب فجزم بأن قوله: "الأذنان من الرأس" من كلام أبي أمامة رضي الله عنه. فنظر الدارقطنيُّ في هذا الاختلاف، فقال عقب تخريجه الحديث: "أسند هؤلاء عن حماد، وخالفهم سليمان بن حربٍ، وهو ثقةٌ حافظٌ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير