[الكتابة من لا شيء؛ هل تكون شيئا؟]
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 03:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سأكتب بلا حضور مراجع، ولا استحضار شيء من أشتات الفكر أو الذكريات ... وأرى الكلمات تتجاور أمامي الآن، وأحاول أن تكون شيئا!
لعل الحاجة النفسية عند الكتَّاب، هي الدافع الوحيد لأن أكتب، ولستُ في مقام تحليل أو تعليل لذلك الدافع .. بل أفعل ما أظن أن الرسام يفعله حين يخلط ألوانا فوضى في لوحته ثم تكون (شيئا) في معرض الفنون التشكيلة له دلالاته الفنية والوجدانية!
لعل في هذه الفوضى تعبيرا عن حال النفس في ساعة (الشخمطة) .. والكشفُ عن بعض حالات النفس: لون من الإبداع يلتفت إليه فئامٌ من المتذوقين.
عسيرٌ عليَّ أن أجد منفذا أخرج به من وصف الثرثرة التي تتكون هنا الآن؛ لكنني -على أية حال- أحدث نفسي الآن! ثم أطلعكم على ذلك الحديث في آنٍ أخرى .. سموه إن شئتم ثرثرة، لكن أخبروني أهو (شيء)!
قال الطالب في درس النحو (أكل زيد التفاحة) (ضُرب الزيدون) (ذهبت الطالبات إلى المدرسة) (مررت بالزيدين)!!
وليست الثرثرة وصفا تطلقونه على كلامِ هذا الطالب! أليس كذلك؟
والعلة: هو يتعلم، أو يتدرب!
أستطيع أن أقول: إنني بما أكتب الآن أتدرب، على الكتابة!
فالكتابة (فن) كما أن إعرابَ الكلام فن!
أو هي (تجربة) كما يصنع الدارسون في المختبرات.
ألستُم ترون فيما أكتبه الآن محاولة لرسم صورة فنية لغوية؟
أنا إذن أجرِّب، أجرّبُ الكتابة، أتكون شيئا؟!
أو تجربة فيها عبرة للمتكثرين من كتاب الحداثة؟
ألم يبلغكم صنيع المعلم الذي مرَّ بورقة على طلابه آمرا إياهم أن يسطروا فيها ما يخطر بالبال، حتى إذا جمع شخابيطهم بعث بورقته إلى إحدى الصحف!!
الصحف! الصحف هذه تثرثر عليكم يوميا بكلام ثقيل على العقل والوجدان!
وورقتي هذه لا تخلو من وشب؛ لكنها بلا منازع أنفع من عبث الحداثيين و (لقافة) الصحفيين و (نحاسة) الليبراليين!
ناصر الكاتب
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 04:56 ص]ـ
بارك الله فيك
فالكتابة (فن) كما أن إعرابَ الكلام فن!
ـ[أم أسامة]ــــــــ[12 - 08 - 2008, 01:51 م]ـ
الأخ ناصر ...
في الحقيقة كلامك ليس ثرثرة بل ......... لا أستطيع التعبيرعنه
هوكلام رائع فحسب ..
استشفيت منه معنى جميل جداً وفلسفةرائعة ..
وأختصار أو خلاصة لمعاني كثيرة ...
تحية لقلمك المفكر ... قلم متميز ..