وهكذا دواليك، قام آحدهم أو مجموعة من الشعراء الذين لا نعرفهم وانشدوا ما في نفوسهم، ومن بعدهم حفظ الناس النغمة سماعيا وبدأوا ينظمون وفقها الشعر، حتى أتي الخليل بن أحمد ورصد النغمات المختلفة وحعل لها قوانين وبحاراً اسماها البحور مستندة كما تعلمون على ثماني تفعيلات وهي:
فعولن ب - -
مفاعيلن ب - - -
فاعلاتن - ب - -
فاعلن - ب -
مستفعلن - - ب -
متفاعلن ب ب - ب -
مفعولات - - -ب
وقد أضيف لاحقاٍ تفعيلاتان
مستفع لن - - ب -
فاع لاتن - ب - -
@@@@@@@@@@@@
ويقول غالب الغول:
(((لم يستطع الإنسان أن يخترع نغمة , بل فطرها الله في نفسه , كما فطر إيقاع الهديل في أنفس الحمائم.
أما نغمة بحر الطويل , فلم يكن للطويل نغمة واحدة , بل مجموعة من الجمل الموسيقية الإيقاعية المحشوة بالنغمات (بوزنين موسيقيين , وزن ثلاثي , ووزن رباعي موسيقي) تتمثل بترتيب النغمات ترتيباً إيقاعياً , وهذه كانت قبل الخليل , فلم يقل الخليل (فعولن مفاعيلن) قبل أن سمعها من شيخ يعلم صبية أصول الإيقاع الشعري, قائلا: (نعم لا لا , نعم لا). فالعروض محاكاة للأصوات الإيقاعية المنتظمة , سواء كانت هذه الأصوات قد صدرت من الطبيعة أم صدرت من فطرة الإنسان.
وأما الشعراء سواء عرفناهم أم لم نعرفهم , فلم يأتنا منهم إلا الشعر الموزون والمقفى بوزن إيقاعي معروف , نظمه الخليل بنظام التفاعيل , لكي يحفظ السر الإيقاعي المألوف والمتناسب مع الذائقة العربية والفطرة الإيقاعية.)))))
ويقول الأستاذ معين:
لقد تعرفت إلى العروض، حين كنت في الصف التاسع الثانوي، ولأنني لا أتقبل شيئاً كمُسلَّمٍ به، أو مفروغ منه، ولأنني، بعكس ما يعتقده البعض في قدراتي، فأنا عسير الفهم، بطيء الهضم ولا أستطيع سبر أغوار العلوم والوصول إلى يقينية قواعدها إلا إذا أدركت القواعد أو القوانين غير المكتوبة في العلم ذاته والتي تدعم مصداقية القوانين المكتوبة ذاتها!
@@@@@@@@@@@
ويقول غالب الغول:
كان من المفروض أن لا يستسلم الباحث لأي شيء يقدم إليه قبل أن يضعه بميزان الخطأ والصواب , ليعرف غثه من سمينه , ونشكرك على هذا القول)))
ويقول الأستاذ معين:
وأول سؤال وجهته الى نفسي: لماذا لا تستطيع هذه التفعيلة " الفرضية " أن تكون تفعيلة في اللغة العربية:
مُسْتفْعلَلِلوْياتان = - - ب ب ب - ب – ب
ورجحت أن هذه التفعيلة، لا يمكنها أن تكون تفعيلة باللغة العربية، وذلك لأن لكل تفعيلة صريحة كلمة تطابقها في اللغة العربية، ناهيك على أن التفعيلة نفسها كلمة!! بيد أن نغمتها هي مقطع مستقل قد يحل بكلمة كاملة وقد يحل بأجزاء منها وبأجزاء ممن قبلها أو بعدها!!! ولكن إن أفردناها، أي النغمة وجعلناها مستقلة فلا يمكن لها أن تحل إلا بكلمة صريحة!!! والنتيحة الواجبة من هذا الترجيح هو أن التفعيلة ونغمتها تستطيعان تجزئة الكلمة بيد أننا لا نستطيع تجزئة التفعيلة كأن نقول مثلاً:
مستفعلن - - ب - ما هي إلا فعلن - - و فَعو ب - (ضرب محذوف المتقارب)
@@@@@@@@@@@@
ويقول غالب الغول:
لقد صدقت يأ أخي معين , بما تفضلت به في الفقرة السابقة , ومن قولك هذا نبدأ مشوارنا في المناقشة حول بحورك الجديدة وهي:
ـــ بحر الغزل بمقاطعه هذه:
(ب ب ب ب ب ـ ب ب ــ ب ب ـ)
فأي لغة تقبل مثل هذه المتحركات المتتالية؟؟ وأي كلمات تتفق مع مثل هذا التتابع , وأي شاعر وعروضي يوافقك على تتابع هذه الأسباب والأوتاد؟؟؟
وإذا كنت قد استحدثت لهذا البحر إيقاعاً خاصاً بك , واستهوته نفسك , فهل يعنى أننا إذا أنشدنا القصيدة على إيقاعات مختلفة فإننا نحصل على بحور مختلفة للتفاعيل نفسها؟؟.
كان هذا هو اعتراضي على بحر الغزل , بأنه لا يخرج عن إيقاع بحر الخبب الشاذ , أو بحر الرجز (المفبرك) باختراع المتحركات التي يأباها الذوق الشعري الإيقاعي.
وإذا كان الخليل قد منع (الكف) في مستفعلن وفي متفاعلن , فكيف أنك تسمح بالتفاعيل الآتية أن تشكل بحراً جديداً أسميته بحر (الطرب) واخترعت له التفاعيل الآتية:
استفعلَ استفعلَ استفعلتْ
ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ــ ب ـــ
بأي قاموس نزلت التفعيلة (استفعلتْ) يا أخي معين؟
أيجوز أن أطلق على هذا البحر اسم (المضطرب) لو لفظت تفاعيله بالشكل الآتي:
مضطربُ مضطربُ مستضربُ
¥