ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطن الأحبة
ما كانَ عَهدي بالذينَ تَحَملوا = إلا كعهدِ مَن احتواهُ الجندلُ
هَجَرَت قَرارَ الحالِ نَفسي مُذ رَقَى = قَلبي جِهَامَ العيسِ ساعة َ اجفلوا
وحَكَت دموعي إثرهم رسمَ السرى = بعضٌ يخِب وآخرٌ يتغلغل
ومَحَاجري لِفراقِهم كدِيارِهم =أودى معالمَها ملثٌّ مُمحل
أسلو!؟ وكيف لي السلوُّ ولي بهم =رأيٌ يُشَلّ وذاكرٌ يتبتل
ولَهم بأحشائي نجيُّ صبابةٍ = عنها جهارً مقلتيَّ تولول
الله يا وطنَ الأحبةِ إنني = لطليقِ فكري في ذراكَ مكبل
وأراكَ مغنى ما أزجُّ من الثنا = نظما وإيماءً عليك أدلل
ولأنتَ عينُ معين كل رويةٍ = بدموع ناظمها طِلا تتكحل
لم أقتبِس من قاع قلبي جذوة = إلا وأنت بها الشهاب الأجدل
كلا ولن أبدي لغيرك همتي = ما دمتَ أنتَ من الهموم الأطول
ومنَ الهوى دار يحل بها الفتى = في الحلِّ والترحال لا تتبدل
وطنٌ وحيث أحب فهو من الهوى = قتلي وحيث أشوق فهو المقتل
وطن مرابعه مواطن ناظري =وكذا منازله لقلبي منزل
قصيدة جميلة أخي رسالة الغفران .. تطور كبير أراه واضحاً في هذه القصيدة بعد أن قرأت قصيدتك السابقة عن الصديق، الأفكار هنا تدل عليها الألفاظ وإن كانت مقعرة صعبة بعض الشيء (الجندل، العيس، ملث) ولاأنكر فصاحتها .. ربما غرض الإحساس بالحب للوطن يتطلب بعضاً من هذا .. ورغم الألفاظ التي وجدتها قاسية بعض الشيء تبدو لي الرقة في وصف المشاعر بالحزن للبعد عن الديار والوطن
ولَهم بأحشائي نجيُّ صبابةٍ = عنها جهارً مقلتيَّ تولول
ربما سقطت سهواً ألف (جهاراً)
استخدامك للبحر الكامل في التعبير عن الغربة موفق وإن كنت أرى أنك في سبيل ضبط الوزن تخطئ في الإعراب كما ذكر الأخ أبو سهيل (لن تبديَ)
كلا ولن أبدي لغيرك همتي = ما دمتَ (أنتَ من الهموم الأطول)
أما ماقاله الأخ أبو سهيل فأرى أننا يمكن أن نعرب أنت: مبتدأ، والأطول: خبر مرفوع ولا خطأ فيما قلته .. والله أعلم
المعنى في البيت الأول
ما كانَ عَهدي بالذينَ تَحَملوا = إلا كعهدِ مَن احتواهُ الجندلُ
الجندل هو الصخور والحجارة فكيف هذه الحجارة تحتوي المشتاق، أرى أن يحتويها هو وهذا الأولى فالحزين للفراق ولألم البعاد يشعر بأنه يحتوي ويحمل الصخور في قلبه حزناً وأسى
هَجَرَت قَرارَ الحالِ نَفسي مُذ رَقَى = قَلبي جِهَامَ العيسِ ساعة َ اجفلوارغم جمال المعنى ولكني أرى أنك تستعمل ألفاظ البيئة الصحراوية (الجمال والعيس)
وحَكَت دموعي إثرهم رسمَ السرى=بعضٌ يخِب وآخرٌ يتغلغلهذا البيت جميل في التعبير عن الدموع التي تتبع أثر الراحلين
أما هذه الأبيات:
ومَحَاجري لِفراقِهم كدِيارِهم=أودى معالمَها ملثٌّ مُمحل
أسلو!؟ وكيف لي السلوُّ ولي بهم=رأيٌ يُشَلّ وذاكرٌ يتبتل
ولَهم بأحشائي نجيُّ صبابةٍ=عنها جهارً مقلتيَّ تولول
الله يا وطنَ الأحبةِ إنني=لطليقِ فكري في ذراكَ مكبل
فهي رائعة جداً ومعبرة إلا أنني أعترض أخي رسالة الغفران كأخي طاوي ثلاث على لفظ "تولول" ليس لأنها نسائية بل لأنها بعيدة عن الشاعرية التي كانت تتسلسل بالقصيدة وبالذات الشطر الثاني (لطليق فكري في هواك مكبل) الله الله ما أجمله .. فالتضاد في المعنى يعطي الشاعرية فيضاً أكبر
وأراكَ مغنى ما أزجُّ من الثنا =نظماً وإيماءً عليك أدلل
ربما لو وضعت تنويناً لمغنىً كانت الموسيقا أجمل ولاتنسَ أنها نكرة
لم أستطع فهم: لماذا تدلل على وطنك وماذا تقصد؟؟
لم أقتبِس من قاع قلبي جذوة=إلا وأنت بها الشهاب الأجدلرائع رائع أخي .. وفقت كثيراً قي هذا البيت
وقد أبدعت أخي رسالة الغفران ووفقت في المعنى واللفظ والتعبير
وطن مرابعه مواطن ناظري=وكذا منازله لقلبي منزل
وأخيراً ختامها مسك وعنبر بيت جميل يدل على تربع الوطن في القلب وفي العين
هذا ما رأيته في نظرة سريعة بنظري الكليل وإن بدا لي شيء فلي عودة ..
ننتظر إبداعاتك أخي، ومن حسن إلى أحسن وفقك الله ..
اعذرني أخي رسالة الغفران فقد أثقلت وسامحني إن كان نقدي أزعجك ..
لولم تعجبني القصيدة لما تكلمت ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 09:32 ص]ـ
ما شاء الله
تبارك الله
أحسنت أخي (رسالة الغفران)، ثم أحسنت، ثم أحسنت!
¥