تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ مثلا مسألة الناسخ والمنسوخ بما تحمل منإساءة للنص القرآني وأحكامه .. ومسألة الخروج من النار حيث هي في أصلها افتراء افتراه اليهود علي الله تعالي .. ومسألة الشفاعة حيث تم تلبيسها بروايات نسبت ظلما للرسول [مما جعل أبناء الأمة ينظرون لآيات الشفاعة في القرآن الكريم من منظار روايات التاريخ .. كذلك مسألة الطلاق وخصوصا الأحكام المترتبة ما بعد وقوع الطلاق ومسألة تعدد الزوجات حيث الأمر في كتاب الله تعالي يختلف عنه في الفقه والموروث، هناك أيضا بعض أحكام الميراث مثل مسألة الكلالة وأشياء أخري عديدة أعتقد أن المجال هنا لا يتسع لذكرها وقد بينتها بالتفصيل في كتابي» محطات في سبيل الحكمة « .. المسألة إذن تكمن في كون النص القرآني بات مغيبا تماما وتحل بدلا منه بعض روايات التاريخ التي لا ندري من أين اكتسبت قوة الإلزام لدرجة جعلوها حجة علي كتاب الله تعالي ..

بصراحة .. هل تنكر السنة؟

ـ أنا أنكر فقط ما لفق علي السنة الشريفة من رواياتتم اعتبارها في عصر من العصور عين السنة الشريفة، وإنكاري لهذه الروايات هو انتصارللسنة الشريفة، فالإساءة لكتاب الله تعالي وللسنة الشريفة ولشخص النبي [هو إقرار ما لم ينزل الله تعالي به من سلطان وقد تم فرض ذلك علي الأمة وإدخاله ساحة المقدس.

لكن هناك تشريعات عدة الأصل فيها لأحاديث نبوية مشهورة .. فكيف تنادي بتركها؟

ـ الحديث النبوي الشريفالحق غير الموضوع لا يتعارض أبدا مع كتاب الله تعالي، لأن الرسول [كان بسلوكهوحياته قرآنا يمشي علي الأرض .. فكيف إذن من الممكن أن يقول قولا يتعارض مع كتابالله تعالي .. نعود فنقول إن المشكلة في كثير من الروايات التي تم فرضها علي الأمةعلي أنها سنة وهي في حقيقتها موضوعة وملفقة ولا تحمل للسنة وللدين إلا الإساءة وهيعين الجحود بكتاب الله تعالي .. وأنا قد بينت في مئات الأحاديث في البخاري ومسلمعند السنة والكافي عند الشيعة المتناقضة مع بعضها البعض والمتعارضة مع كتاب اللهتعالي ولا يقبلها أي عقل أو منطق، وبينت أن كل محاولات ذر الرماد في العيون إنماهو للإيهام بأنها ليست متعارضة مع كتاب الله تعالي ومع بعضها فيما يسمونه بتأويلمختلف الحديث .. وهي محاولات تم فيها القفز الفاضح علي الصياغة اللغوية لهذهالروايات وأن شروح هذه الروايات لا علاقة لها بصياغتها اللغوية .. وأن الهدف كان الإيهام بصحة هذه الروايات مهما كانت درجة تطليق العقل ومخالفة قواعد اللغة العربية.

يدفعنا هذا للحديث عن صلاحية التشريع التي أعطاها الله سبحانه وتعالي للنبي صلي الله عليه وسلم بموجب الآية الكريمة» وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا «ومثال علي ذلك فروض الصلاة وعددها وعدد ركعاتها.

ـ النسبة لفروض الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها فقد أخذناها منه صلي الله عليه وسلم ليس من خلال الأحاديث ولكن من خلال الفعل فقد قال صلوا كما رأيتموني أصلي .. فالمسلمون صلوا منذ صلي هو وكما صلي هو ولم نأخذ الصلاة من الروايات، وليس من المعقول في شيء أن الأمة لم تكن تعلم مثلا أن عدد ركعات الظهر4، قرونا من الزمان إلي أن أتتنا أحاديث الآحاديث بعد قرون فعلمت الأمة ذلك، هم يذرون الرماد في العيون فيوهمون الناس أن عدد الركعات أخذناه من الأحاديث، وهذا من جملة الأساليب المتبعة لدفع الناس نحو تقديس رواياتهم التاريخية وفرضهاعلي أنها عين السُنة الشريفة ..

أما الأمر باتباع الرسول صلي الله عليه وسلم كما أشرت في السؤال .. فنحن نتيجة عدم التدبر السليم لدلالات كتاب الله تعالي، لم نفرق بين صفتي الرسالة والنبوة في شخصه صلي الله عليه وسلم، ولم يتم الوقوف عند حقيقة قرآنية واضحة وضوح الشمس وسط النهار وهي أن أمر الطاعة لم يأت في كتاب الله تعالي إلا متعلقا بصفة الرسالة ولم نر في كتاب الله تعالي آية تقول أطيعوا النبي أو أطيعوا محمدا .. أبدا .. إذن فالرسول هو من نؤمر بطاعته .. والرسول هو ما يحمله صلي الله عليه وسلم من تبيان وتفسير لكليات النص القرآني .. فأفعاله وأقواله بعد مبعثه تنقسم إلي قسمين .. منها مافعله كبشر بعيدا عن وحي السماء ريثما ينزل النص القرآني المناسب للحادثة وهذا فعله كنبي ومنها مافعله كبشرهوتفصيل وتطبيق لدلالات النص القرآني وهذا فعله كرسول .. وهي السُنة التي نؤمرباتباعها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير