تقصد من ذلك أن السُنة تفصيل لما أجمل في الكتاب وليست مكملة له؟
ـنعم .. فهذا هو ما أعنيه بالضبط .. وهذا هو ما بيّنه الله تعالي لنا في كتابه الكريم .. فلو أن السُنة الشريفة قد أضافت أحكاما لكتاب الله تعالي لم تذكر فيه أصلا لكان كتاب الله تعالي ناقصا لتلك الأحكام، ولكن الله تعالي يبين لنا في كتابه الكريم أن القرآن يحمل» تبيانا لكل شيء «وكل مازعموا أنه من السُنة ولا وجود له في كتاب الله هو في الحقيقة موجود في كتاب الله مثل تحريم جمع المرأة مع عمتها أو خالتها ومثل تحليل أكل ميتة البحر ومثل تحليل الكبد والطحال وغير ذلك .. إن القول بأن السُنة مكملة للقرآن هو اتهام للقرآن بالنقص وهذا من جملة الإساءات التي تم قذفها وتلفيقها علي منهج الله تعالي.
لماذا الإصرار علي معارضة الفهم المتوافق مع دلالات كتاب الله؟
ـ نحن لسنا ضد الفهم المتوافق مع دلالات كتاب الله تعالي سواء للسابقين أو اللاحقين، نحن ضد فرض تصورات البشر الوضعية علي دلالات كتاب الله تعالي .. المشكلة أن الفكرالذي يتم فرضه بآلية ذر الرماد في العيون هو فكر لايري دلالات كتاب الله تعالي إلا من منظار بعض السابقين وهنا مكمن المشكلة وهنا أيضا نلمس السبب الأول في محاربتهم للتدبر الحقيقي لكتاب الله تعالي .. فمنهجهم التراثي الجمعي هو منهج مغلق يدعو للإعراض عن كل حكم يحمله كتاب الله تعالي مهما قدم له من براهين وأدلة، فقط لأن هذا الحكم يختلف مع الموروث .. فكيف إذن من الممكن اعتبار هذا الفكر التراثي الجمعي قاعدة انطلاق نحو استنباط الدلالات.
كيف تري جموع المسلمين الآن وأين هم من منهج الله تعالي وكم هم ملتزمون بالتدبر الحق للقرآن الكريم؟
ـ المسلمون الآن كفكر لا يختلفون عن المسلمين في الأمس ولايختلفون عن المسلمين في الأجيال السابقة، كون فكر» الأجيال السابقة يعتبر سقفا لايجوز تجاوزه، وكونه السمت العام للتوجه الفكري عند المؤسسات الدينية مبنيا علي محاربة كل فكر تنويري جديد مهما حمل من براهين وأدلة .. في حين أن منهج التدبر الحق لكتاب الله تعالي هو المنهج الذي ينطلق من مقدمات قرآنية بحتة بمركب العقل المجرد والعلم والمنطق نحو نتائج لاتخرج عن الحقائق التي يحملها كتاب الله تعالي ولو عدنا إلي موروثنا الفكري لوجدنا أن هناك الكثير من الأحكام التي يحملها كتاب الله تعالي والواضحة وضوح الشمس وسط النهار، تم تغييبها.
وأن هناك الكثير من الأحكام التي لفقت علي منهج الله تعالي وفي الحقيقة أن منهج الله منها براء .. لذلك إن لم تحدث ثورة فكرية حقيقية يتم فيها العودة إلي كتاب الله تعالي واعتباره المعيار لفكرالأمة والقاموس لمعرفة دلالات الكلمات القرآنية واعتباره معيارا ـ حتي ـلقواعد النحو التي تم تقعيدها خلال التاريخ، واعتباره معيارا لكل الروايات التي بين أيدينا من أقصي السُنة إلي أقصي الشيعة، إن لم تحدث هذه الثورة الفكرية فسنبقي إلي قيام الساعة نجتر الموروث ونتخبط في ظلمات العصبيات المذهبية والطائفية ونتقاتل علي أتفه الأشياء.
وبالتالي فإن الفكر المحسوب علي الإسلام فيه الكثير مما يجب إعادة النظر فيه معايرة علي كتاب الله تعالي ويكفي الباحث عن الحقيقة أن يقرأ الآية الوحيدة في كتاب الله التي تبين لنا ماذا سيقول الرسول صلي الله عليه وسلم في الآخرة:» وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا «صدق الله العظيم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي طارق على هذا التنويه، وإن كان التجاهل لهذا وأمثاله أولى وأليق، ولكن ظهوره في القنوات وترويجه لباطله يستدعي الرد عليه وبيان جهله.
وقد شاهدتُ بعض حلقاته على اليوتيوب فأدهشني جهله بعلوم القرآن وسوء فهمه لآيات القرآن، وصفاقته في القول بغير علم في كتاب الله، حتى إن المذيع نفسه لم يقبل بعض أقواله لظهور فسادها.
ولكن الهدف من إبراز مثل هذا الجاهل ظاهر في أن القناة تسعى للنيل من ثوابتنا كغيرها من القنوات للأسف، وتسعى لتنشر الطعون والسخرية من القرآن والسنة في صور كثيرة متجددة، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل، وهي سنة التدافع التي كتبها الله بين الحق والباطل.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:54 م]ـ
مع أنى لست بطالب علم ... حكى لى صديقى (مثلى ليس بطالب علم أيضاً) عن إحدى حلقاته ((معجباً)):
كان يناقش قضية الجزية،فيقول الآية ( ... حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)،الفعل جاء مضموم الأول أى أنه مبنى للمجهول!! ... ولم يأت مفتوح الأول (يَعطوا)!!
تمالكت نفسى ... لم أتخيل أن ينطق ((كائن حى)) بهذا ((العك)) ... قلت لصاحبى: (ده فعل رباعى مضارع ... دى من طرق معرفة المضارع المزيد بالألف أنه يكون مضموم الياء .. ولو كان مبنى للمجهول كان يبقى ((يُعطوْا))) ... رد صاحبى: (إيه ده؟ ده يعنى مش فاهم أى حاجة!) ... حسبنا الله ونعم الوكيل.
¥