لذا أقول لأخي شاعر الصحراء: أتجد نفس الميل إلى حذف ألف براريها لو كان البيت مثلا:
عبت الدنيا من جدا السحب واسود ... دت براريها تشتكي من جفاف؟
إن زال الإحساس بالخلل، كان منشؤه المراقبة وعدم التشاكل،
وإن انتقل الخلل إلى الشطر الأول كذلك، فسين مستفعلن السبب،
وإن بقي الإحساس بالخلل في الشطر الثاني دون الأول فالله أعلم.
بالنسبة لي لا أشعر بكبير خلل، ربما لأن الخفيف ليس خفيفا علي، وأظنهم سموه خفيفا من باب التفاؤل كما سموا الصحراء مفازة.
والله تعالى أعلم
والسلام.
أستاذي الفاضل عطوان .. جزاك الله عنّي كل خير
جاء في ردّكم "لذا أقول لأخي شاعر الصحراء: أتجد نفس الميل إلى حذف ألف براريها لو كان البيت مثلا:
عبت الدنيا من جدا السحب واسود ... دت براريها تشتكي من جفاف؟
إن زال الإحساس بالخلل، كان منشؤه المراقبة وعدم التشاكل،
وإن انتقل الخلل إلى الشطر الأول كذلك، فسين مستفعلن السبب،
وإن بقي الإحساس بالخلل في الشطر الثاني دون الأول فالله أعلم."
نعم أخي الفاضل لقد انتقل الخلل الى الشطر الأول أيضا وأنا لا أعتقد أنّ مردّ السبب الى سين مستفعلن سيحلّ المشكلة لأنّ التفاعيل من وجهة نظري هي مقياس لوزن الشعر وليست مبرّرا لارتكاب الضرورات وإلاّ فما رأيك سيّدي أن نكتب البيت السابق كالتالي:
عبّت الدنيَ من جدا السحب واسود ... دت براريهَ تشتكي من جفاف
فهل يقبل منّي؟؟؟
وإذا لم يقبل منّي أليس لي الحق أن أتساءل عن جدوى كتابة حرف عليّ التعامل معه كأنّه غير موجود؟؟
وأستميحك عذرا أن أرجع هنا الى ما ورد في ردّ الأستاذ سليمان " ولكن المؤكد هنا أن منشد البيت إذا كان مرهف الحس إزاء بعض الخلل في الإيقاع فقد يعمد في إنشاده للبيت إلى إجراء هذا الخطف. فالأمر هنا يتعلق بموسيقى الكلام "
أليس الأولى بأن لا نقبل في الضرورات الشعرية ما يتسبّب في إفساد اللغة ويذهب بجماليتها فنضمن بذلك سلامة نطقها من المنشد وغير المنشد؟؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 07:52 م]ـ
أخي شاعر الصحراء
لم أجد في الضرورات وبخاصة ما اتصل منها بحذف الألف ما يقنعني في هذا الشأن، وقد جاء في ضرائر الشعر لابن عصفور قوله: "وأما الألف الواقعة صلة لها ضمير المؤنث، فإن حذفها والاجتزاء بالفتحة عنها من قبيح الضرائر، نحو قول بعض العرب:
أما تقود به شاة فتأكلها ** أو أن تبيعه في بعض الأراكيب
يريد: أو أن تبيعها ".
وقد قلت أنك بالخيار، إن تترك هذه الألف على حالها أو بالكلمة كلمة أخرى يظهر بها الزحاف المستحب. ولا أريد لك أن تلجأ إلى ضرورة لا داعي لها كما لجأ الهذلي في بيته من الوافر في قوله:
أبيت على معاريَ واضحات ** بهن ملوب كدم العباط
وقد كان بإمكانه ببساطة أن يقول: على معار ٍ، فالعصب في الوافر مستحب كالأصل.
ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 08:20 م]ـ
أخي شاعر الصحراء
لم أجد في الضرورات وبخاصة ما اتصل منها بحذف الألف ما يقنعني في هذا الشأن، وقد جاء في ضرائر الشعر لابن عصفور قوله: "وأما الألف الواقعة صلة لها ضمير المؤنث، فإن حذفها والاجتزاء بالفتحة عنها من قبيح الضرائر، نحو قول بعض العرب:
أما تقود به شاة فتأكلها ** أو أن تبيعه في بعض الأراكيب
يريد: أو أن تبيعها ".
وقد قلت أنك بالخيار، إن تترك هذه الألف على حالها أو بالكلمة كلمة أخرى يظهر بها الزحاف المستحب. ولا أريد لك أن تلجأ إلى ضرورة لا داعي لها كما لجأ الهذلي في بيته من الوافر في قوله:
أبيت على معاريَ واضحات ** بهن ملوب كدم العباط
وقد كان بإمكانه ببساطة أن يقول: على معار ٍ، فالعصب في الوافر مستحب كالأصل.
أستاذي الفاضل سليمان ..
هذا قول شاف ..
فتح الله عليك وجزاك الله عني خير الجزاء ..
ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 08:22 م]ـ
أخي شاعر الصحراء
لم أجد في الضرورات وبخاصة ما اتصل منها بحذف الألف ما يقنعني في هذا الشأن، وقد جاء في ضرائر الشعر لابن عصفور قوله: "وأما الألف الواقعة صلة لها ضمير المؤنث، فإن حذفها والاجتزاء بالفتحة عنها من قبيح الضرائر، نحو قول بعض العرب:
أما تقود به شاة فتأكلها ** أو أن تبيعه في بعض الأراكيب
يريد: أو أن تبيعها ".
وقد قلت أنك بالخيار، إن تترك هذه الألف على حالها أو بالكلمة كلمة أخرى يظهر بها الزحاف المستحب. ولا أريد لك أن تلجأ إلى ضرورة لا داعي لها كما لجأ الهذلي في بيته من الوافر في قوله:
أبيت على معاريَ واضحات ** بهن ملوب كدم العباط
وقد كان بإمكانه ببساطة أن يقول: على معار ٍ، فالعصب في الوافر مستحب كالأصل.
أستاذي الفاضل سليمان ..
هذا قول شاف ..
فتح الله عليك وجزاك الله عني خير الجزاء ..
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 08:30 م]ـ
أخي أبا عبد القيوم
معك حق في أن لا تشعر بكبير خلل في إسقاط سين مستفعلن، فإن إبقاءها في الخفيف شائع بنسبة معقوله لا توجب القول بندرتها ندرة شديدة. بل إن المعري وهو المعروف بدقة إحساسه بالوزن جاء في مرثيته لفقيه حنفي بالتفعيلة مستفعلن على أصلها 29 مرة في القصيدة التي بلغت 64 بيتا، وأولها قوله:
غير مجد في ملتي واعتقادي ** نوح باك ولا ترنم شاد
والذي أعتقده في بيت أخينا شاعر الصحراء أن توالي ثلاثة حروف مد في كلمة (براريها) يحمل في نبرها ثقلا أحس به الشاعر، ولذلك نصحته بتغيير هذه الكلمة فالشعراء، كما قال الخليل، أمراء الكلام يصرفونه أنى شاؤوا.
¥