[غربة الروح]
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[25 - 06 - 2008, 03:35 ص]ـ
[غربة الروح]
(1)
أتيتُ من اغتراب الروح
أشكو وطأةَ المنفى
أُنقبُ عن مكان
فيه للأرواح أن تُشفى
أتيتُ من اغتراب الروح
أرجو العالم المسحور
تُقتُ له
رَسمتُ له
بعقلي صورةً من نور
(2)
و قفتُ أمامَ سورٍ
ضاربٍ في الأفق أبعاداً
أُغني للهوى
للنور
للدنيا
لأحلامي
جمعتُ عواطفي الثكلى
مسحتُ جبينها الدامي
فمنذ الآن
سوف تُعانقُ الآمالُ دنياها
ستنسى غربةَ الأحزان
ينساها اجترارُ المرِ
إن أضحى من المقدور
أن نجتاز هذا السور
(3)
لكن الدروب تضيع
قبل بداية المشوار
يسكنها جنود الموت
يحرسها لسانُ النار
(4)
غسلتُ الخوف من قلبي
صعدتُ الحاجز المحظور
صغتُ نهايةً للحزن
قبل نهايةِ المشوار
(5)
لكنْ
عندما استعليتُ
عند اللحظة الأغلى
و فوق القمة الأعلى
و عند تَطلعي
عند امتلاكي النظرةَ الأولى
صُعِقتُ و لم أَعدْ أقوى
رأيتُ خلاف ما يُروى
و عدتُ مغالطاً نفسي
لعلى لم أزلْ أحوي
بقايا الأمس في نفسي
فجاء الموقف الأبهى
و عَكَّرَ صفوَه أمسى
(6)
نزلتُ إلى محيط الناس
غصتُ بعمقه الجبار
أبحثُ عن لآلئه
عن الأنغامِ و الأنوارِ
دنيا الموطن الحوري
أين النور؟!
أين الدور؟!
أين العام السحري؟!
صُعِقتُ و لم أعدْ أدري
(7)
و عدتُ من الغموض المحض
بالنبأ اليقين الحق
زرتُ عوالماً تحيا
تُبجلُ في النهار النور
تُشعلُ يومها بالبوح
عن إيمانها الأجلى
لتَكفُرَ إن أتاها الليل
(8)
إلهي
لستُ أرجو النور
من حسٍ ظلاميٍ
و إنْ ملك الشعاع
و إنْ ترصَّعَ تاجُه بالنجم
إنَّ النور مصدره النفوس
و نورها الأبقى
فإنْ مات الضياءُ بها
تَموتُ الرؤية الحرة
تَنحلُ العروة الوثقى
ـ[فارس]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 04:47 م]ـ
نص شعري رائع من شاعر رائع.
أعجبتني انسيابية الألفاظ و موسيقاها العالية
و تلاحم المقاطع مع بعضها بأسلوب قصصي يجعلنا نتشوق لما سيسفر عنه كل مقطع تال ٍ في رحلة الروح ..
جمعتُ عواطفي الثكلى
مسحتُ جبينها الدامي
فمنذ الآن
سوف تُعانقُ الآمالُ دنياها
مقطع رائع و صور بديعة
ينساها اجترارُ المرِ
أحس بأن السطر ذا دخيل على المقطع الثاني، و بدونه أرى النص أكثر انسيابية
لكنْ
عندما استعليتُ
عند اللحظة الأغلى
و فوق القمة الأعلى
و عند تَطلعي
عند امتلاكي النظرةَ الأولى
صُعِقتُ و لم أَعدْ أقوى
رأيتُ خلاف ما يُروى
و عدتُ مغالطاً نفسي
هنا كانت لحظة الذروة كما يقال في الحبكة القصصية .. مقطع بديع.
أين العام السحري؟!
لعلك تعني: أين العالم السحري؟!
إنَّ النور مصدره النفوس
و نورها الأبقى
فإنْ مات الضياءُ بها
تَموتُ الرؤية الحرة
تَنحلُ العروة الوثقى
المقطع الأخير أرى أنه هبط بالنص من علوه
بدت النثرية واضحة فيه و خفتت موسيقا النص
كنت أتمنى أن يصاغ بشكل أقوى، وبجمال المقطع الأول.
لك تحية عاطرة.
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 11:18 م]ـ
أخي المشاغب
تقبل خالص الشكر على المرور والتعليق
أنا معك أن نهاية النص هبطت به من ناحية موسيقاه
لكن عمر النص يعود لبداياتي الشعرية
لذلك أحببت أن لاأغير فيه
بعد مرورك ربما أفكر في إعادة صياغته
تقبل خالص التحية
محمد الأكسر
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك
في كل وقفة لها طعنة في النفس