تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يكون المسلم عنده القدرة على فهم استدلالات العلماء والترجيح بينها بما قام بتحصيله في علوم الحديث وأصول الفقه وقواعده فهذا الواجب عليه استفراغ الوسع في ترجيح القول الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة 0 سواء كان هذا القول قال به أحد الأئمة الأربعة أو قال به غيرهم من المجتهدين المعتبرين كربيعة الرأي –شيخ الإمام مالك – أو الليث بن سعد بشرط أن يتثبت من ثبوت هذا القول عنهم

ولا يجوز له التقليد الأعمى إلا إذا عجز عن الترجيح لسبب ما فهنا له أن يقلد الإمام الذي يرى أنه الأعلم والأتقى

الحالة الرابعة:

وهم عوام المسلمين الذين لا علم لهم بمصطلح الحديث ولا بأصول الفقه وقواعده بل قد لا يعرفون رد الشبهات التي تُثار حول حجية السنة فتراهم يرددونها بدون وعي منهم 0 أو قد لا يفكرون في مثل تلك المسائل أصلا فهم لا يقرأون شيئا عن دينهم إلا القليل ونظامهم اليومي ثابت:

من النوم إلى العمل إلى النوم وهكذا تستمر دورة حياتهم لتوفير ما يُسمى " لقمة العيش" مع بعض الاختلافات من شخص إلى آخر

فهؤلاء لا يمكنهم الترجيح بين أقوال العلماء لذلك فالواجب في حقهم أحد شيئين:

الأول:

اتباع مذهب معين بجملته بدون أن ينتقي منه الأسهل فكما قال العلماء:

" من تتبع الرُخص اجتمع فيه الشر كله"

وتجد من يرى أن مذهبا ما هو الأولى بالإتباع 0 فمثلا يرى البعض أن الأولى بالإتباع هو مذهب الإمام أحمد لأنه قد اطلع على أقوال الأئمة الذين سبقوه كما أنه اهتم بجمع سنة النبي صلى الله عليه وسلم مع إمامته في علوم الجرح والتعديل وعلل الحديث

ويظهر لي أن الإمام ابن رجب يرى ذلك من خلال كلامه في هذا الكتاب

ولكن كما تقرر سابقا أن الحق في مسألة ما قد يكون مع غيره من الأئمة فلا يصح أن يقول قائل:" أن الحق كان مع الإمام أحمد في كل المسائل" وكذلك لا يصح أن يقال ذلك عن أي إمام

لذلك فللمسلم في هذه الحالة الرابعة اتباع إمام في مذهبه إلا إذا اتضح له في مسألة أن الدليل الصحيح مع غيره فهنا لا يجوز له التقليد الأعمى بل الواجب اتباع الدليل الصحيح في هذه المسألة التي ظهر له الحق فيها

الثاني:

وهذا هو المسلك الثاني للمسلم في الحالة الرابعة

وأظنه هو الغالب في عصرنا في بعض البلاد 0 وهو أن يتبع من العلماء المعاصرين من يثق في علمه وورعه 0 فيحضر دروسه أو يستمع إليها بأي وسيلة ويسأله فيما يستجد له من وقائع كمن يتشاجر مع زوجته مثلا فينطق بكلمات قد تكون مما يقع بها الطلاق فيذهب إلى أكبر عالم ببلده أو إلى لجنة الفتوى الشرعية مثلا فيستفتيها ويأخذ بفتواها بدون أن يفكر في أنه: هل في ذلك خلاف بين العلماء أم لا؟ وما هي الأدلة؟

وما درجة صحتها؟ وهل وجه الإستدلال بها صحيح أم لا؟

فكل هذه الأفكار لا ترد على ذهنه أصلا 0 بل الذي يفكر فيه فقط هو أنه قد فعل ما عليه وهو أنه سأل أهل العلم

فإن كان ما كتبتُه صوابا فمن الله تعالى وحده0 وإن كان غير ذلك فأستغفر الله العظيم

والحمد لله رب العالمين

ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[03 - 09 - 05, 03:16 ص]ـ

وجزى الله أخينا عبد الله خير الجزاء وبارك فيه ونفعنا به ... وننتظر منه المزيد من اتحافاته

ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[03 - 09 - 05, 03:49 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي الكريم عبدالله

ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[03 - 09 - 05, 11:44 ص]ـ

الإخوة الكرام

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم

ـ[أبو الطيب الجزائري]ــــــــ[01 - 02 - 08, 08:15 م]ـ

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

أما بعد:

فأقول:

قد نسب رسالة "الرد على من اتبع غير المذاهب الأربع" (وضَبَطَ عنوانَها هكذا على الصواب) المحدثُ يوسف ابن عبد الهادي الصَّغير (ت909هـ) في ذيله على ذيل ابن رجب (ص39).و هذا كاف وحده في إثبات نسبتها إليه رحم الله الجميع.

وقال محقق كتاب ابن عبد الهادي (الأستاذُ محمود الحدّاد) بأن نسبة هذا الكتاب لابن رجب لا ينبغي دون أي تعليق عليه، واستقبحه من صنيع المترجم جدّا.

أما بعد:

فقد التمستُ من شيخنا ### عبد الله بن يوسف الجديع من سنين رأيَه في رسالة (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربع) للحافظ الإمام ابن رجب الحنبلي، فأجابني بما صورته:

(( .. وأمّا رسالة ابن رجب، فلم أطَّلع عليها.

وجملةُ رأيي في المذاهب الأربعة واتباعها قد أبنتُ عنه باختصارٍ في مبحث (الاجتهاد والتقليد) في كتابي ((تيسير علم أصول الفقه)، فليراجع.)) انتهى.

وبعد أن أطلعتُه عليها؛ أجابني مرّة أخرى فضيلتُه بما يلي:

(( .. قرأتُ رسالة ابن رجب في التقليد، ونَفَسُها نفسُ ابنِ رجب، والعبارةُ عبارتُه، وهو ينعى حالَ أهلِ زمانه، ويَعيب المتطاولين على الشريعة، وانطلق في إيجاب التقليد من أصل حفظ الدين أن لا يقول فيه من شاء ما شاء، وهو مقصدٌ صحيح، على أنك لو تأمَّلت تجده صار إلى المذهب الذي اختاره باجتهادٍ لا بتقليد، وفي عباراته ما يُبْقي هذا الحق للأمة، لكن حين يملك الشخصُ الأسبابَ المؤهِلة، ولذا ضَرب المثل بأحمد بن حنبل وما كان قد آتاه الله عز وجل من المكنة في العلم وآلة الفهم.

فهي رسالةٌ صالحة لأكثر من يتعرض للفقه من أهل هذا الزمان، بل هم أولى بها من أهل زمان ابن رجب حيث الأرض خصبة يومئذ ومع ذلك قال ما قال، فكيف بأرضنا السبخة المجدبة؟!!)).انتهى المقصود من جوابه بنصه حفظه الله.

وكتبه: أبو الطيب عبد الرحمن حمّادو الجزائري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير