تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالت: فقلت لها، أو قال لها بعض أهل الدار: لو نمت من الليل شيئا. فبكت وقالت: ذكر الموت لا يدعني أنام.

وعن جعفر بن سليمان قال: حدثني بعض نسائي، أمي أو غيرها من أهلي قالت: " رأيت عجردة العمية في يوم عيد عليها جبة صوف، وقناع صوف، وكساء صوف. قالت: فنظرت فإذا هي جلد وعظم. قالت: وسمعتهم يذكرون عنها أنها لم تفطر ستين عاما "

ـ عن هلال بن دارم بن قيس الدارمي قال: " كان خليفة العبدي جارا لنا فكان يقوم إذا هدأت العيون فيقول: اللهم إليك قمت أبتغي ما عندك من الخيرات، ثم يعمد إلى محرابه فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر. قال: وحدثتني عجوز كانت تكون معه في الدار قالت كنت أسمعه يدعو في السجود يقول: اللهم هب لي إنابةَ إخبات منيب، وزيني في خلقك بطاعتك، وحسني لديك بحسن خدمتك، وأكرمني إذا وفد إليك المتقون فأنت خير مقصود وخير معبود خير محمود وخير مشكور "

وفي رواية أخرى عن هلال بن دارم أيضا قال: " وحدثتني عجوز تكون معه (يعني خليفة) في الدار قالت: فكنت أسمعه إذا دعا في السحر يقول: قام البطَّالون وقمت معهم، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك فكم من ذي جرم عظيم قد صفحت له عن جرمه، وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه، وكم من ذي ضر كثير قد كشفت له عن ضره، فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعدما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرفنا من جودك وكرمك، فأنت المؤمل لكل خير والمرجو عند كل نائبة 0"

ـ قال منصور بن عمار: " حججت حجة فنزلت سكة من سكك الكوفة فخرجت في ليلة مظلمة فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول: إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك جاهل، ولكن خطيئة عرضت وأعانني عليها شقائي وغرني سترك المرخى علي، وقد عصيتك بجهدي وخالفتك بجهلي فالآن من عذابك من يستنقذني وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك، واشباباه واشباباه. قال: فلما فرغ من قوله تلوت آية من كتاب الله تعالى (نارا وقودها الناس والحجارة .... الآية) فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حِسَّا فمضيت، فلما كان من الغد رجعت في مدْرَجَتي فإذا أنا بجنازة قد أُخرجت، وإذا أنا بعجوز قد ذهب متنها (يعني قوتها) فسألتها عن أمر الميت؟ ولم تكن عرفتني فقالت: هذا رجل لا جزاه إلا جزاءه (تعنيه هو)، مر بابني البارحة وهو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله تعالى فتفطرت مرارته فوقع ميتا ـ رحمه الله تعالى ـ "

وفي رواية أخرى: " قال منصور: ثم سمعت للصوت اضطرابا شديدا وسكن الصوت فقلت: إن هناك بلية، فعلَّمتُ على الباب علامةً ومضيت لحاجتي، فلما رجعت من الغداة إذ أنا بجنازة منصوبة وعجوزٌ تدخل وتخرج باكية فقلت لها: يا أمة الله من هذا الميت منك؟ قالت: إليك عني لا تجدد علي أحزاني. قلت: إني رجل غريب أخبريني. قالت: والله لولا أنك غريب ما خبَّرتك، هذا ولدي من موالي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان إذا جن عليه الليل قام في محرابه يبكي على ذنوبه، وكان يعمل هذا الخوص فيقسم كسبه ثلاثا: فثلث يطعمني وثلث للمساكين وثلث يفطر عليه، فمر علينا البارحة رجل لا جزاه الله خيرا فقرأ عند ولدي آيات فيها النار، فلم يزل يضطرب ويبكي حتى مات ـ رحمه الله ـ قال منصور: فهذه صفة الخائفين إذا خافوا السطوة "

إعانة أولياء الرحمن على ختم آي القرآن:

ـ عن أحمد بن عبد الله بن يونس قال: " كان معروف بن واصل التيمي إمام مسجد بني عمرو بن سعد، وكان يختم القرآن في كل ثلاث سفرا وحضرا. أم قومه ستين سنة لم يسه في صلاة قط لأنها كانت تهمه "

وزاد ابن الجوزي: " وليس في وقت صلاة إلا وهو يصلي، وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب، ويصوم الدهر "

ـ وعن ابن سعد بن إبراهيم قال: " كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن "

ـ عن أبي الملهب، عن أبي بن كعب: " أنه كان يختم القرآن في كل ثماني ليال، وكان تميم الداري يختمه في سبع "

ـ عن مسبح بن سعيد قال: " كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان في أول ليلة من رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، ويقول عند كل ختمة: دعوة مستجابة "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير