[صبرا وإن عبر العينين ما عبر ..]
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 04:26 م]ـ
صبراً وإنْ عبر العينين ما عبرا
وإن تجمّع فيها أو هو انتشرا
صبراً ينوء به رضوى وتحملُهٌ
في القدس ثكلى، وإن أبقى بها أثرا
ما أنت يا مالئ الدنيا سوى رجلٍ
سيملئ الدور والأسواق والحفرا
وتستوي بالذي تُقصيه في نزقٍ
إذا استوت هوّةٌ يوماً وشمُّ ذُرا
أراك تحجب عن دنياك بهجتها
ولست تحجب نور البدر إن غمرا
والأرض إن منعتْ إخراجَ خُضرتها
فلا تلم بعدها الزرّاع والمطرا
أما ترى الروض تستجديك زهرته؟
لو كنتَ حيّا لهشّ الثغر وازدهرا
صبرا وإن شطّ باللذات شاطؤها
قد فاز باللذة الكبرى الذي صبرا
زيدٌ وعمروٌ، وكل الناس لو طلبوا
زيادة العمر لم يزددْ وما عَمَرا
وكل شاردة فاللوح معقلها
علام تشقى ولا ترضى بها قدَرا
والعسر يا صاحب الأحزان يصحبه
يسران .. فانظر: ترى اليسرين قد ظفِرا
وكلّ بائقةٍ في طيّها منحٌ
ما ضرّها جاحدٌ إن كان ليس يرى
كذا البحار ترى في قعرها قطعا
من الظلام ولكن تحْمِلُ الدررا
والليل حين تضمّ الكونَ بردتُه
ألست تبصر فيه النجم والقمرا؟!
هب الحياة تولّى عنك زخرفُها
وأمحلتْ .. ما ترى ماءً ولا شجرا
وأزعجتك صروف، شَقَّ أيسرُها
وصيّرتْ كلّ دربٍ سالكٍ وعِرا
وقد تبرّأ خِلٌ كنتَ تحسبه
أخا الشدائد فاستغنى وما اعتذرا
وضاقت الأرضُ من همٍ بما رحبتْ
وأعلن العجزَ سيفُ العزم وانكسرا
وحين يممتَ في أنحائها لهِثاً
إذا الوراء أمامٌ والأمام ورا
وقد تقطعت الأسباب وانفصمت
لا الأرض تُغني ولا تقضي لنا وطرا
فارفع فديتك كفا طالما قصرت
ومن تعلق وهما آل مُنحِدرا
وابعث سؤالك في الظلماء مُبتهِلا
ففي السماء مجيب .. والمجيب يرى
أرجو ملاحظة ما تحته خط .. وتصويبه إذا احتاج تصويبا:
25/جمادى الأولى/ 1429هـ
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 05:42 م]ـ
أرجو ملاحظة ما تحته خط .. وتصويبه إذا احتاج تصويبا:
تتبعت القصيدة فلم أصوب إلا الآتي:
زيدٌ وعمروٌ، وكل الناس لو طلبوا
زيادة العمر لم يزددْ وما عَمَرا
ما زادا: أشبعتم ألفها كي يستقيم الوزن، فاجتهدت أن تصبح " لم يزدد "
اعتاد مدونو الشعر العربي رسم فتحة الروي المنصوب ألفا، فأضفتُ الألف بعد الراء.
إذا الوراء أمامٌ والأمام ورا
وراء: من الممدود، لكن قصرها في الشعر مستحسن، قال البحتري:
ولم تكُ مني نَبْوَة ٌ غير هذه
فراري وتركي صاحبي ورا ظهري
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 05:48 م]ـ
إذا استوت هوّةٌ يوماً وشمُّ ذُرا
عَجُزٌ جميل صناعة وبراعة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 06:03 م]ـ
وقد تقطعت الأسباب وانفصمت
لا الأرض تُغني ولا تقضي لنا وطرا
فارفع فديتك كفا طالما قصرت
ومن تعلق وهما آل مُنحِدرا
وابعث سؤالك في الظلماء مُبتهِلا
ففي السماء مجيب .. والمجيب يرى
صدقت شاعرنا؛ لا الأرض تغني , ولا تقضي لنا وطرا
لا فُضَّ فوك
واعذرني فلستُ من أصحاب النقد , ولا أحسنه
وقد أحببتُ سؤالك عن عبارة ختمت بها نصك الجميل وهي:
والمجيب يرى
حيثُ لم أرَ لها دلالة, ولا اتصالاً بسابقها.
والمعذرة على التطفل
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 01:20 م]ـ
أستاذي الكريم / محمد الجهالين .. شكرا لمتابعتك دائما .. وشكرا لتعديلك القصيدة وزيادة ألف الروي ..
بالنسبة للشطر: ما زادا وما عمرا: قصدتُ بالألف المثنى، أي: مازاد عمرو وزيد وما عمرا .. وقصدت بوضع الخط تحته: هل يجوز ذلك نحوا أو لا؟
وقولك: وراء: من الممدود، لكن قصرها في الشعر مستحسن، قال البحتري:
ولم تكُ مني نَبْوَة ٌ غير هذه
فراري وتركي صاحبي ورا ظهري
إضافة جميلة منك أستاذنا وحبيبنا محمد .. بارك الله فيك. وأتمنى الرد على سؤالي السابق إن وجدتَ فرصة.
وثناؤك ذا قيمة عالية عندي .. ويحفزني لإكمال المسير.
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 01:31 م]ـ
صدقت شاعرنا؛ لا الأرض تغني , ولا تقضي لنا وطرا
لا فُضَّ فوك
واعذرني فلستُ من أصحاب النقد , ولا أحسنه
وقد أحببتُ سؤالك عن عبارة ختمت بها نصك الجميل وهي:
والمجيب يرى
حيثُ لم أرَ لها دلالة, ولا اتصالاً بسابقها.
والمعذرة على التطفل
أشكر لك الثناء العاطر .. وخلُقك الرفيع
ومثل هذا السؤال يا أخي يثري القصيدة .. ويشعر كاتب الأبيات براحة كبيرة. حيث يطمئن ويُسر بمتابعتك وأمثالك من المبدعين والقراء.
وبالنسبة للجواب فأقول: ما أريده من هذا البيت:
وابعث سؤالك في الظلماء مبتهلا ... ففي السماء مجيب .. والمجيب يرى
هو إبراز اطلاع الله - عز وجل- على العبد .. فهو-أي العبد- يسأل في الظلماء-ظلام الليل وظلام الكرب- والله عز وجل يجيب سؤاله لأنه يرى رغم كل ذلك.
أتمنى أن تكون الفكرة وصلت. حفظك الله أخي الكريم.