أبعد الذي يُروى يطيب لك البعدُ؟
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 10:23 م]ـ
دهتنا خطوبٌ لا تُقيم ولا تغدو= إذا حلّ خطبٌ جاء من بعده بعدُ
فما إن نفضنا الكفّ من قبر صاحبٍ= تحوّلَ- حتى كان في إثره وفد
وقلنا-كأن لم يملئ الهزل عمرَنا= أكلُّ حياة المرء يغتالها الجِد؟!
وما أقرب الدنيا جميعا وأهلها= من الموت، كلٌ هاربٌ وله يعدو
وبينا ترى المكلومَ في أوج همّه= ترى رجلا في جنبه ضاحكا يشدو
كأن أُصيحابي الذين ترحلوا= تباعا، كنظم العقد إذ قُطع العقد
ولست جزوعا حين يُنعى مقربٌ= فكل نعيٍ سوف يُسكتُه اللحد
ولكنَّ قلبي مضغة قد تضرّمت= فما زلت أطفيها ويشعلها الوجد
طويتُ الحشا قفرا، طغى زمهريرُه=وحرقتُه، فالنار من جندها البردُ
ستمضي بنا الدنيا ونمضي بها معا=فتحدو لنا حبا ونحن لها نحدوا
ويظهر ما تخفيه حين ارتحالنا= وماذا الذي يجدي التذكر إذ تبدو؟
ألا ويح من يغترّ فيها بقوة= وعما قليلٍ يرتخي حين تشتد
وقل لبُناة الدار لا هَمّ غيرها=ستفنى، وتبقى الصالحاتُ لها الخلد
وقل لبعيدٍ شطّ عن مركب الهدى=أبعد الذي يُروى يطيب لك البعد؟!
ويا نفسُ هذا موردٌ ذاق طعمَه= كثيرٌ، وها قد ذاق غصتَه الجَد
أنيبي، ستطوي العادياتُ حياتها= وإن طاب هذا العدْوُ طاب لها الوِرد
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 06:59 م]ـ
للتشطيب!
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 06:28 ص]ـ
لافض فوك
أحسنت أحسن الله إليك وكان دوري فيها عملية الترميم المبدئية
وسيأتيك بمشيئة الله الأساتذه للتطبيب أو التخريب:)
فأحتمل رغم الجمال
ـ[أم أسامة]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 05:25 م]ـ
بوركت أخي الكريم أبيات جميلة يكسوها الألم ....
وقلنا-كأن لم يملئ الهزل عمرَنا= أكلُّ حياة المرء يغتالها الجِد؟!
وما أقرب الدنيا جميعا وأهلها= من الموت، كلٌ هاربٌ وله يعدو
المعنى هنا جميل ...
بينا ترى المكلومَ في أوج همّه= ترى رجلا في جنبه ضاحكا يشدو
المفارقة التصويرية هنا عميقة ....
كأن أُصيحابي الذين ترحلوا= تباعا، كنظم العقد إذ قُطع العقد
تشبيه الأصحاب بنظم العقد يدل على ندرتهم وقدرهم الكامن بالقلب والأستدراك بأن هذا العقد مقطوع رائع
ولست جزوعا حين يُنعى مقربٌ= فكل نعيٍ سوف يُسكتُه اللحد
ولكنَّ قلبي مضغة قد تضرّمت= فما زلت أطفيها ويشعلها الوجد
طويتُ الحشا قفرا، طغى زمهريرُه=وحرقتُه، فالنار من جندها البردُ
ستمضي بنا الدنيا ونمضي بها معا=فتحدو لنا حبا ونحن لها نحدوا
أبدعت أبدعت هنا قلبي مضغة
أظهرت مدى ضعف القلب إذ ما هو ألا مضغة.
و قولك طويتُ الحشا قفرارائع أظهر مدى الفراغ الروحي الذي تعانيه من فقد الأحبة ...
وأبدعت في وصف أنواع الألم (تضرّمت\ يشعلها \ زمهريرُه) فهو نار متضرمة أوبرد زمهريره قارص ....
دمت مبدع.
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 03:59 ص]ـ
شكرا لك أستاذنا الشاعر نعيم الحداوي على الترميم والتشذيب، وأتمنى أن يمر عليها الأساتذة ولو بالتخريب المؤدي إلى الإصلاح والتهذيب.
جزاك الله خيرا
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 04:01 ص]ـ
أختي الكريمة الثلوج الدافئة: تعليق مميز، وغوص في النص، شكرا وإن كان الشكر لا يفِ بعملك .. فجزاك الله خيرا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 11:07 م]ـ
حياك الله
غوص فكري ونظرة تأملية في ثوب شعري قشيب
دهتنا خطوبٌ لا تُقيم ولا تغدو ... إذا حلّ خطبٌ جاء من بعده بعدُ
أستوقفني المطلع كثيرا
فأنا لم أفهم كيف لا تقيم ولا تغدو في نفس الوقت ومع هذا فالشطر الثاني يشير إلى أن الخطوب مقيمة لكنها متنوعة ومتتالية
ولو أنك جعلت الرَّوَاح في مقابلة الغدو لكان أجمل
إذا حلّ خطبٌ جاء من بعده بعدُ
كان المتوقع أن تقول إذا حل خطب جاء من بعده خطب
أما (جاء من بعده بعدُ) فلا أدري هل يصح هذا التركيب أم لا؟
وما أقرب الدنيا جميعا وأهلها ... من الموت، كلٌ هاربٌ وله يعدو
وبينا ترى المكلومَ في أوج همّه ... ترى رجلا في جنبه ضاحكا يشدو
كأن أُصيحابي الذين ترحلوا ... تباعا، كنظم العقد إذ قُطع العقد
البيت الثاني كأنه مقحم بين الأول والثالث لعل موضعه في غير هذا المكان
طويتُ الحشا قفرا، طغى زمهريرُه ... وحرقتُه، فالنار من جندها البردُ
فالنار من جندها البردُ
هذا في نار الآخرة أما في الدنيا فلا أظن
ألا ويح من يغترّ فيها بقوة ... وعما قليلٍ يرتخي حين تشتد
وقل لبُناة الدار لا هَمّ غيرها ... ستفنى، وتبقى الصالحاتُ لها الخلد
وقل لبعيدٍ شطّ عن مركب الهدى ... أبعد الذي يُروى يطيب لك البعد؟
أحسنت وأجدت
ويا نفسُ هذا موردٌ ذاق طعمَه ... كثيرٌ، وها قد ذاق غصتَه الجَد
أي جد؟ ومن هو هذا الجد؟
ذكر الجد أكسب التجربة بعض الخصوصية بعد أن كانت تجربة إنسانية عامة
أنيبي، ستطوي العادياتُ حياتها ... وإن طاب هذا العدْوُ طاب لها الوِرد
خاتمة أكثر من رائعة الحكمة والصورة والحركة وتنوع الأسلوب.
دمت شاعرا مبدعا
¥