[في رثاء طفلتي (تالا)]
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 10:36 م]ـ
[في رثاء طفلتي (تالا)]
بعد أن ملأت الفراغ بصوتها الدافئ، أنهكتها عمليتان جراحيتان في قلبها الصغير، الذي لم يعرف من الدنيا إلا ابتسامة الطفولة، فارقت طفلتي البكر (تالا) الحياة، ولم تبلغ شهرها السابع، فأورثتِ القلب أنة ...
الحزنُ يعصِفُ بالمُنى ويناديْ= خِيَمُ السَّعادةِ هَشَّةُ الأوتادِ
لنْ أنظمَ الآلامَ فهْي طويلةٌ = وعقيمُ زائرِهَا، كثيرُ تِلادِ
ضمَّدتُ ألفَ مصيبةٍ في خافقيْ = لكنَّ هذيْ .. أثَّرتْ بفؤادي
ونسَجتُ ألفَ قصيدةٍ وقصيدةٍ = لكنْ بهذيْ .. مِن دمايَ مداديْ
لكِ يا لياليْ سَطوةٌ وحمولةٌ = كحمولةِ العُّذالِ والحسَّادِ
(ياراحلينَ وهم نزولٌ بالحشا) = وبلادُهُمْ لا تنتميْ لبلادي
(تركوا المنازلَ والدُّموعُ تحدَّرتْ= وتبدّلتْ أنوارهُم بسوادِ)
لا تنطفي من خاطريْ ضَحِكاتُهمْ= فلهيبُ شوقي دائمُ الإيقادِ
(تالا) الحبيبةُ، والضَّما زادَ الضَّنى = وتمكَّنتْ بالقلبِ لهفةُ صادي
قوليْ لطيفِكِ أنْ يزورَ بقيَّتي = يأتي إليَّ، بحجَّةِ العوَّادِ
قطَّعتِ فيَّ جلادَتِي وتَصَبُّريْ= ونزعْتِ منِّيْ عُدَّتِيْ وعَتادِي
آثرتِ أنْ تلِجِي الحياةَ عليلةً= حتى تُريحِي الهمَّ في الأجسادِ!
ونَما بقلبِكِ- قبلَ أيامِ الصِّبَا= مرضٌ تلبَّدَ مثلَ حُكُمٍ سَادي
عانيْتِ مُعترَكَ الحياةِ صغيرةً= لقَّنتِ درسَ الصَّبرِ للعُبَّادِ
طيريْ بروضٍ في الجنانِ، ونادِنيْ= فأنا- بفقدكِ- أولُّ الرُّوَّادِ
ناديْ لأمِّكِ، ما تزالُ بحرقةٍ= وبحسرةٍ من قسوةِ الإبعادِ
اللهَ .. يا دُنيا قطفْتِ ثمارَنا= وغرستِ سيفَ القهرِ في الأكبادِ
سأريكِ يا دنيا جلادةَ صابرٍ= وأريكِ يا دنيا عداوةَ عادي
رائد عبد اللطيف
5/ 9/2008
ـ[ضاد]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 10:42 م]ـ
لله ما أصعب فراق الأحبة. أسألت دمعي حقيقة يا أخي رائد. جمعك الله بابنتك في جنة الخلد. اصبر فإن ما عشته عاشه أفضل الخلق من قبلك, دفن ولده بيديه. ليس لي تعليق على القصيدة إلا أنها قطعة حزن عميق.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 10:49 م]ـ
أعظم الله أجرك وجعلها شفيعة لك ولأمها يوم القيامة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 09 - 2008, 10:56 م]ـ
بوركت أخي رائد وجمعك الله بتالا وبالاحبة في جنة الخلد ان شاء الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 12:43 ص]ـ
أخي رائد لن أقول شيئا
أبكيتني كيف لا وأنا الذي خبر تالا بابتسامتها وهي على سرير الشفاء تضحك لانها رأت ما ينتظرها أمَّ نحن منَّا فقد سكبنا عبرات الحزن على فراقها
عوَّضك الله
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:46 ص]ـ
أخي رائد لن أقول شيئا
أبكيتني ...
عوَّضك الله
إي و الله:
أبكيتنا ... أبكيتنا!
و استنبَطَتْ عيونُ شِعرك ماءَ عيوننا, و قلوبنا!
و حسبُ الشِّعر أنْ يَجري عُيونًا = تفيضُ بها العُيونُ إلى العُيون
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 08:33 ص]ـ
من عيون القصيدة الموجعة:
الحزنُ يعصِفُ بالمُنى ويناديْ= خِيَمُ السَّعادةِ هَشَّةُ الأوتادِ
...
ضمَّدتُ ألفَ مصيبةٍ في خافقيْ = لكنَّ هذيْ .. أثَّرتْ بفؤادي
ونسَجتُ ألفَ قصيدةٍ وقصيدةٍ = لكنْ بهذيْ .. مِن دمايَ مداديْ
...
(ياراحلينَ وهم نزولٌ بالحشا) = وبلادُهُمْ لا تنتميْ لبلادي
(تالا) الحبيبةُ، ما لِطيفِكِ شارد= هِلِّيْ (1) عليَّ بحجَّةِ العوَّادِ
...
آثرتِ أنْ تلِجِي الحياةَ عليلةً= حتى تُريحِي الهمَّ في الأجسادِ!
...
طيريْ بروضٍ في الجنانِ، ونادِنيْ= فأنا- بفقدكِ- أولُّ الرُّوَّادِ
لم تختفيْ من خاطريْ، يا مُهْجتيْ (2) = فلهيبُ شوقي دائمُ الإيقادِ
اللهَ .. يا دُنيا قطفْتِ ثمارَنا= وغرستْ (3) سيفَ القهرِ في الأكبادِ (4)
...
رائد عبد اللطيف
5/ 9/2008
...
(1) أرى: عودي عليَّ ... ـ أكثر لُحمةً و أفصح من هِلّي, و إنْ جعلتها: عودي عليه؛ ليعود الضمير على الطيف؛ فهي ألطفٌ!
(2) اجعلها: لن تنطفي من خاطري ضحكاتها؛ لمكان الإيقاد و اشتعال الذكرى, و إثارة الحزن بالضحك!
(3) و غرستِ.
(4) بيتٌ بديع النسج قوي السبك؛بما فيه من مطابقة ومفارقة بين صورتي القطف والغرس!
[/ poem]
عمر الله قلبك بالإيمان, و رزقك السلوان!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 01:21 م]ـ
لك العزاء قبل كل شيء رحمها الله وجعلها لك ولأمها ذخرا في الآخرة وشفيعا
بالله أبياتك تفيض إحساسا صادقا
وفيها رقة جمة
بالنسبة لإثبات ياء المنقوص لا عليك فقد فعلها جرير قبلك وقد آتيك بالمثال ...
تحية وسلام مني إليك
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:22 م]ـ
أعظم الله أجرك أخي رائد وجعلها شفيعة لك ولأمها وجمعكم بها وبمن تحبون في الفردوس
ـ[سموالحرف]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:29 م]ـ
جعلها الله شفيعة لوالديها ..
قصيدة لبست رداء الحداد ..
فعشنا معها الحزن ....
لا تعليق .. أكثر ..
¥