ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[16 - 12 - 2010, 11:33 م]ـ
نعم أخي الفاضل لقد انتقل الخلل الى الشطر الأول أيضا وأنا لا أعتقد أنّ مردّ السبب الى سين مستفعلن سيحلّ المشكلة لأنّ التفاعيل من وجهة نظري هي مقياس لوزن الشعر وليست مبرّرا لارتكاب الضرورات وإلاّ فما رأيك سيّدي أن نكتب البيت السابق كالتالي:
عبّت الدنيَ من جدا السحب واسود ... دت براريهَ تشتكي من جفاف
فهل يقبل منّي؟؟؟
وإذا لم يقبل منّي أليس لي الحق أن أتساءل عن جدوى كتابة حرف عليّ التعامل معه كأنّه غير موجود؟؟
أخي الكريم شاعر الصحراء.
الألف التي لا تستسيغها في كلمتي براريها والدنيا وتستسيغ حذفها هي سين مستفعلن في الشطرين، مما يدل على أنها مكمن الخلل، وقد يكون لزحاف ما وقع حسن على النفس لا تجده في الأصل. ولعل هذه السين إذا جاءت حرف مالت النفس لحذفه والاجتزاء بالحركة المجانسة التي هي بعض حرف المد.
لو قيل مثلا:
يا طبيبا للقلب هل مات قلبي ... نبضهُ لا يصغي له قلب حِبِّي
أتراك تحس بنفس الخلل؟
إن كان نعم فسين مستفعلن (للقلب يصغي) وراء ذلك أيا كانت، وإلا فالسين لو كانت مدا.
والله أعلم
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستاذنا أبا إيهاب
لعل الخلل الذي يستشعره أخونا شاعر الصحراء هو في إبقاء سين مستفعلن لا إسقاطها، وقد استشعر ذلك أيضا في الشطر الأول لما استبدلت كلمة الدنيا بالأرض، فاستساغها (الدُنْيَ) بحذف الألف أيضا، فهو يستحسن ما استحسنه الأخفش فيما تفضلت بنقله، ويرى أن الأصل (فاعلاتن متفعلن فاعلاتن) أو (فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن) وأن السين زائدة.
ولقد صنعت له بيتا لا يسوغ فيه حذف سين مستفعلن كما يسوغ حذفها لو كانت حرف مد، محاولة علها تنبئ عن شيء. والغرض أن نتعلم منكم ومن أساتذتنا العروضيين.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 11:14 ص]ـ
عَبّتِ الأرضُ من جدَا السّحْبِ واسودْ ... دَت براريها تشتكي من جفاف
لا أرى في البيت مشكلة وزنية.
فهو -كما هو واضح وكما ذكر شاعرنا- موزونٌ على تام الخفيف
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
حيث جاءت (مستفعلن) -في العجز- سالمة من الزحاف، وهي أجود عندما ترد مزاحفة على: (متفعلن).
ولذلك فليس في حذف الألف -الثانية- من (براريها) ضرورة، لأن الوزن صحيح بوجودها
بل لا نجيز حذف مثل هذه الألف -للضرورة- أصلاً.
المشكلة ليست -إذن- في مجيء (مستفعلن) سالمة من الزحاف، فما أكثر الشعر الذي جاءت فيه (مستفعلن) سالمة من الزحاف، دون أن تلحظ فيها مثل هذا النكر أو النفور ..
وعلى الرغم من ميل الغريزة العربية إلى النفور من توالي ثلاثة أسباب في الشعر العربي -كما أشار أستاذنا سليمان- إلاّ أن الشعراء لم ينفروا من هذه الظاهرة نفوراً تاماً، فأبقوا عليها في الخفيف والمنسرح ..
وفي مراجعة سريعة لمعلقة ابن حلزة:
آذنتنا ببينها أسماءُ
و (معلقة) المعري:
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي
نلاحظ أن نسبة الشطور التي وردت فيها (مستفعلن) سالمة من الزحاف، تشكل 23 - 27% من مجموع شطور القصيدة.
المشكلة إذن في غير ذلك ..
وقد تتبعتُ الشطور التي وردت فيها (مستفعلن) سالمة، فوجدتُ الشعراء يفصلون الكلمات التي تحملها (فاعلاتن) الأولى عن الكلمات التي تحملها (مستفعلن) بعدها، فصلاً تاماً.
فمن قصيدة المعري:
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي ** نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً ** ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا ** فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
ومن قصيدة اليشكري:
وَطِراقاً مِن خَلفِهِنَّ طِراقٌ ** ساقِطاتٌ تُلوي بِها الصَحراءُ
أَوسَكَتُم عَنّا فَكُنّا كَمَن أَغـ ** مَضَ عَيناً في جَفنِها أَقذاءُ
إلاّ ما اشتركا معاً بأل التعريف:
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي ** سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْ دُ هَوَانُ الْآبَاءِ والأجْدادِ
وكذلك:
إِن نَبَشتُم ما بَينَ مِلحَةَ فَالصا ** قِبِ فيهِ الْأَمواتُ وَالأَحياءُ
فهل يمكن أن نعيد النكر في مثل ذلك البيت إلى عدم الالتزام بمثل هذا الفصل؟
ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 06:58 م]ـ
أستاذي الفاضل د. عمر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في ردّكم " ولذلك فليس في حذف الألف -الثانية- من (براريها) ضرورة، لأن الوزن صحيح بوجودها
بل لا نجيز حذف مثل هذه الألف -للضرورة- أصلاً." ..
المشكلة يا أستاذ أنّ هذه الألف ثابتة كتابة فقط لكنّها غيرمنطوقة أي شبه محذوفة ورغم ذلك فالبيت موزون وهذا بالضبط ما قصدته بسؤالي .. هل يمكن اعتبار سلامة النطق شرطا في سلامة الوزن فلا نقبل من الضرورات إلا ما لم يخالف قواعد اللغة؟؟ وهل علينا أن نستسيغ قراءة براريها " براريهَ "حتى وإن شفعت لها سين مستفعلن .. أليس في هذا إفساد كبيريفقد الشعر دوره في حماية لغة الضاد؟؟ ..
احترامي وتقديري ..