وتعرف السبب بأنه الوحدة الضعيفة أو المتغيرة في التفعيلة، وهو يوافق مقطعا واحدا، قصيرا كان هذا المقطع أم طويلا. كما ترى أن مصطلحي الوتد والسبب ذاتهما يعكسان عند العروضيين العرب التمييز بين الوحدات الوزنية من حيث القوة والضعف، وتستشهد بقول ابن عبد ربه: "وإنما قيل للسبب سبب لأنه يضطرب فيثبت مرة ويسقط أخرى، وإنما قيل للوتد وتد لأنه يثبت فلا يزول".
وتخلص إلى القول بأنه مع ثبات هذا الوتد، فإنه يخضع لبعض التغيير أحيانا، وإن كان هذا التغييرالذي يؤثر على مقاطع الوتد بالحذف أو الزيادة، لا يقع إلا في نهاية الشطر، خلافا للتغيير في مقاطع الاسباب، فإنه لا يكاد المرء يحس بتأثيره على إيقاع البيت، ولعله لذلك سميت العلل عللا، والزحافات زحافات (أي أمراضا خفيفة).
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[26 - 10 - 2010, 11:36 م]ـ
كنت أتساءل وأنا أتتبع منهج العروض الرقمي عن الصلة بينه وبين العروض التوليدي، وبخاصة في مسألة التمييز بين الأصل والفرع، أو بين البنيتين العميقة والسطحية. ولم يطل هذا التساؤل كثيرا لأني لم ألبث أن قرأت لخشان قوله: "تقلل وجهة النظر التقليدية التي سادت العالم العربي منذ الخليل إلى اليوم شأن هذه الدوائر باعتبارها استنتاجا من البحور والتفاعيل لا أصلا يمثل تصورا كليا عند الخليل انبثقت منه البحور والتفاعيل كوسيلة شرح وتوضيح". وقوله: "أصل البحر – عموما - هو الصورة القياسية له كما تظهر على ساعة البحور (دوائر الخليل) والتي تتجسد فيها قاعدة التناوب العامة بين الزوجي والفردي".
إذن، فصاحبا هذين المنهجين ينهلان من نبع واحد، هو نبع الثقافة العربية ومن ضمنه فكر الخليل نفسه.
وإذا كنا عرفنا البنية العميقة عند خشان، أو الأصل، فكيف تبدو البنية السطجية في منهجه؟ لم أجد خشان ذكر المقاطع بالمفهوم اللغوي الشائع لها syllables ، وبدلا من ذلك رأيناه أكثر التصاقا بمنهج الخليل في تعامله مع البنية السطحية من خلال رموز المتحرك والساكن، بل إنه بقي مختفظا برموز الخليل التي ذكرها ابن عبد ربه في قوله:
فما لها من الخطوط البائنة * دلائل على الحروف الساكنة
والحلقات المتجوفات * علامة للمتحركات
ولا بأس بذلك، وإن كنا نرى أن الاتجاه في الدرس اللغوي الحديث يميل إلى اتخاذ المقطع وحدة صوتية معروفة عند مختلف الأمم، بل إن العرب عرفوها منذ بدأ الفلاسفة المسلمون يكتبون في الموسيقى والوزن الشعري وأولهم الفارابي ثم ابن سينا وابن رشد وغيرهم. قال الفارابي: "وكل حرف غير مصوت أتبع بمصوت قصير قرن به فإنه يسمى المقطع القصير، والعرب يسمونه الحرف المتحرك، من قِبَل أنهم يسمون المصوتات القصيرة حركات " وقال: "وكل حرف لم يتبع بمصوّت أصلاً، وهو يمكن أن يقترن به، فإنهم يسمونه الحرف الساكن، وكل حرف غير مصوت قرن به مصوت طويل فإنا نسميه المقطع الطويل ".
أقول ذلك لأني وجدت خشان يركز على شرح باب الساكن والمتحرك في منهاجه وبقول: ولم أكن أركز عليه ظنا مني بأنه مفهوم للجميع. ولكني اكتشفت أن كثيرين لا يتقنون هذا الموضوع، لهذا فسأسهب في شرحه لصالح من لا يعرفه".
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[27 - 10 - 2010, 10:43 م]ـ
الدوائر العروضية:
فيما يلي قائمة بالبحور الستة عشر حسب ترتيبها في دوائرها الخمس، مثبتة في نماذجها المجردة abstract patterns وقد اخترنا هذه المرة أن نثبتها برموز الأبجدية العربية، تسهيلا للطباعة، فالوتد الإيامبي (المجموع) نرمز له بالرمز (و)، وللوتد التروكي (المفروق) بالرمز (ف) ثم للسبب بالرمز (س). وقد أثبت شطرا واحدا من البحر اختصارا، لأن الشطر الثاني مطابق للأول تمام المطابقة. وأضفت إليها الرموز الرقمية لتتسنى المقارنة بين النظامين.
الدائرة الأولى:
الطويل و س وس س و س و س س
3 2 3 2 2 3 2 3 2 2
البسيط س س و س و س س و س و
2 2 3 2 3 2 2 3 2 3
المديد س و س س و س و س [س و]
2 3 2 2 3 2 3 2 [2 3]
الدائرة الثانية:
الوافر وس س وس س وس س
3 (2) 2 3 (2) 2 3 2 2
الكامل س س و س س و س س و
(2) 2 3 (2) 2 3 (2) 2 3
الدائرة الثالثة:
الهزج و س س و س س [و س س]
3 2 2 3 2 2 [3 2 2]
الرجز س س و س س و س س و
2 2 3 2 2 3 2 2 3
الرمل س و س س و س س و س
2 3 2 2 3 3 2 3 2
الدائرة الرابعة:
السريع س س و س س و س س ف
¥