تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واصوات اللغه متنوعه مختلفه. فالمتحرك غير الساكن , والممدود غير المقصور , والصوت في اول الكلمه غيره في حشوها او نهايتها. ميم كتمت غير ميم السهم وغير ميم الم في بيت شوقي في نهج البرده:

جحدتها وكتمت السهم في كبدي ....... جرح الاحبه عندي غير ذي الم

واخيرا فالصوت اللغوي ليس صوتا مجردا كما هو في الموسيقي , وانما هو صوت متشخص متلبس بالمعني. وللشاعر الامريكي ارشيبالد مكليش كلمه جميله في هذا المعني يقول فيها: ان اعمده ديانا علي الاكروبول مصنوعه من قطع من الرخام لم يسبق لها قط ان كانت فتيات. ولكن كل صوت يشكل كلمه كان قد حمل معنى تلك الكلمه قرونا طويله حتي لم يعد بالامكان استعماله في قصيده دون ان يوحي بذلك المعني.

وتلبس الاصوات اللغويه بالمعاني له نتيجتان , الاولي: ان الايقاع لا يمكن ان يكون وحده دالا علي شيء , وانما يكون نشيطا , او خاملا , بطيئا او سريعا , جامدا او طيعا , متجددا متنوعا او رتيبا مكرورا بما تدل عليه الكلمات التي يتجسد فيها. نحن نعرف جميعا ان معلقه امرئ القيس من الطويل , وحين نقرا بيته المشهور في وصف حصانه:

مكر , مفر , مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطه السيل من عل

يتمثل لنا الطويل في جلاله ونبله وفروسيته البدويه , فهل نجد هذه الصفات في مطلع قصيده ابي نواس:

ودار ندامي عطلوها وادلجوا ........ بها اثر منهم جديد ودارس

مساحب من حر الزقاق علي الثري ... واضغاث ريحان , طري ويابس

وهل خطر اصلا ببالنا ان هذه التحفه النواسيه الدامعه المضمخه بالعطر والنشوه هي من البحر ذاته الذي يفضله فرسان الباديه واصحاب السلطه والجاه؟!

والنتيجه الاخري لتلبس الاصوات اللغويه بالمعاني هي ان التقسيمات الايقاعيه ليست وحدها التي تملي علينا وقفاتنا خلال القراءه , وانما نراعي الايقاع دون ان نمزق الكلمه او نفسد المعني , ونراعي المعني دون ان نضيع الايقاع او نبدده.

مثلا اذا انشدنا بيت ابي نواس المشهور:

دع عنك لومي , فان اللوم اغراء ...... وداوني بالتي كانت هي الداء

وهو من البسيط وتفعيلاته هكذا:

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

فاذا قطعنا بيت ابي نواس وجدناه علي النحو التالي:

دع عنك لو مي فان اللوم اغ راء

وداوني بالتي كانت هي ال داء

لكننا في انشاد الشطره الاولي لا نستطيع الوقوف علي هذه التقسيمات حتي لا نفسد المعني , علي حين نستطيع في الشطره الاخري. (3) وهكذا نجد ان البيت الواحد من البحر الواحد يتضمن ايقاعين اثنين!

نقلاً عن جريدة الأهرام

(1) يذكر الشاعر هنا أن الزحاف ينتج إيقاعا مختلفا ويبدو لي هذا مخالفا للحديث عن تغيير الإنشاد للجعل المزاحف وغير المزاحف ذوَي لإيقاع واحد.

(2) لا أدري إن كان هذا يتاقض ما ورد في الرقم (1) أعلاه من اختلاف الإيقاع مع اختلاف الزحاف. وأرى الحقيقة بين أمرين هما الكم من ناحية والهيأة من ناحية أخرى، بمعنى أن وزن المتقارب يكون

3 2 3 2 3 2 3 وهنا تحقيق لمبدإ الكم من حيث الرقمين 2 و 3 والهيئة من حيث تكوين الوزن قمما وأودية تتساوى القمم جميعا والأودية جميعا. ويكون 3 1 3 2 3 2 3 وهنا تحقيق لمبدأ الهيئة من تناوب الوديان والقمم مع سماح بتغير محدود في عمق الوادي.

وتطبيق هذا مجال رحب مبثوث في تطبيقات الرقمي في الإيقاعين البحري والخببي حيث الإيقاع الخببي فلاة مستوية حين يكون من أسباب خفيفة ويمكن أن يكون من قمم ووديان إن جاءت أجزاؤه 1 3 متكررة وقطعناه سمعيا الأمر الذي يجعل هذا الإيقاع ذا طبيعة مزدودة كما يمكننا اعتبارة فلاة إذا اعتبرنا تقطيعه الخببي.

(3) يرجع هنا إلى موضوع طول التراكيب على الرابط:

http://arood.com/vb/showthread.php?p=24191#post24191

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 06:25 م]ـ

والنتيجة الأخرى لتلبس الأصوات اللغوية بالمعاني هي أن التقسيمات الإيقاعية ليست وحدها التي تملي علينا وقفاتنا خلال القراءة , وإنما نراعي الإيقاع دون أن نمزق الكلمة أو نفسد المعنى , ونراعي المعنى دون أن نضيع الإيقاع أو نبدده.

مثلا إذا أنشدنا بيت أبي نواس المشهور:

دع عنك لومي , فإن اللومَ إغراءُ ...... وداوني بالتي كانت هي الداء

وهو من البسيط وتفعيلاته هكذا:

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن

متفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن

فإذا قطعنا بيت أبي نواس وجدناه على النحو التالي:

دع عنك لو ... مي فإنْ ... نَ اللوم إغ ... راءُ

وداوني ........ بالتي ... كانت هي ال ... داء

لكننا في إنشاد الشطرةِ الأولى لا نستطيع الوقوف علي هذه التقسيمات حتي لا نفسد المعنى, على حين نستطيع في الشطرة الأخرى وهكذا نجد أن البيت الواحد من البحر الواحد يتضمن إيقاعين اثنين!

أعلم أن الموضوع هنا منقول بأخطائه الإملائية، ولكنني لا أستطيع متابعة المقال إذا كان المقطع القصير المقتبس هنا يعج بمثل هذه الأخطاء ..

التعليق:

نعم ..

تتلبس الأصوات اللغوية بالمعاني المختلفة، ولكن لا يمكننا القول إن البيت الواحد يتضمن إيقاعين اثنين، فإيقاع القصيدة يستقر في صفحة نفس الشاعر والسامع منذ شطر القصيدة الأول .. ومهما اختلفت وقفات الشاعر بين الكلمات، حال إنشاده القصيدة، من بيت لآخر، ومن شطر لآخر، فإن ذلك الإيقاع الذي ينبع من كلمات القصيدة وأصواتها لا يختلّ أو يتبدل، وإلا أحس السامع بنشازه.

الوقفة الأولى: دعْ عنكَ لومي=مستفعلاتن .................. من الرجز

الوقفة الثانية: فإنّ اللومَ إغراءُ=مفاعيلن مفاعيلن ........... الهزج

الوقفة الثالثة: وداوني= متفعلن ........................... رجز

الوقفة الرابعة: بالتي كانت هي الداءُ=فاعلاتن فاعليّاتن ...... من الرمل

وهو ما أطلقتُ عليه في إحدى مقالاتي: بالتداخل الإنشادي

شكراً لأستاذنا الكبير على هذا النقل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير