ـ[العبسي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 06:11 م]ـ
أجل
كلام أستاذنا الجهالين صحيح
وإنما يحسن "فعلن" مع بحر الكامل، وهو كثير مطرد
ولو أنك أخي "العيسى" راوحت في تفعيلات قصيدتك بين " متفاعلن" و " مستفعلن" لتخلل إيقاعها شيء من التؤدة والأناة؛ بدلا من هذه الحدة في الإيقاع التي ذكرتني ببحر الرجز.
ولعل هذا هو السبب في ندرة ورود هذه الصورة على بحر السريع في شعر العرب على جوازها نظريا.
هذا، والله أعلم
وفقك الله أخي العيسى
وبارك فيك
عزيزي: أحمد بن يحيى
الحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر لحظة كتابة القصيدة هي التي تضفي ظلالها على النص، وتختار على لسان الشاعر الألفاظ والوزن والقافيه، فعلاً -يا سيدي-كنت لحظتا محتداً، وتخيلت نفسي لحظتها كأني أقف على قمة جبل وألقي بالصخور اإلى قعر الوادي حتى جاءت القصيدة في أكثر من خمسين بيتاً كأنها طلقات رشاش آلي، إذا ضغط على زناده فإنه لا يتوقف حتى يقرغ مخزونه.وما أحببت أن أزعجكم إذ أضعها جميعها فإنتقيت منها بعض الأبيات. وأستميحكم عذراً أن أضيف إليها بعض أبياتها وليس كلها، لأني رأيتها مشتتة بالإختصار.
ـ[العبسي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 07:16 م]ـ
َقَصيدَتي كَنبتةٍ يَنَعت=تُسقى بماء ِ العَزْم ِ والهمَم ِ
في تُربةٍ ِمسكِيَةٍ نَبَتتْ=عَبْيرُها يَفوحُ بالنَّغَم ِ
قصيدتي بالدمع ِ أكتبها=من مقلتي مدادها ودمي
ولست أبغي بالقريض ِ غِناً=كمادح ٍ يحيى على الرمَم ِ
ولا أنا أهجو بلا سببٍ=فالناسُ مثلَ الطير ِ في الحرم ِ
ولا أبيتُ الليلَ في وَلَهٍ=أغازلُ النِساءَ في الحُلُم ِ
عصارةُ الأحزان ِ أنسجها=شعراً. لتبقى درة َ الكلم ِ
حسامُ حرفي صارمٌ بَتِرٌ=إذا عدا العدى على الحُرُم ِ
شعري كقوس ٍ نَبْلُهُ جُمَلٌ=أرمي بها الأعداءَ بالِحمَم ِ
تَقاطرَتْ عليَّ سائِلتي=والناسُ من عُربٍ ومِن عَجَم ِ
أدركتُ أنَّ الخَيْلَ تَعْرفُني=والليلَ والبَيْداءَ، لحنُ فمي
يا سائلي تبغي هنا مثلا=من القريض فائض الحِكَم ِ
يا صاحبي لا عاش من سُلِبَتْ=أوطانه فضاقَ بالألَم ِ
القدس يا فتى بنا بُنِيَتْ=قلاعُ عزٍ شامخ ٍ شَمِم ِ
القدس أمٌ. عِقدُها "عُمَرٌ"=ونحن فيها لؤلؤُ الأُمَم ِ
نبيتُ – في الهَيْجا –عَلى جَلَدٍ=وخَصْمُنا يبيتُ باليُتُم ِ
يا سائلي عن الرجال مضوا=إلى العلى راياتهم علمي
للأرض صاروا سادة حكموا=كانت لهم أحلامُ مُلتَزم ِ
يا ويلنا عز الرجال لنا=وحال حالنا إلى النَدَمَ ِ
نحيى بلا عزٍ نطاوِلُه=فكيف نُمْسي في دُجى الظُلَم ِ
ِ يا سائلي تبغي هنا مثلا=أنبي عن الأخلاق فالتزم ِ
الصدق منجاة من الكُرَبِ=والصَبر مُرتقاً الى الِقمَم ِ
والضّيفُ إن لاحت بواِدرُه=بادرْتُه بالِبشر والكَرَم ِ
والعفو إن عفوتَ مُقتدراً=حُبْيتَ فائِضَاً على الشيم ِ
أما الرضى فتلكَ مَنْقَبَةٌ=مَن حازَها بالبِشر ِ مُتَّسِم ِ
فذا هو القريض مُؤتَلِقَاً=أنواره تضيء في العَتم ِ
قصيدتي إن لم تكن سُقُفا=أبني بها حضارَة الأمم ِ
لا كان وزنُها ولا كُتِبَت=ولا إستقامت أحرُفي بفمي
قال النبيْ يوم الوقيعة حس=سان اهجهم فالله منتقمي
تمترست بالضاضِ أحرُفُه=مستمسكاً بغيرِ منفصمي
ياسائلي عن التقى مثلا=لايُجْزِل المولى على الكَلِم ِ
حتى يقوم شاخصاً عملٌ=يُصَدِقَ الدعوى فتستقم ِ
قصيدتي حمامة بلغت=رياضَ أقصاها فلم تَقُم ِ
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 09:07 م]ـ
َقَصيدَتي كَنبتةٍ يَنَعت
الإيناع للثمر وقد ينسب الخصوص إلى العموم.
تُسقى بماء ِ العَزْم ِ والهمَم
كأن دلاء هذه السقاية الملهِمة تشرئب اعتزازا بشموخ الإرادة وعنفوان الإباء، تذكرت قول شاعر ربط بين الماء والعزم قائلا:
وعيناي أضحى حابسا ماءها العزم ُ
فعزمه أظمأ عينيه دموعا، وعزمك أيها العبسي سقاك قصيدا.
بيد أن عزمك أيها العبسي كان شفوقا على عينيك فاتئد شموخا وعنفوانا حين قلت:
قصيدتي بالدمع ِ أكتبها
من مقلتي مدادها ودمي
قال ابن عبد ربه الأندلسي:
كتابُ الشَّوقِ يطويه الفؤادُ ومن فيضِ الدموع لهُ مدادُ
تخطُّ يدُ البكاءِ به سطورا على كبدي ويُمْليها السُّهاد
هذه عجالتي الآن
ـ[العبسي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 10:55 م]ـ
استاذي الفاضل:محمد الجهالين
أنتظر عودتك بفارغ الصبر
لتسترسل ولا تتعجل
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:48 م]ـ
بورك فيك
ـ[العبسي]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 05:58 م]ـ
الأخت الكريمة: مُبحرة في علمٍ لاينتهي
شكراً لمرورك الكريم
ـ[العبسي]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:31 ص]ـ
ما زلت أنتظر عودتك سيدي: محمد الجهالين
لأنهل من معين علمك، فقد وعدت بذلك ضمناً حين قلت: (هذه عجالتي الآن)
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 10:33 ص]ـ
ولست أبغي بالقريض ِ غِناً
كمادح ٍ يحيى على الرمَم ِ
أطربني جرس الغين في " أبغي "و " غنا "، والمعنى قريب من قول القائل:
أنزلني الله ذرى قناعة
لم أبكِ وديان الغنى رمائما
والمعنى عندك فيه زهد واعتزاز، إذ ترى عطايا المدح التي يلهث وراءها كثير من الشعراء رمة شوهاء، متعففا عن بيع الكلام المضمخ بالرياء.
والأفصح أن الغنى بكسر الغين من المقصور، والغناء بفتح الغين من الممدود، وقد كسرتَ الغين فارسمها " غنى " لا " غنا " فأصل الألف ياء تنسابها الألف المقصورة لا واو تناسبها الألف الممدودة، وهناك من يقصر "الغنَاء" الممدودة فيرسمها " غَنا " مكتفيا بحذف الهمزة.
ولا أنا أهجو بلا سببٍ
فالناسُ مثلَ الطير ِ في الحرم
بهذا الحس الإنساني الداعي إلى الخير مَحَبَّة، يحرم الشاعر التهاجي الساعي إلى الشر مَغَبَّة.
بيد أن الأسلم للمعنى أن تأتي " مثل " مرفوعة لا منصوبة.
توقفت عند الهجاء بلا سبب متذكرا قول الحطيئة:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما
بهجو ٍ فما ادري لم أنَا قائلهْ
أرى ليَ وجها قبَّح الله خلقه
فقبِّحَ من وجهٍ وقبِّحَ حاملهْ.
في حين تاب بعض شعراء الهجاء عن الهجاء فهذا ابن الرومي يقول:
آليتُ لا أهجو طِوالَ الدهر إلا من هجاني
لا بل سأطَّرحُ الهجاءَ وإن رماني من رماني
أمنَ الخلائقُ كلهمْ فليأخذوا منّي أماني
هذه عجالتي الثانية
¥