ـ[العبسي]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 10:46 م]ـ
الأخوان الكريمان:أبو العباس المقدسي و عاشق القلم
ربما تكونان على صواب، في كثير مما أتيتما به، ربما تكون هذه هي الحقيقة، لكنها إن كانت، فهي الصاعقة إذن، كيف لا وحزب الله اليوم - فيما يبدو لي على الأقل - الجهة الوحيدة التي تصدت وصمدت وإنتصرت، على عدو الحجر والشجر والبشر، هو الوحيد الذي أذلهم ومرغ بأنوفهم التراب .. لست ممن يعتد برأيه خطأ كان أو صوابا، لكن يراودني أحياناً شعور أننا نعاني عقدة التخوين والتكفير، دعونا نفترض أن حزب الله لدية أخطاء، لكن من منا، لا يعتريه النقص والخطأ، ثم لماذا لا نسير على قاعدة (عدو عدوي صديقي)، لماذا لا نتعاون فيما إتفقنا علية، ويعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه، ثم اني سمعت العلامة القرضاوي يقول - بعد زيارة الى أيران، ولقاءٍ مع علماء الشيعة ومشايخها - أنه وجد أن المشتركات بيننا وبينهم أكثر بكثير من المختلفات، وأن جسر الهوة بيننا ممكنة، ثم يا سيدي عاشق القلم تقول: (أنّ ما يسمى بحزب الله تفرّعَ عن حركة أمل، تلك الحركة الشيعية الحاقدة التي نكّلت بالفلسطينيين أهل المخيمات في صبرا وشاتيلا وتعاونت مع الصهاينة على الفلسطينيين المساكين) إن صح هذا القول فإنك تنسب هذا الفعل إلى أمل، وقد إنشق حزب الله عنها، وغني عن القول أن المنشق دافعه غلى الانشقاق مخالفته للمنشق عنه فلم نحمله وزر غيره، سؤالي هل ثبت بالدليل القاطع أن لحزب الله يد واضحة في بعض بلايا السنة المعاصرة، ثم أمر آخر هل كانت يد السنة على السنة يداً بيضاء دوماً، ألم يضع بعضاً من السنة يده في يد أعداء الأمة، ليقتل وينكل بأبناء السنة، هل تريدون أن أنكأ الجراح وأحدثكم، أم الاشارة تكفي، أنظروا حولكم، ماذا يجري في فلسطين والعراق والجزائر وأفغانستان ... السنة يفعلون بالسنة العجائب، أما إذا إلتقوا بأعداء السنة رموهم بالقبلات والبسمات واللقاءات الحارة، هل هذا يعيب السنة ككل؟! أم نقول: ورق خريف تساقط، فداسته الأقدام وعصفت به الريح في كل مكان .. إذا كانت هذه القاعدة، فإني أضنها تصلح لغيرنا كما صلحت لنا.
أسأل الله أن يسدد على الحق خطانا، وأن يجعلنا سلماً لأوليائه، حرباً على أعدائة، ونسأله أن يديمنا على عقيدة أهل السنّة والجماعة , التي نسأل الله أن يحينا عليها ويميتنا عليها.
والحقيقة أن هذه المعاني هي نفسها التي أردت أن أصل إليها في القصيدة:
............
............
............
يا سَعْدَها بِسَعْدِها أتى الفَتى
وأي قادمٍ إلى الرُبا أتى
سميرُ يا قنطارَ عَسْجَدٍ. متى
الجيوشُ تَأتي مثل ما جاء الفتى؟
يا خزيكم شِبْلٌ بِصَدْرِهِ حَمى
حِمى الحِمى مدافعاً. أين القَنا؟
أم بالقِيان ِ أنتموا تقاتلوا
أعداءَكم؟ والشّادِياتُ بِالغِنا؟
تَكَسَّرَتْ نِصْالُكُمْ عَلى نِصا
لِكُمْ وصَوتُكُم كَأَنَهُ صَدى
لا يُسمِعُ الأصواتَ إلا مَنْ لَهُ
مِنْ خالدٍ سيفٌ ودِرْعَهُ إرْتَدى
إذا أَرَدْتَ باغِيَاً نَعَامَةٌ
غَضَنْفَرٌ إذا أرَدتَني أََنا
تلوذ بالأعداء مني خشية ً
وتحتمي. هل يمنعُ الموتُ الفَنا؟
* سمير قنطار غير مسلم، وقد أشدت به هنا، إحقاقاً للحق، ولم أرى أن هذا أزعج أحداً، لماذا إذن ينزعج البعض من الاشادة بحزب الله إحقاقاً للحق أيضاً.
لكم حبي، وأتمنى أن لا يفسد خلاف الرأي للود قضية.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العبسي
أخي الكريم , لا نريدك أن تفهمنا خطأ , نحن لا نكفّر ولا نخوّن أحدا , ولسنا نفضّل غير المسلم على المسلم
وغاية ما نصحناك هو أن تضبط عواطفك , فلا تبالغ فيما لا يستحق المبالغة , وقد ضربت لك مثالا في المشاركة السابقة , أرجو أن تستوعبه , لأنّ صدمتك فيما كتبناه , ستكون أقل بكثير من صدمتك عند تغيير الموازين في المستقبل , وجلاء الأمور على حقيقتها , لأنّ المرء في نهاية الأمر سوف يعمل وفق ما تمليه عليه عقيدته ومذهبه وفكره وسيسعى لتحقيق الخطط والغايات التي ترسمها تلك العقيدة وذاك المذهب الذين ينتمي إليهما
فتنبّه يرحمك الله
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:51 م]ـ
أخي الكريم العبسي، إنّ مجرد طرقك لقضايا الأمة يدل على فضلك وطيب معدنك- ولا أقوله تصنعا- ولكن مثل هذه القضية بالذات حساسة، فهي متعلقة بالماضي والمستقبل، وبالنسبة للحركات أو الأفراد غيرالمسلمين فهم مفروغ منهم، وفي أول سورة الروم يبين الله كيف يفرح المسلمون عندما انتصرت الروم على فارس، ولكن المشكلة في هذا الإغفال للماضي .. ويا أخي الحبيب: أنا لم أقل أنّ حزب الله انشقّ، بل قلت تفرّع والفرق واضح، فالحركة عندما ساءت سمعتُها بما فعلتْ، أخرجت لنا هذا الابن، وأنا لا أستطيع أن أذكر لك هنا كل ما في الكتاب المذكور سابقا، وهذا الكتاب لا يدع مجالا للشك في هذه الحقائق، وسترى فيه كيف ذكر -موثّقا- جرائم هذا الحزب الذي تمدد إلى الكويت والبحرين بل والسعودية بأعمال مفسدة .. أما القتال بين أهل السنة فهذه لا شك مصيبة. ولكنها لا تبرر لنا أن نتناسى الماضي، ولا أن نتجاهل الأهداف المضادة لأهدافنا، ولو تأمل متأملٌ الأحداث الأخيرة في لبنان وتسلط حزب الله لبان له أن وراء الأكمة ما وراءها. أما حديث التكفير فلم نتطرق إليه ولا هو مجال حديثنا. وفقنا الله جميعا للحق.
¥